دعا رئيس المجلس الوطني السوري المعارض السبت الدول "الصديقة" و"الشقيقة" الى تسليح المعارضين السوريين، مشددا على وجوب محاكمة الرئيس بشار الاسد لارتكابه "مجازر" بحق السوريين، في وقت يشن الجيش النظامي هجوما على مدينة حلب في شمال البلاد. وقال عبد الباسط سيدا في مؤتمر صحافي في ابوظبي "نتوجه الى الاشقاء والاصدقاء لتقديم الدعم الى الجيش الحر، الدعم الذي نريده هو دعم نوعي حيث ان الثوار يقاتلون باسلحة بدائية". واضاف "نريد سلاحا نستطيع به ايقاف الدبابات وايقاف الطائرات" التي يستخدمها النظام السوري في المواجهات، محذرا من ان النظام خطط لارتكاب مجازر كبيرة في حلب. واكد سيدا الذي كان يتحدث اثر لقائه وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان انه يحمل الدول "الشقيقة والصديقة" مسؤولية ما يمكن ان يقع من مجازر. وشدد على ان المعارضين يحتاجون الى دعم لتحقيق تغيير "ملحوظ" في الانتفاضة التي بدأت في اذار/مارس 2011 وللسماح للشعب السوري بالدفاع عن نفسه في مواجهة "الة القتل" لدى النظام. واوضح ان المعارضة السورية تحتاج الى ما لا يقل عن 145 مليون دولار شهريا لتلبية حاجاتها الاساسية علما بانها لم تتلق سوى 15 مليون دولار في الاشهر الاخيرة، شاكرا للسعودية تمكنها من جمع 72 مليون دولار في خمسة ايام في اطار حملة لجمع التبرعات "لنصرة الشعب السوري". ورفض سيدا تسوية للازمة السورية وفق النموذج اليمني الذي قضى بمنح عفو للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح بعد تنحيه تحت وطأة ثورة شعبية استمرت عاما. واعتبر ان "التجربة اليمنية لا تطبق على سوريا"، مضيفا "هناك مجازر، بالنسبة لنا بشار الاسد يجب ان يحاكم، هذا مجرم لا يمكن ان يؤمن له ملاذ امن". وفي هذا السياق، اعلن ان المعارضة السورية ستتوجه الى الجمعية العامة للامم المتحدة في ايلول/سبتمبر المقبل بعد لجوء روسيا والصين ثلاث مرات الى حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن للحؤول دون صدور قرارات تدين النظام السوري. الى ذلك، اعلن سيدا ان المجلس الوطني السوري سيبحث موضوع الحكومة الانتقالية في سوريا مع "الفصائل على الارض"، مشددا على وجوب ان تترأس هذه الحكومة شخصية تلتزم اهداف الثورة. وقال "نقوم بدراسة هذه الفكرة (حكومة انتقالية) وسنتواصل مع سائر القوى الموجودة بالفعل على الارض" في سوريا. واضاف ان هذه الحكومة يجب ان تترأسها "شخصية وطنية نزيهة متوافق عليها ملتزمة باهداف الثورة السورية منذ بدايتها". وردا على سؤال عن مدى التنسيق مع العميد مناف طلاس، ابرز ضابط سوري اعلن انشقاقه عن النظام السوري وكان صديق الرئيس بشار الاسد، اوضح سيدا ان "التنسيق سيكون بالدرجة الاولى مع الفصائل على الارض"، وابرزها الجيش السوري الحر الذي يضم منشقين عن الجيش النظامي ومقاتلين معارضين. واعلن الجيش السوري الحر وقف الهجوم الذي بدأه الجيش السوري النظامي صباح السبت لاستعادة بعض احياء مدينة حلب، من دون تحقيق اي تقدم، مؤكدا في الوقت نفسه تواصل القصف المدفعي الذي ادى الى نزوح كبير للسكان. وفيما بلغت حصيلة العنف في سوريا السبت 145 قتيلا هم 81 مدنيا و28 مقاتلا معارضا ومنشق واحد و35 جنديا نظاميا، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان عدد القتلى نتيجة اعمال العنف في سوريا منذ بدء الاحتجاجات ضد نظام الاسد في 15 آذار/مارس 2011، بلغ حتى الجمعة 20028 قتيلا، مشيرا الى ان بينهم "13978 مدنيا ومقاتلا معارضا، بالاضافة الى 968 منشقا، و5082 من القوات النظامية".