عززت الكتيبة الكينية في قوة الاتحاد الافريقي في الصومال (اميصوم) والقوات الحكومية الصومالية الاربعاء مواقعها في كيسمايو غداة دخولها المعقل السابق للاسلاميين الشباب، كما ذكر سكان والجيش الكيني. واكد الجيش الكيني الاربعاء ان "قوة الدفاع الكينية والجيش الوطني الصومالي يواصلان تعزيز تقدمهما". وبدأت بعض المتاجر باعادة فتح ابوابها بعدما اغلقت كلها منذ بدء الهجوم الجمعة وانسحاب عناصر حركة الشباب الذين كانوا يسيطرون على اكبر مدينة ساحلية في الجنوب الصومالي منذ آب/اغسطس 2008. وتجوب دوريات للقوات الكينية والصومالية بحذر شوارع المدينة خوفا من متفجرات قد يكون خلفها الشباب ومن قناصة. وقال التاجر عبد الرزاق حسن الذي تم الاتصال به من مقديشو لوكالة فرانس برس "حصل اطلاق نار الليلة الماضية وفرض حظر للتجول حتى الفجر، لكن الهدوء مستتب اليوم (الاربعاء)، فلا معارك ونأمل في ان يعود الوضع الى طبيعته". وقد اعلن الشباب مسؤوليتهم عن انفجار قوي جدا هز المدينة الثلاثاء، ولم يسفر عن ضحايا كما قيل رسميا، فيما سيطرت القوات الحكومية وقوات الاتحاد الافريقي على المرفأ. في المقابل، اصيب سبعة اشخاص في المساء بانفجار قنبلة يدوية القيت على مقهى، كما قال سكان. وقد عثرت القوات الكينية والصومالية على عدد من القنابل اليدوية ايضا لدى تقدمها في مختلف احياء كيسمايو. وفي صفوف القوات الصومالية عدد كبير من المقاتلين في ميليشيا راس كامبوني المتحالفة مع القوات الكينية ويتولى قيادتها زعيم الحرب السابق احمد مادوبي الذي قاتل لفترة الى جانب المجموعات الاسلامية. وروى احمدي عبد الله وهو من سكان المدينة ايضا لوكالة فرانس برس ان "جنودا صوماليين ولا سيما مقاتلين من (ميليشيا) راس كامبوني يسيرون دوريات في الشوارع واقاموا نقاط تفتيش". ولا يخفي سكان كيسمايو التي حكمتها حركة الشباب بقبضة من حديد ولكنها عاشت بسلام في السنوات الاربع الاخيرة، خشيتهم من ان تؤدي مغادرة الاسلاميين الى افساح المجال امام تجدد المواجهات بين فصائل صومالية متناحرة تنازعت لفترات طويلة للاستيلاء على المدينة على امل السيطرة على المرفأ والعائدات التي يولدها. واضافة الى عناصر ميليشيا راس كامبوني المتحدرين في القسم الاكبر منهم من فصيل اوغاديني، يتواجد ايضا عناصر من فصيلين نافذين اخرين هما مريهان ومجيرتان، بحسب ما قال سكان. وكان مرفأ كيسمايو يوفر في الاشهر الاخيرة القسم الاكبر من عائدات حركة الشباب الذين خسروا مجمل معاقلهم الواحد تلو الاخر منذ ان طردتهم من مقديشو في اب/اغسطس 2011 قوة اميصوم والجيش الوطني الصومالي. وهذه الانتكاسة العسكرية الجديدة لا تدل مع ذلك على نهاية حركة الشباب الذين يواصلون سيطرتهم على اقسام واسعة من الاراضي في جنوب ووسط الصومال وتحولوا منذ عام الى تنفيذ عمليات عصابات واعتداءات وخصوصا في العاصمة الصومالية. ولا يزال المتمردون الاسلاميون يسيطرون على بلدة جوهر التي تبعد حوالى 500 كلم شمال شرق كيسمايو وبلدة باراوي الصغيرة الساحلية على بعد حوالى 230 كلم شمال كيسمايو.