تتجه فرنسا ودول أخرى من كبار مصدري القمح الذين لا يستطيعون عادة منافسة القمح الروسي الرخيص للفوز بصفقات جديدة مع مصر أكبر مستورد للقمح في العالم إذ من المتوقع أن ينفد الفائض الروسي المتاح للتصدير خلال أسابيع. وتعهد مسؤولون بوزارة الزراعة الروسية مرارا بعدم فرض قيود على التصدير رغم حرارة الطقس والجفاف الذي قلص المحصول بنسبة تزيد عن الربع ولكن معظم الكمية المتاحة للبيع استنفدت. وقال تجار ان الهيئة العامة للسلع التموينية المصرية ستتلقى عروضا قليلة وربما لا تأتيها أي عروض على الإطلاق للقمح الروسي في المناقصة التي طرحتها يوم الثلاثاء لتوريد شحنات في ديسمبر كانون الأول. وصرح تاجر ألماني "ستضطر مصر للجوء لفرنسا كبديل أول (لقمح) البحر الأسود ولكنها ستشتري أكبر كمية ممكنة من روسيا وأوكرانيا ورومانيا وغيرها مادامت هناك كميات متاحة." ومن المنتظر ان تساعد تكلفة الشحن المنخفضة امريكا وكندا والارجنتين واستراليا على المنافسة في الأشهر المقبلة أيضا. وأدت أسوأ موجة جفاف في الولاياتالمتحدة منذ ما يزيد عن نصف قرن ومخاوف من فرض روسيا قيودا على الصادرات إلى ارتفاع سعر القمح في يونيو حزيران ويوليو تموز. لكن بعد زيادة المشتريات في أوائل السنة التسويقية 2012-2013 تباطأ الطلب وانخفضت الأسعار. غير أن أسعار القمح مازالت أعلى بنحو 25 بالمئة من مستوياتها قبل ذلك الصعود وقال تجار ان السوق متخم بعروض من مناشئ عديدة. وقال تاجر اوروبي "توجد كميات كبيرة متاحة من قمح الطحين اللاتفي والبولندي والدنمركي والألماني." وتابع "كل البلطيق لديه قمح طحين ..البلقان به قمح طحين ..روسيا وأوكرانيا لديهما قمح طحين." وفي وقت سابق من الشهر الجاري قالت هيئة السلع التموينية المصرية إنها اشترت إمدادات تكفي لنحو سبعة أشهر من مصادر محلية ودولية. وفي السنة المالية 2011-2012 كانت معظم مشتريات الهيئة من مناشئ البحر الأسود وهو اتجاه مستمر حتى الآن في السنة المالية 2012-2013 . وقال جيمس دونسترفيل المحلل في اجرينيوز للاستشارات ومقرها جنيف "اشترت الهيئة 1.3 مليون طن من قمح اوروبا الشرقية من إجمالي 1.7 مليون طن اشترتها حتى الآن في هذه الحملة... يمكنها خلط هذاالقمح عالي الجودة مع 3.7 مليون طن من القمح اشترتها محليا." وقال تجار إنه في الوقت الحالي من المرجح أن تلجا الهيئة لفرنسا واوكرانيا وبولندا ورومانيا وألمانيا في المناقصات المقبلة وتليها الولاياتالمتحدة وكندا والارجنتين واستراليا في العام الجديد. وقال التاجر الألماني "في المرحلة اللاحقة قد نرى دولا اخرى من الاتحاد الاوروبي مثل المانيا وبولندا تبيع بعض الكميات ولكن اعتقد ان فرنسا ستفوز بنصيب الأسد." من سارة مكفارلين (إعداد هالة قنديل للنشرة العربية - تحرير عبد المنعم هيكل)