قال رئيس حركة التمرد الكونغولية ام-23 لوكالة فرانس برس انه اجتمع السبت في كمبالا برئيس الكونغو الديموقراطية جوزف كابيلا "من اجل مفاوضات مباشرة" لا يزال يتعين تحديد شروطها، وذلك على هامش قمة افريقية حول هذا البلد تستضيفها العاصمة الاوغندية. واعلن جان-ماري رونيغا في اتصال هاتفي في كمبالا "ستجري مفاوضات مباشرة بيننا وبين كابيلا وغدا (الاحد) سنبحث كل الامور. غدا سنبحث شروط هذه المفاوضات والنقاط" التي ستكون في جدول اعمالها. وكان قادة دول افريقية عدة اجتمعوا السبت في كمبالا لبحث النزاع في شرق الكونغو طلبوا من حركة التمرد ام-23 الانسحاب من غوما "في غضون 48 ساعة" مؤكدين ان كينشاسا ستكون في المقابل على استعداد "للاستماع وتقييم ولان تاخذ في الاعتبار المطالب الشرعية" للتمرد. وردا على سؤال بشأن المهلة التي منحت لحركة التمرد للانسحاب من غوما قال رونيغا انه لم يتم ابلاغه رسميا بالامر. بيد انه اكد "ان الانسحاب من غوما لا يمكن ان يكون الا ثمرة مفاوضات" بين حركته والرئيس كابيلا. واعتبر ان وضع الانسحاب من غوما كشرط "مسبق" للمفاوضات "يعني عدم السعي لحل مشكلة الكونغو" محذرا من ان ام-23 ستدافع عن نفسها اذا هاجم الجيش الكونغولي مواقعها. وقال ان المباحثات ستتطرق الى اتفاقات السلام المبرمة في 23 آذار/مارس 2009 حيث تطلب حركته تطبيقها الكامل لكن كينشاسا تقول انها وفت بقسطها من الالتزامات. وتريد حركة التمرد ايضا "بحث مسائل اخرى عميقة تهم الحياة الوطنية". وقال رونيغا انه لم تتم "دعوته" للقمة لكن بعد اللقاء بعد ظهر السبت تحدث مباشرة مع الرئيس كابيلا لان الوساطة تقع على عاتق الرئيس الاوغندي يوري موسوفيني وحينها تم التطرق الى مبدا المفاوضات "المباشرة". واضاف قائد التمرد "كانت الاجواء متوترة لكن بعد ذلك تجاوز الجميع الانفعال لان القضايا ليست شخصية، بل قضايا البلد. اعتقد ان الاجتماع تم بشكل جيد جدا". ويأتي هذا اللقاء غير المسبوق في حين طلب قادة الدول الافريقية السبت خلال القمة المنعقدة في كمبالا لايجاد حل للنزاع في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية، من المتمردين وقف المعارك والانسحاب من غوما (شرق) "خلال 48 ساعة"، واكدوا انه يمكن لكينشاسا ان تأخذ مطالبهم "المشروعة" في الاعتبار. وشارك الرئيس الكونغولي جوزف كابيلا في هذه القمة الاستثنائية. وردا على سؤال لمعرفة ما اذا كان مرتاحا للقمة، اجاب انه سيكون راضيا "لدى ارساء السلام" في شرق البلاد. وغاب عن القمة الرئيس الرواندي بول كاغامي. وقال مسؤولون اوغنديون ان "لا معنى" للقمة اذا لم يشارك فيها كاغامي وكابيلا معا. ويثير دور رواندا في التمرد جدلا لان خبراء في الاممالمتحدة يتهمون كيغالي ب"تقديم دعم عسكري مباشر" للتمرد الكونغولي الذي استولى الثلاثاء على مدينة غوما ومواقع استراتيجية في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية الغنية بالموارد المنجمية على الحدود مع رواندا. وفي بيانهم الختامي طلب المشاركون في قمة كمبالا من المتمردين في حركة 23 مارس (ام23) التوقف ايضا عن "الاعلان انه يجب اطاحة الحكومة المنتخبة" في جمهورية الكونغو. والسبت اعلن وزير الخارجية الاوغندي سام كوتيسا - الذي تلا النص المختلف قليلا عما تم نقله الى الصحافة - ان المتمردين يجب ان ينسحبوا الى "عشرين كلم على الاقل شمال غوما". وهذه البلدة على بعد 20 كلم شمال عاصمة ولاية شمال كيفو تتصل الى حد ما بالمواقع التي كان يسيطر عليها المتمردون قرب كيبومبا قبل شن الهجوم على غوما والاستيلاء على المدينة الثلاثاء الماضي. واعلن البيان ان الانسحاب يجب ان يحصل "من الان وحتى 48 ساعة". ويفترض بقوة الاممالمتحدة في جمهورية الكونغو الديموقراطية (17 الف رجل) ان "تحتل وتفرض الامن في منطقة محايدة بين غوما والمناطق الجديدة التي احتلتها حركة ام23"، بحسب البيان. في المقابل، ستكون حكومة جمهورية الكونغو الديموقراطية مستعدة "للاستماع وتقييم وتلبية المطالب المشروعة" للمتمردين، كما قال البيان. لكن القادة لم يذهبوا الى حد الاشارة الى احتمال "التحاور" كما طلبت حركة ام23. وشارك رئيسا كينيا مواي كيباكي وتنزانيا جاكايا كيكويتي في القمة التي يرئسها رئيس اوغندا يويري موسيفيني. اضافة الى رواندا، اتهمت اوغندا ايضا من قبل الاممالمتحدة بدعم حركة ام23 عسكريا ما نفته كمبالا نفيا قاطعا. من جهته توجه الرئيس الكونغولي دنيس ساسو نغيسو السبت الى كيغالي رسميا للبحث في "العلاقات الثنائية" مع بول كاغامي، واستقبله وزير الداخلية الرواندي جيمس كاباريبي لدى نزوله من الطائرة. والاربعاء كان كابيلا وكاغامي وموسيفيني عقدوا اجتماعا طارئا في كامبالا وطلبوا من حركة ام23 وقف تقدمها والانسحاب من غوما بعد ساعات على سقوط المدينة. وافاد مراسل فرانس برس انه على الارض في غوما كان الانتشار المسلح للمتمردين السبت اقل مما كان عليه في الايام الماضية. واكد الكولونيل فياني كزاراما المتحدث العسكري للمتمردين لفرانس برس "لم تعد قوات (ام23) في المدينة لقد اصبحت منزوعة السلاح". واضاف "لم يبق فيها سوى رئاسة الاركان" العسكرية وعناصر الشرطة. ويسيطر المتمردون ايضا منذ الاربعاء على بلدة ساكي الواقعة على بعد ثلاثين كلم غرب غوما. والخميس في محيط ساكي صد المتمردون هجوما مضادا شنه الجيش النظامي المتحالف مع ميليشيا محلية بعد ان انكفأوا على بعد حوالى 12 كلم الى الجنوب حسب ما افاد مصور فرانس برس السبت. وصباحا رفعت عناصر في الصليب الاحمر جثثا ودفنتها في المنطقة التي وقعت فيها المواجهات جنوب ساكي. وفر آلاف الاشخاص من المعارك للتوجه الى مخيم نازحين قرب غوما حيث بدأت عملية نقل المساعدات الانسانية لا سيما الاغذية.