جنيف (رويترز) - تعهد الرئيس السوري بشار الأسد يوم الثلاثاء بالسماح للجنة الدولية للصليب الاحمر بتوسيع عملياتها الانسانية في البلاد التي تعصف بها انتفاضة مضى عليها 17 شهرا واجبرت اكثر من 100 الف شخص على الفرار من ديارهم الشهر الماضي وحده. وتحاول وكالات الاغاثة تعزيز عملياتها في انحاء سوريا حيث يقول الصليب الاحمر ان الاحتياجات زادت "بدرجة هائلة" في الاسابيع القليلة الماضية بسبب تصاعد القتال الذي عزل المدنيين عن الخدمات الاساسية والامدادات الضرورية لاستمرار الحياة. وذكرت اللجنة أن رئيس الصليب الأحمر بيتر ماورر التقى بالأسد في دمشق لمدة 45 دقيقة وناقشا تحسين توصيل المساعدات للمدنيين واستئناف زيارات السجون المتوقفة منذ مايو آيار. وقال هشام حسن المتحدث باسم اللجنة إن ماورر أكد على الحاجة لتوفير الرعاية الصحية السريعة للجرحى وتسريع واردات الامدادات الطبية والغذاء والمعدات لاصلاح أنظمة إمدادات المياه. وقال حسن دون الخوض في تفاصيل "أعطى الرئيس الأسد التزامات إيجابية بشأن طلباتنا." ونقل التلفزيون السوري عن الأسد قوله لماورر إن سوريا ترحب بالعمل الذي تقوم به اللجنة على الاراضي السورية طالما نفذ بطريقة مستقلة وحيادية. الا ان دبلوماسيين شككوا فيما اذا كان الاسد سيسمح بدخول الصليب الاحمر دون قيود الى من يحتاجون المعونة من المدنيين لاسيما اولئك الذين يقطنون في مناطق متعاطفة مع الانتفاضة التي تقصفها قوات الاسد. وقال مصدر دبلوماسي غربي لرويترز "وجود التزامات من الاسد خطوة ضرورية لكن الامر الأكثر اهمية هو ما اذا كانت هذه الالتزامات ستتحقق عمليا." واضاف "ان خبرة اللجنة الدولية للصليب الاحمر حتى الآن لا تمنحنا مايدعو الى الكثير من التفاؤل." وابلغ نشطاء عن وقوع اشتباكات وقصف في انحاء سوريا يوم الثلاثاء بما يشمل قتالا ضاريا بين القوات الحكومية والمعارضة في ضواح عديدة خارج العاصمة دمشق. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان جثث ست رجال عثر عليها في التضامن الجنوبي وبها علامات على حدوث تعذيب. وذكر نشطاء محليون ان المعارك وعمليات القصف استعرت في مدينة حلب المركز الاقتصادي والبلدات القريبة منها. واضافوا ان منازل عديدة انهارت بسبب القصف. وقال حسن إن ماورر ذهب أيضا إلى معضمية وهي ضاحية بدمشق حيث زار مركزا للهلال الأحمر العربي السوري والتقى بمصابين ومتطوعين في الهلال الأحمر ثم زار في وقت لاحق مدرسة تؤوي النازحين هناك. وابلغ سكان في وقت لاحق عن اشتباكات في معضمية. وجاءت المحادثات بينما قال مسؤول في الأممالمتحدة إن عدد الفارين من سوريا ارتفع بشكل حاد في أغسطس اب حيث تقدم أكثر من مئة ألف سوري بطلبات لجوء في دول مجاورة وهو أعلى رقم شهري إجمالي للاجئين السوريين منذ اندلاع الانتفاضة ضد حكم الأسد قبل 17 شهرا. وقالت ميليسا فليمنج وهي متحدثة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في إفادة صحفية "إنه (العدد المسجل في أغسطس) عدد مذهل ويشير إلى تصعيد كبير في حركة اللاجئين وطالبي اللجوء. وربما يشير العدد إلى وضع متزعزع وعنيف جدا داخل البلاد." وذكرت المفوضية ان هذا الرقم يمثل جزءا كبيرا من 235368 لاجئا سوريا تقول الأممالمتحدة إنهم سجلوا أسماءهم في العراق والأردن ولبنان وتركيا خلال الصراع. وقالت سيبيلا ويلكيس المتحدثة باسم مفوضية اللاجئين لرويترز "الاعداد خلال الشهور القليلة الماضية كانت كبيرة جدا ..وهي لا تتراجع على ما يبدو بالنظر الى هذه الوتيرة وينبغي لنا حقا ان نخطط للاسوأ." وفي الاردن حيث يصل اللاجئون بمعدل يبلغ الفا في اليوم اصبح مخيم الزعتري يؤوي الان 23400 شخص يعيشون في اجواء صحراوية وتستعد السلطات لتدفق اكبر. وكانت اللجنة قالت امس الاثنين في مستهل زيارة ماورر التي تستمر ثلاثة أيام ان الزيارة ستتطرق الى "الموقف الانساني الذي يتدهور بسرعة" في سوريا كما ستتناول الصعوبات التي تواجه موظفي الاغاثة في سوريا. ويعمل لحساب اللجنة 50 من موظفي الاغاثة السوريين والأجانب في سوريا لكن نشاطهم قاصر على دمشق منذ أواخر يوليو تموز بسبب القتال العنيف. ولم تتمكن اللجنة الدولية للصليب الأحمر من إرسال أي قوافل مساعدات منذ أكثر من أسبوعين لكنها تمكنت الأسبوع الماضي من إرسال بعض حصص الغذاء وإمدادات إغاثة أخرى ليوزعها الهلال الأحمر العربي السوري في ريف دمشق وحمص. وأجرى ماورر وهو دبلوماسي سويسري سابق تولى رئاسة الصليب الأحمر في أول يوليو تموز محادثات ايضا يوم الثلاثاء مع فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري. وقال ماورر الذي من المقرر أن يلتقي بوزير الداخلية السوري اللواء محمد إبراهيم إنه سيستمر في بذل الجهود في سبيل موافقة سوريا على أن يدخل الصليب الأحمر مراكز الاعتقال التي تقول جماعات معنية بحقوق الإنسان إنها تحتجز عشرات الالاف من الاشخاص الذين اعتقلوا خلال الصراع. وفتحت سوريا سجونها للمرة الاولى منذ قرابة عام بموجب اتفاق توصل إليه جاكوب كيلينبرجر الرئيس السابق للصليب الأحمر في زيارته الأولى ضمن ثلاث زيارات قام بها لسوريا. ولم يتمكن مسؤولو الصليب الأحمر الا من زيارة سجون مركزية في دمشق في سبتمبر أيلول وفي حلب في مايو أيار رغم اتفاق على دخول اللجنة الى كل المنشآت التي تديرها وزارة الداخلية السورية. من ستيفاني نيبيهاي