غوما (الكونغو الديموقراطية) (ا ف ب) - بدأ العسكريون والمدنيون الكونغولوين الاحد بالفرار من غوما عاصمة اقليم شمال كيفو في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية، بينما بات مقاتلو حركة 23 مارس (ام 23) على مشارفها، على ما افادت مصادر متطابقة. وقال مصدر في الاممالمتحدة في اتصال مع فرانس برس ان "عددا كبيرا من الجنود و(ممثلي) سلطات (الاقليم) غادروا" غوما. وافاد مصدر انساني غربي عن "هزيمة نكراء للقوات المسلحة الكونغولية التي تغادر مدينة غوما". وصرح سائق سيارة اجرة في غوما لفرانس برس ان "الهلع تملك الجميع" مؤكدا "وكأن المتمردين يدفعون عسكريينا، واغلقت المتاجر في المدينة، انني كغيري سالتحق بعائلتي". واعلن المتمردون انفسهم قبيل الظهر انهم على مشارف غوما. وصرح الناطق العسكري باسم حركة التمرد اللفتنانت كولونيل فياني كزاراما لفرانس برس "في الوقت الراهن، اننا في كيباتي على مسافة خمسة كلومترات من غوما" مؤكدا انه لا ينوي السيطرة على المدينة "لكن اذا هاجمنا جيش (الرئيس جوزف) كابيلا سنطارد العدو حتى ندحره بعيدا جدا عن غوما". واوضح مصدر عسكري غربي ان ضباطا من القوات المسلحة بداوا يغادرون على متن زوارق في اتجاه بوكافو عاصمة اقليمجنوب كيفو التي تبعد حوالى 80 كلم جنوبا. واضاف المصدر ان حاكم شمال كيفو جوليان بالوكو استقل احد تلك الزوارق. واضاف المصدر ان المطار الواقع قرب وسط المدينة قد اغلق ولم يبق فيه سوى بضعة عناصر من الحرس الجمهوري الكونغولي بينما افاد قريب احد الركاب ان طائرة مدنية كانت ستهبط فيه حولت الى مطار اخر. واعلن كولونيل كونغولي صباحا لفرانس برس ان مواجهات تدور في "مخيم كانياروسينيا" على مسافة عشرة كلم من غوما، ويؤوي المخيم حسب المفوضية العليا للاجئين ثلاثين الف نازح لكن الافا اخرين انضموا اليهم لاحقا من بينهم عدد كبير من النساء والاطفال. ووصلت قوافل بمئات النازحين -والعسكر العائدين من الجبهة- هربا من المعارك الى مشارف غوما بامتعتهم الشخصية وماعزهم على امل الالتحاق بمخيمات نازحين اخرى على ما افاد مراسل فرانس برس. وتحدث الناطق باسم اقليم شمال كيفو سيلستان سيبومانا الذي كان شديد القلق، عن "فوضى" متهما قوات الاممالمتحدة بعدم التحرك وقال ان بعثة الاممالمتحدة في جمهورية الكونغو الديموقراطية "لم تحرك ساكنا حتى الان". وافادت عدة مصادر بما فيه مصور فرانس برس في قاعدة مونيجي وهي اكبر قاعدة لامم المتحدة في شمال المدينة، ان قوات الاممالمتحدة لم تتحرك الاحد لحماية غوما، وان المتمردين في زحفهم نحو غوما تجاوزوا هذا المعسكر بنحو خمسة كلم، على ما لاحظ المصور. وتدخلت قوات الاممالمتحدة السبت لدعم الجيش النظامي الكونغولي بمروحيات قتالية لكن ذلك لم يمنع المتمردين من السيطرة على مدينة كيبومبا الصغيرة على مسافة 25 كلم شمال غوما. لكن حركة ام 23 طلبت صباح الاحد من قوات الاممالمتحدة ان تكف عن دعم الجيش وقال الناطق باسم الحركة "اننا نحذر هذه القوات التي تقصف مناطقنا بدلا من التزام الحياد على الارض (...) انهم اذا استمروا في قصفنا فسنرد". ودعا مجلس الامن الدولي مساء السبت في نيويورك الى وقف زحف المتمردين نحو غوما و"وقف كل دعم خارجي وكل تزويد لحركة ام 23 بالعتاد على الفور". وتتهم جمهورية الكونغو الديموقراطية والاممالمتحدة رواندا المجاورة لاقليم كيفو بدعم المتمردين لكن كيغالي تنفي ذلك، واعلن الناطق باسم الحكومة الكونغولية لامبير مندي مساء السبت ان "اربعة الاف رجل في قوافل مشاة وعربات" وصلوا "قادمين من الاراضي الرواندية" لكن رواندا نفت ذلك. وقد اسس عسكريون كونغوليون حركة ام 23 في مطلع ايار/مايو في شمال كيفو (شرق)، بعدما كافح معظمهم في حركة المؤتمر الوطني من اجل الدفاع عن الشعب المتمردة الموالية لرواندا، ثم انضموا رسميا الى الجيش في 2009 بعد اتفاق مع الحكومة لكنهم تمردوا في نيسان/ابريل الماضي بدعوى ان كينشاسا لم تحترم التزاماتها.