لم تؤد افادة المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي اي ايه) ديفيد بترايوس الجمعة امام الكونغرس الى وقف الخلافات بين الديموقراطيين والجمهوريين حول ما اذا قامت الادارة بتضليل الرأي العام حول الجهة التي تقف وراء الهجوم على القنصلية الاميركية في بنغازي بليبيا. ومثل بترايوس الجمعة امام لجنتين في الكونغرس في اول ظهور علني له منذ استقالته الاسبوع الماضي على خلفية علاقة خارج اطار الزواج مع كاتبة سيرته بولا برودويل. لكن الصحافيين الذين كانوا يترقبون رؤيته لطرح عليه اسئلة حول الفضيحة خاب املهم لان الجنرال دخل وخرج الى قاعتي جلسات الاستماع بدون ان يراه احد. وقال بترايوس لاعضاء مجلسي النواب والشيوخ انه علم منذ البداية ان مقربين من القاعدة ضالعون في الهجوم الدامي على القنصلية الاميركية في بنغازي في 11 ايلول/سبتمبر الماضي الذي ادى الى مقتل اربعة اميركيين بينهم السفير كريس ستيفنز. لكن بترايوس قال ان الادارة حجبت هذه المعلومات لكي لا يعلم المهاجمون ان وكالات الاستخبارات الاميركية تلاحقهم كما افادت صحيفة نيويورك تايمز ووسائل اعلام اخرى نقلا عن اعضاء في الكونغرس. وفي الايام التي تلت الهجوم الذي حصل في اوج حملة الانتخابات الرئاسية الاميركية، قالت الادارة ان الهجوم الذي استمر ساعات جاء ضمن الاحتجاجات على الفيديو المسيء للاسلام الذي انتج في الولاياتالمتحدة. وفي 14 ايلول/سبتمبر قال بترايوس للكونغرس ان ذلك كان تقييم ال"سي آي ايه" الاولي للاحداث. ومنذ ذلك الحين تغير موقف الادارة واصبح الهجوم حاليا يعتبر هجوما مدبرا من قبل ميليشيا مرتبطة بتنظيم القاعدة. وقال بيتر كينغ رئيس لجنة الامن الداخلي في مجلس النواب ان بترايوس "قال انه لم تكن هناك تقارير (مختلفة) بل انه كان يعتقد باستمرار بوجود تورط ارهابي كبير" في الهجوم. واضاف "لقد ابلغته في اسئلتي ان لدي معطيات اخرى عن ذلك والانطباع الواضح كان ان الهجوم جاء بسبب تظاهرة عفوية وليس هجوما ارهابيا". وقال كينغ واعضاء اخرون في الكونغرس انهم ممتنون لمجيء بترايوس للادلاء بافادته لكنهم قالوا انه لا يزال لديهم قلق كبير ازاء هذه المسالة. واوضح هوارد ماكيون رئيس لجنة الشؤون المسلحة في مجلس النواب ان "الكثير من اسئلتي تمت الاجابة عليها، والكثير بقيت بدون رد". واضاف الجمهوري "لقد انتهينا من الانتخابات، اعتقد انه آن الاوان لكي يكشفوا عن كل شيء". ويتهم بعض النواب الجمهوريين في الكواليس اوباما بانه سعى الى التستر على الطابع الارهابي للهجوم لتفادي الاضرار بحصيلة الرئيس في مجال مكافحة الارهاب في اوج الحملة الانتخابية. وقال كينغ واخرون ان بترايوس تحدث بشكل مقتضب عن علاقته الغرامية قائلا انه ياسف بشدة لذلك وللظروف التي احاطت باستقالته وان ذلك لم يؤثر على افادته. والبعثة الاميركية في بنغازي كانت تشمل عملية كبرى لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية قد يكون اشرف عليها بترايوس قبل استقالته من منصبه. واتهم الجمهوريون سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الاممالمتحدة سوزان رايس بتضليل البلاد عبر الاعلان بعد الهجوم انه جاء في اطار "تظاهرة احتجاج عفوية على الفيديو المسيء للاسلام". وتقوم وزارة الخارجية ومكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) بتحقيقات حول الهجوم وقد وافقت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري ليكنتون على الادلاء بافادتها خلال جلسات استماع في مجلسي النواب والشيوخ فور انتهاء وزارتها من التحقيق في الاحداث. والجمعة قال بعض اعضاء الكونغرس انه يجب الكشف المزيد من التوضيحات حول هذه المسالة. ويلمح الجمهوريون بذلك الى احتمال وجود فضيحة اكبر يجري التستر عليها. وقال السناتور الجمهوري ساكسبي شامبليس ان بترايوس كان واضحا جدا حول تفاصيل الهجوم لكن لا يزال يجب معرفة الكثير من الامور. واضاف "لا يزال يجب ان نحدد كيف تمكنت هذه المجموعة من اختراق القنصلية في بنغازي، ومن هم هؤلاء الاشخاص؟ لدينا فكرة اوضح الان، ونحن نقترب من تحديد ذلك". ويعتقد مسؤولون ان الهجوم نفذه ناشطون من مجموعة انصار الشريعة المرتبطة بالقاعدة. واستغل البعض تصريحات رايس للتاكيد ان البيت الابيض ضلل الاميركيين او حتى كذب عليهم خلال موسم انتخابي محتدم. وكان يجري التداول باسم رايس كشخصية محتملة لخلافة كلينتون التي تغادر منصبها في مطلع السنة المقبلة لكن بعض الجمهوريين هددوا بعرقلة تعيينها.