قتل 34 شخصا في سوريا الاحد، بينهم 18 من القوات النظامية، في حين طلبت تركيا من حلف شمال الاطلسي عقد اجتماع عاجل الثلاثاء المقبل لبحث اسقاط الدفاعات السورية لطائرة تركية قالت انقرة انها اصيبت اثناء وجودها في الاجواء الدولية. واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان ان 16 من القوات النظامية قتلوا "فجر اليوم" في "اشتباكات حصلت عند كتيبة الصواريخ في بلدة دارة عزة بين الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية السورية ومع حاجز للقوات النظامية في محيط بلدة الاتارب وحاجز للقوات النظامية في قرية كفر حلب". بينما قتل جندي على طريق قسطون اريحا في محافظة ادلب (شمال غرب) حيث يشهد محيط مدينة اريحا اشتباكات بين القوات الحكومية والمعارضين، وآخر في مدينة دير الزور. وقامت "كتيبة النور من الكتائب الثائرة المقاتلة" بمهاجمة مخزن للسلاح في منطقة النبك في ريف دمشق الموالية للنظام حيث اسرت 11 من الجنود النظاميين، واعلنت "قتل واسر كل من كانوا في الموقع، بالاضافة الى الاستيلاء على السلاح والانسحاب من دون اصابات"، بحسب المرصد. من جهة اخرى، قال المرصد في بيانه ان ثلاثة مقاتلين معارضين قتلوا في محافظة حمص (وسط) بعد منتصف ليل السبت الاحد اثر اشتباكات على اطراف حي بابا عمرو الذي يتعرض مع حيي الخالدية وجورة الشياح الى قصف عنيف بالأسلحة الثقيلة من قبل قوات الأمن وجيش النظام التي تحاول استعادة السيطرة عليها. وفي محافظة اللاذقية (غرب)، سقط مقاتل معارض اثر اشتباكات مع القوات النظامية السورية في منطقة جبل الاكراد. وفي محافظة حلب (شمال)، قتل سائق حافلة صغيرة اثر اطلاق الرصاص عليه من قبل مسلحين مجهولين في حي الخالدية، كما قتل رجل وزوجته في ريف حلب اثر سقوط قذائف على بلدة عندان التي تحاول القوات النظامية اقتحامها منذ ايام. وفي محافظة دير الزور (شرق) قتل خمسة اشخاص بينهم اثنان من المقاتلين المعارضين ورقيب منشق، في حين تتعرض عدة احياء بمدينة ديرالزور لسقوط قذائف من قبل القوات النظامية وفي محافظة درعا (جنوب)، قتل مواطن في بلدة الجيزة، كما وردت انباء عن اسقاط طائرة مروحية في منطقة تل شهاب على الحدود السورية الاردنية التي شهدت اشتباكات بين القوات النظامية والمعارضين، بحسب المرصد. وفي محافظة ادلب (شمال غرب) قتل ثلاثة مواطنين، في حين تدور اشتباكات في محيط قرية حاس تستخدم فيها القوات النظامية الرشاشات الثقيلة والقذائف. ورأى مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن في حديث لفرانس برس ان "هذه حرب"، تعليقا على عدد القتلى الذين يسقطون كل يوم ويتجاوز المئة، مشيرا الى ان الاسبوع الجاري هو "من اكثر الاسابيع دموية" منذ بدء الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الاسد في منتطصف آذار/مارس 2011 وادت الى مقتل اكثر من 15 الف شخص. واضاف ان "معنويات عناصر الجيش النظامي في المناطق التي تشهد اشتباكات منهارة تماما". وقتل امس السبت 116 شخصا في اعمال عنف في سوريا، بينهم 77 مدنيا وعشرة جنود حاولوا الانشقاق و28 جنديا نظاميا في مواجهات في حلب ودير الزور وادلب وحماة وحمص واللاذقية وريف دمشق. من جانبها، قرر حلف شمال الاطلسي عقد اجتماع عاجل الثلاثاء في بروكسل بناء على طلب تركيا بعد اسقاط الدفاعات السورية طائرة تركيا الجمعة في البحر المتوسط. واتهمت تركيا الاحد سوريا باسقاط طائرتها المقاتلة التي كانت في مهمة تدريب من دون سلاح في المجال الجوي الدولي وليس كما اكدت دمشق في المجال السوري. كما حذرت تركيا الاحد سوريا على لسان وزير خارجيتها احمد داود اوغلو من تحدي الجيش التركي. وقال داود اوغلو عبر محطة "تي ار تي" التركية "ليس مسموحا لاحد أن يتجرأ على تحدي القدرات (العسكرية) لتركيا (..) لا يمكن لاحد أن يهدد امن تركيا"، مشيرا الى ان الطائرة التركية اسقطت "في الاجواء الدولية... على بعد 13 ميلا بحريا عن سوريا". وعلى الرغم من ان اوغلو اعترف بان الطائرة دخلت لفترة وجيزة المجال الجوي السوري، لكنه اوضح انها "لم تصدر اي اشارة عدوانية تجاه سوريا"، وان "السوريين كانوا يعرفون انها طائرة حربية تركية وطبيعة مهمتها". وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي وصف في حديث لصحيفة "الوطن" السورية" الاحد ما حصل بأنه " كان حادثا وليس اعتداءا كما يحلو للبعض تسميته"، معتبرا ان الطائرة التركية "اسقطت ضمن الاجواء الاقليمية السورية". وشدد المقدسي على ان " سوريا مارست حقها وواجبها السيادي والدفاع لا اكثر"، لافتا الى ان "لا عداء بين سوريا وتركيا لكن هناك توتر سياسي بين البلدين" وفي ردود الفعل، عبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية التركي السبت عن "قلقه العميق" بعد اسقاط الجيش السوري للطائرة. بينما وذكرت وسائل الاعلام الايرانية الاحد ان وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي دعا في اتصال هاتفي مع اوغلو السبت انقرةودمشق الى التحلي ب"ضبط النفس" وحل المسالة بالحوار. من جهته ادان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في بيان الاحد قيام سوريا باسقاط الطائرة التركية. وقال هيغ ان "هذا التصرف المثير للغضب يؤكد المدى غير المقبول" لتصرفات النظام السوري و"انا ادينه بشدة". وشدد على ان "نظام الاسد لا يجب ان يعتقد ان بامكانه التصرف من دون حصانة. وسيتحمل مسؤولية ما قام به". وجدد علي سالم الدقباسي رئيس البرلمان العربي الاحد دعوته الى ان يفرض مجلس الامن الدولي منطقة حظر جوي فوق سوريا ويشدد عقوباته على النظام السوري وكبار مسؤوليه، بحسب ما افاد مصدر رسمي. وقالت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية ان ذلك جاء في بيان صدر في ختام اجتماع مكتب البرلمان العربي في مقر جامعة الدول العربية استمر يومين.