دعا وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي أنقرة يوم الاثنين الى ضبط النفس بعد أن أسقطت سوريا طائرة حربية تركية وقالوا انهم سيزيدون ضغط العقوبات على الرئيس السوري بشار الأسد. وقالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون "نحن قلقون للغاية بشأن ما حدث ونشعر بقلق بالغ بخصوص أسرتي الطيارين المفقودين. ونحن نتطلع بالتأكيد إلى ممارسة تركيا لضبط النفس في ردها." وكان الوزراء مجتمعين في لوكسمبورج في مؤتمر عادي قبل يوم من اجتماع مقرر لحلف شمال الاطلسي لبحث الرد على حادث الجمعة الذي تقول تركيا انه وقع في المجال الجوي الدولي ودون تحذير. وتركيا عضو في حلف شمال الاطلسي ومرشحة لعضوية الاتحاد الاوروبي. ووسع الوزراء العقوبات الاوروبية المفروضة على حكومة الاسد فأضافوا شخصا وست شركات وكيانات اخرى الى قائمة أهدافها. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج ان الاسماء الجديدة لها صلة بالنظام المصرفي والجيش ووسائل الاعلام الحكومية. وستنشر التفاصيل يوم الثلاثاء عندما تدخل العقوبات الجديدة حيز التنفيذ. وبهذه الاضافات يكون الاتحاد الاوروبي قد فرض الان تجميدا للاصول وحظرا لتأشيرات الدخول على اكثر من 129 شخصا مسؤولين عن القمع العنيف للمدنيين السوريين او لهم صلة به وتجميدا لاصول 49 كيانا. وبرغم تنامي قائمة العقوبات التي يفرضها الاتحاد الاوروبي زاد العنف في الشهر الماضي في سوريا حيث يحاول الأسد قمع انتفاضة مضى عليها 16 شهرا. وتعرقل روسيا والصين وهما من الاعضاء الدائمين في مجلس الامن ممن يتمتعون بحق النقض (فيتو) جهود الدول الغربية لادانة الاسد او الدعوة لاسقاطه. وتأمل القوى الغربية ان يقنع اجتماع "أصدقاء سوريا" يوم السادس من يوليو تموز في باريس مزيدا من الدول بالمشاركة في العقوبات. وستشارك في الاجتماع نحو 50 دولة بينها الولاياتالمتحدة وبريطانيا وتركيا والسعودية وقطر. ولم تتمخض الاجتماعات السابقة للمجموعة عن نتائج تذكر بسبب الجمود السياسي والممانعة للتحرك عسكريا. وقال هيج ان دول الاتحاد الاوروبي قد تدرس أشكالا جديدة من العقوبات في المستقبل اذا استمر العنف. واضاف "اعتقد انه اذا استمر تدهور الوضع في سوريا ولم يتحقق تقدم في تنفيذ خطة عنان في الاسابيع المقبلة فسننظر في فرض عقوبات أوسع في المستقبل." كما قال وزراء الاتحاد الاوروبي ان توفير التأمين على مبيعات الاسلحة لسوريا هو جزء من حظر الاسلحة الذي يفرضه الاتحاد الاوروبي على سوريا حاليا في تحرك للحد من هذه الشحنات. وغيرت سفينة تحمل طائرات هليكوبتر الى سوريا وجهتها لفترة وجيزة هذا الشهر عندما جرى قطع تأمينها. وقال وزراء الاتحاد الاوروبي ان الاممالمتحدة يجب ان تصدر قرارا بشان حزمة "شاملة" من العقوبات ضد الاسد. وقالوا في بيان "يدين الاتحاد الاوروبي بشدة العنف الوحشي والمذابح التي يتعرض لها مدنيون كثير منهم اطفال ونساء. وقد هالته أنباء استخدام الاطفال دروعا بشرية." ويتجنب رئيس الوزراء التركي طيب أردوغان حتى الان استخدام لغة عدائية عند تناول حادث الطائرة وينأى فيما يبدو عن أي إشارة الى رد مسلح. ودعا اردوغان الى اجتماع يوم الثلاثاء مستخدما مادة بميثاق حلف الاطلسي تتيح اجراء مشاورات عاجلة إذا اعتبرت دولة من أعضائه مصالحها الامنية مهددة. وقال وزير الخارجية الهولندي يوري روزنتال "التدخل العسكري في سوريا غير وارد وليس موضع بحث بالنسبة الى الحكومة الهولندية." وتقول الاممالمتحدة ان اكثر من عشرة الاف شخص قتلوا على أيدي القوات السورية في حين تقول سوريا ان "ارهابيين اسلاميين" قتلوا ما لا يقل عن 2600 من افراد الجيش وقوات الامن. ويثير اشتداد القتال في الاونة الاخيرة مخاوف في تركيا بشأن احتمال ان يؤدي ذلك الى تدفق فيض من اللاجئين وانزلاق سوريا الى حرب عرقية ودينية قد تكتوي المنطقة كلها بنارها. (اعداد علي خفاجي للنشرة العربية - تحرير عمر خليل) من سيباستيان موفيت وجاستينا باولاك