اعلنت مصر الاربعاء عن الاتفاق على وقف لاطلاق النار في غزة بعد اسبوع من المواجهات بين اسرائيل وحركة حماس اوقعت نحو 160 قتيلا في الجانب الفلسطيني واكثر من 1225 جريحا، وخمسة قتلى اسرائيليين. ودخل اتفاق التهدئة بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية حيز التنفيذ الساعة التاسعة مساء بالتوقيت المحلي (19.00 ت غ) بعد نحو ساعة ونصف من اعلان مصر التوصل الى الاتفاق. ومع دخول التهدئة حيز التنفيذ انطلقت مسيرات في قطاع غزة وسط اطلاق نار وتكبيرات المواطنين احتفالا ب"انتصار المقاومة"، بحسب مراسلي فرانس برس. وقبل دقائق من بدء التهدئة شنت الطائرات الحربية الاسرائيلية سلسلة غارات عنيفة في قطاع غزة اسفرت احداها عن مقتل فلسطيني في حي الشيخ رضوان وسط مدينة غزة واصابة ثلاثة اخرين وفقا لوزارة الصحة في حكومة حماس المقالة. وكان ما زال يسمع صوت الطائرات الاسرائيلية تحلق في سماء القطاع الذي كانت شوارعه مظلمة بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن اجزاء واسعة منه. وعلى الاثر اعلن خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس من القاهرة ان "اسرائيل فشلت في تحقيق اي من اهدافها"، ثم اضاف خلال مؤتمر صحافي في القاهرة "نعتبر ما فعلته غزة انجازا لجميع الفلسطينيين، هذا مقدمة كبيرة لانهاء الحصار". ثم قال ان "هذا الاتفاق اليوم سنتابعه وانا اقول ان التزمت اسرائيل به نحن ملتزمون، واذا لم تلتزم به ايدينا على الزناد وان عدتم عدنا". وكان وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو اعلن التوصل الى وقف اطلاق النار بين حركة حماس الفلسطينية واسرائيل. واكد الوزير المصري خلال مؤتمر صحافي مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان جهود مصر من اجل التهدئة اتاحت "الاتفاق على وقف لاطلاق النار يبدا عند الساعة 21,00 بتوقيت القاهرة" اي الساعة 19,00 تغ. وقالت كلينتون من جانبها "ان الولاياتالمتحدة ترحب بالاتفاق اليوم على وقف اطلاق النار. وفي الايام القادمة ستعمل الولاياتالمتحدة مع شركائها في المنطقة على تدعيم هذا التقدم" المحرز. في القدس اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في بيان عن قبوله "باعطاء فرصة" لمقترح التهدئة المصري بعد محادثته الرئيس الاميركي باراك اوباما. ثم قال نتانياهو ان اسرائيل والولاياتالمتحدة اتفقتا على العمل معا لمحاربة تهريب الاسلحة من ايران الى المجموعات المسلحة في قطاع غزة. وقال نتانياهو في خطاب متلفز بينما دخل اتفاق التهدئة في غزة حيز التنفيذ "لا تستطيع اسرائيل ان تجلس مكتوفة الايدي بينما يقوم اعداؤها بتقوية انفسهم باسلحة الارهاب ولهذا اتفقت مع الرئيس اوباما على اننا سنعمل معا--ضد تهريب الاسلحة الى المنظمات الارهابية والتي ياتي معظمها من ايران". وشكر اوباما نتانياهو على "الموافقة على دعم المقترح المصري (..) مع التاكيد مجددا على حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها". كما شكر اوباما الرئيس المصري محمد مرسي على جهوده. وقبيل اعلان الاتفاق ادت غارات اسرائيلية جديدة الى قتل نحو عشرين فلسطينييا الاربعاء، بحسب مصادر طبية فلسطينية. واستجابة لضغوط الغرب، بذل الرئيس محمد مرسي على مدى ايام جهودا للوساطة من اجل وقف العنف بعد انطلاق الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة في 14 تشرين الثاني/نوفمبر. ومرسي الذي انتخب في حزيران/يونيو ينتمي الى حركة الاخوان المسلمين التي انبثقت منها حركة حماس الحاكمة في غزة. لكن مصر تربطها اتفاقية سلام مع باسرائيل منذ 1979 ولديها تجربة كبيرة من الوساطة مع الدولة العبرية. وتوجه وفد من حماس برئاسة رئيس المكتب السياسي خالد مشعل الى القاهرة لاجراء مفاوضات تشرف عليها امخابرات المصرية. كما شكلت مصر المنصة الرئيسية للجهود الدبلوماسية مع زيارة كلينتون وامين عام الاممالمتحدة بان كي مون ومسؤولين من تركيا والمانيا وقطر. وافادت الاذاعة العامة الاسرائيلية ان اتفاق التهدئة يشكل مقدمة لاتفاق وقف اطلاق نار دائم يتعهد فيه الطرفان بوقف الضربات واطلاقات الصواريخ. ويفترض ان تتولى مصر آلية لمراقبة وقف اطلاق النار. وشهدت المعارك بين اسرائيل وحماس المئات من غارات الجيش الاسرائيلي على قطاع غزة واطلاق مئات الصواريخ من غزة على جنوب اسرائيل. وسقط بعض الصواريخ التي اعترض نظام القبة الحديدية المضاد للصواريخ قسما منها في منطقتي تل ابيب والقدس. في غزة اصابت احدى الغارات الاسرائيلية للمرة الثانية في اقل من 24 ساعة المبنى الذي يضم مكاتب فرانس برس، وقتل طفل في مبنى مقابل في احدى الغارتين. وقتل حوالى 160 فلسطينيا في اسبوع بحسب مصادر طبية فلسطينية، بينهم عدد كبير من الاطفال والنساء والمسنين. وقتل خمسة اسرائيليين من بينهم جندي في اطلاق سواريخ من غزة وجرح العشرات. من جهة اخرى جرح سبعة عشر شخصا الاربعاء في انفجار في حافلة وسط تل ابيب في عملية هي الاولى في اسرائيل منذ اذار/مارس 2011. وانفجرت عبوة في الحافلة قرب وزارة الدفاع في عملية وصفها متحدث اسرائيلي بانها "هجوم ارهابي". ودانت الولاياتالمتحدة وفرنسا وروسيا الهجوم الذي لم تعلن اي جهة عن مسؤوليتها عنه. ورحبت قناة الاقصى المقربة من حماس "بالعملية الاستشهادية"، فيما انطلقت في غزة مشاهد احتفالية بعد الاعلان عن التفجير.