قال مسؤولون في الشرطة والحكومة الباكستانية الأربعاء إن حصيلة عدد القتلى في الحريقين اللذين اندلعا في مصنعين في مدينتي كراتشي ولاهور ليل الثلاثاء قد ارتفعت إلى 261 شخصا على الأقل، وأن عمال الإنقاذ لا يزالون يعملون على انتشال الجثث من المبنيين المحترقين. وقد وقع العدد الأكبر من القتلى في مصنع للملابس في مدينة كراتشي، العاصمة التجارية للبلاد، حيث لقي 236 شخصا حتفهم، بينما قضى 25 شخصا آخر على الأقل في حريق شبَّ في مصنع للأحذية في مدينة لاهور الواقعة شرقي البلاد. وقال رئيس مديرية الإطفاء في كراتشي، احتشام سليم، إنه تم العثور على عشرات الجثث في الطابق السفلي تحت سطح الأرض داخل المصنع. وأضاف: لقد عثرنا على عشرات الجثث في قاعة كبيرة في الطابق السفلي في المصنع الذي كانت أجزاء منه لا تزال مشتعلة، لكننا أخمدنا النيران قبل أن ننقل الجثث إلى المستشفيات . من جهته، قال الطبيب عبد السلام، الذي يعمل في مستشفى كراتشي المدني، إن القتلى قضوا حرقا واختناقا، وأن 65 عاملا على الأقل أصيبوا بكسور بعد أن قفزوا من النوافذ هربا من النار التي أتت على معظم المبنى. واندلع الحريق في كراتشي مساء الثلاثاء بشكل مفاجىء وتمت الاستعانة بنحو 40 سيارة إطفاء للتعامل معه. وتوقع مراقبون أن يثير الحريقان أسئلة جديدة بشأن السلامة الصناعية في باكستان وانتقادات جديدة للحكومة الباكستانية. ويقول المنتقدون إن الفساد يستشري في دوائر الحكومة التي يقولون إنها غير قادرة على التركيز على سلامة العمال، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من المشاكل كانقطاع التيار الكهربائي المتكرر وتفشي الفقر والتعامل مع حركة طالبان وانتشار الجريمة. وقد احتشد أقارب الضحايا في المشارح والمستشفيات وهم ينتحبون ووجهوا اللوم إلى الحكومة التي حمَّلوها مسؤولية الحريقين. وقال محمد برويز، وهو موظف في مصنع كراتشي رافعا صورة قريب له لا يزال مفقودا: إن أصحاب المصنع مهتمون بسلامة الملابس أكثر من العمال. وأضاف: لو لم تكن هناك شبكات حديدية على النوافذ، لكان أمكن إنقاذ أشخاص كثيرين، فالمصنع كان مليئا بالملابس والأقمشة، وكل من كان يشتكي كان يطرد من العمل . وأوضح أحد المصابين، ويدعى محمد سليم، أن العمال اضطروا للهرولة للخروج من المبنى خوفا على حياتهم. وقال سليم، وهو يرقد في المستشفى: لقد كان حريقا مروعا. فجأة ملأت النيران والدخان المكان بالكامل وكانت الحرارة هائلة للغاية حيث جعلتنا نهرول باتجاه النوافذ، وكسرنا المصبغة الفولاذية والزجاج وقفزنا خارجها . وأضاف: لقد سقطت على الأرض وشعرت بألم كبير للغاية، ورأيت العديد من الأشخاص يقفزون خارج النوافذ ويطلبون النجدة . وقال مراسل بي بي سي في إسلام آباد، عليم مقبول، إن حريق كراتشي ربما يكون الأسوأ في البلاد منذ أكثر من 10 سنوات. من جانبه، قال وزير الداخلية الباكستاني، رحمان مالك، إن وكالة الاستخبارات الاتحادية الباكستانية بدأت تحقيقا عاجلا للوقوف على أسباب الحريقين في كراتشي ولاهور ولمعرفة ما إذا كانا ناجمين عن عمل إرهابي، لاسيما وأن الحريقين وقعا في وقت واحد. أما أمير فاروقي، مفتش الشرطة، فقال لوكالة رويترز للأنباء إن رجال الشرطة يداهمون عددا من أحياء المدينة بحثا عن مالكي المصنع. كما أمرت الحكومة المحلية في إقليم السند الأربعاء بإجرء تفتيش في غضون 48 ساعة على كافة المصانع الموجودة في الإقليم الذي يبلغ عدد سكانه 18 مليون نسمة وعاصمته كراتشي. بدورها قالت الحكومية المحلية في إقليم البنجاب إن تحقيقا مبدئيا في حريق لاهور خلص إلى أن إغلاق مخارج الطواريء وعدم الالتزام بقواعد السلامة تسببا بوقوع خسائر كبيرة في الأرواح