يختار الجورجيون الاثنين نوابهم في انتخابات تشريعية حاسمة يتواجه فيها حزب الرئيس ميخائيل ساكاشفيلي مع ائتلاف معارض بقيادة الملياردير بيدزينا ايفانيشفيلي، في ظل فضيحة تعذيب في السجون اثيرت مؤخرا. ودعي حوالى 3,6 ملايين ناخب في البلد الذي يعد 4,5 ملايين نسمة للتوجه الى صناديق الاقتراع بين الساعة 8,00 (4,00 تغ) والساعة 20,00 (16,00 تغ) لاختيار الاعضاء ال150 في برلمان هذه الجمهورية السوفياتية السابقة في القوقاز، في انتخابات تجري في ظل فضيحة تعذيب ظهرت مؤخرا. واثارت اشرطة فيديو نشرت قبل اسبوعين وتكشف عن ضرب واغتصاب معتقلين في احد سجون تبيليسي تظاهرات ساخطة في جورجيا وموجة ادانات دولية ووضعت الحزب الحاكم في موقع بالغ الحساسية. وتوقع كل من ساكاشفيلي ومنافسه ايفانيشفيلي فوزا كاسحا لفريقه بعد حملة انتخابية ضارية وصفها مراقبو منظمة الامن والتعاون في اوروبا ب"الاستفزازية والهجومية". ويتهم ائتلاف "الحلم الجورجي" المعارض بزعامة ايفانيشفيلي، الرئيس باقامة نظام استبدادي. واعلن ايفانيشفيلي مخاطبا عشرات الالاف من انصاره في تبيليسي السبت خلال احد اكبر تجمعات المعارضة خلال السنوات الماضية في جورجيا "يجب القضاء على نظام ساكاشفيلي، مصير بلادنا سيتقرر في هذه الانتخابات". من جهته يؤكد ساكاشفيلي انه في حال وصول خصمه الى السلطة فسوف يقضي على برنامج التحديث في البلاد ويعيدها الى ماض من الفساد والفوضى. وتتسم هذه الانتخابات باهمية حاسمة لان التعديلات الدستورية التي سيقرها النواب ستعزز سلطة البرلمان ورئيس الوزراء وتقلص دور الرئيس اعتبارا من العام 2013 الذي سيشهد نهاية ولاية ساكاشفيلي. وشدد الرئيس المؤيد للغرب على اهمية الانتخابات في رسالة بثها التلفزيون الوطني مساء الجمعة. وقال ساكاشفيلي في رسالته "سيقرر كل واحد منا مستقبل مجتمعنا ليس للسنوات الاربع المقبلة فحسب بل للعقود المقبلة". وهيمنت مسألتا الفقر والبطالة على الحملة الانتخابية حيث وعد المرشحان المتنافسان بتخصيص مبالغ كبيرة للرعاية الاجتماعية وايجاد فرص عمل. وتشغل "الحركة الوطنية المتحدة" بزعامة ساكاشفيلي 119 مقعدا من اصل 150 في البرلمان المنتهية ولايته الذي انتخب عام 2008. ويحكم الحزب جورجيا منذ 2004 اثر تعبئة شعبية سلمية عرفت ب"ثورة الورود" اطاحت بالرئيس السابق ادوارد شيفاردنادزه وزير الخارجية السوفياتي سابقا. وقبل الكشف عن فضيحة التعذيب الاسبوع الماضي، كانت استطلاعات الرأي تشير الى تقدم حزب ساكاشفيلي على "الحلم الجورجي" بزعامة ايفانيشفيلي، غير انه بات من الصعب الان التكهن بمدى تاثير اشرطة الفيديو على نتيجة الانتخابات. وتعهدت وزارة الداخلية بمنع وقوع اي اعمال عنف خلال الانتخابات بعدما وجهت الحكومة تحذيرا الى المعارضة التي اعربت من جهتها عن مخاوفها من حصول اعمال استفزاز قد تقوم بها السلطة. ودعت الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي الى انتخابات حرة ونزيهة في هذا البلد الطامح للانضمام الى اجهزة غربية مثل الحلف الاطلسي، ما يثير استياء روسيا. ووعد ساكاشفيلي باجراء الانتخابات "الاكثر حرية وشفافية" منذ استقلال جورجيا في 1991. غير ان ايفانيشفيلي الذي حكم عليه بدفع غرامات بقيمة ملايين اليورو بتهمة انتهاك قانون الانتخابات، اتهم الحزب الحاكم بالتلاعب بالانتخابات وهدد بتنظيم تظاهرات حاشدة بعدها.