ينظر القادة في ألمانياوفرنسا إلى مناسبة الذكرى الخمسين للخطاب التاريخي الذي ألقاة الرئيس الفرنسي الراحل شارل ديغول على أنه نقطة التحول التي أعادت الحياة للعلاقات الألمانية الفرنسية عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية بعد سنوات العداء. وحسب مسؤولين ألمان ستكون الكلمة الخالدة التي قالها ديغول في خطابه عام 1962 أطفال لأمة عظيمة ارتكبت أخطاء كبيرة عنوانا للاحتفالية الضخمة وسيتم ترجمة الخطاب للشباب باللغة الألمانية. وتستغل الدولتان هذه المناسبة لإيجاد حلول لأزمة ديون اليورو، وخلال الاحتفال سيناقش الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية آنجيلا ميركل خطط اتفاقية الاندماج بين شركة الدفاع والطيران الأوروبية EADSوشركة الأنظمة الدفاعية البريطانية BAE لتكون حصيلة الاندماج أكبر شركات الدفاع والطيران في العالم. ويقول وزير المالية الفرنسي أن خطط الاتفاقية تحتاج إلى فحص دقيق بسبب تزايد المخاوف من التأخير الذي يمكن أن تسببه المجادلات السياسية. وتوجد مخاوف لدى شركة الدفاع والطيران الأوروبية EADS صانعة طائرات إيرباص من قيام المساهمين الرئيسيين بها ألمانياوفرنسا بتعديل أوضاعهما في خطة الاندماج دون انتظار الموعد النهائي الذي ترد فيه بريطانيا في شهر أكتوبر/ تشرين الأول. ولكنه ليس من المتوقع اتخاذ قرارات بشأن الاندماج أو أي قضايا أخرى خلال هذه الاحتفالية حسبما أكد المتحدث الرسمي باسم المستشارة الألمانية ميركل للصحفيين. وحسب ستيفن إيفانس مراسل بي بي سي في برلين فإن خطاب شارل ديغول ينظر إليه على أنه لحظة شديدة الأهمية، عندما قررت فرنسا المشاركة مع ألمانيا التي كانت غازيا سابقا لها. وأضاف إيفانس : لم تكن العلاقات الألمانية الفرنسية أقوى مما هي عليه الآن من قبل، فهما الآن بمثابة القلب في منطقة اليورو، خاصة بعد فوز الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بالسلطة منتصف هذا العام. واختتم المراسل حديثه بالقول: وعلى الرغم من الاختلاف في الرؤى السياسية بين هولاند وميركل حول كيفية إنقاذ اليورو، حيث يرى القادة الألمان التعامل مع أزمة الإنفاق العام بشكل صارم، بينما يبدو هولاند أكثر تسامحا في سياسته تجاه هذه الأزمة، إلا أنهما يتفقان معا في تحركهما تجاه النظام المصرفي الأوروبي الموحد، وهو الطريق الذي رسمة خطاب ديجول في العلاقة بين البلدين، ولايزال هذا الطريق مستمرا.