سجلت أسعار النفط العالمية انخفاضا بلغ أكثر من ثلاثة في المئة الأربعاء لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ عام ونصف العام بعدما أظهرت البيانات ارتفاعا مفاجئا في مخزونات الخام الأمريكية وعقب شعور المستثمرين بخيبة الأمل إزاء الإجراءات التي أعلنها مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لمساعدة الاقتصاد في البلاد. فقد تأرجحت أسعار النفط والأسهم وغيرهما من الأصول التي تنطوي على مخاطرة بعد بيان مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي، حيث تراجعت في البداية بفعل غياب إجراءات تحفيز أكثر نشاطا قبل أن ترتفع مدعومة بآمال في دعم من تمديد جهوده لخفض تكاليف الاقتراض عن طريق بيع سندات قصيرة الأجل لشراء أخرى طويلة الأجل. وفي غضون ساعات فقط عادت أغلب الأسواق المالية إلى مستوياتها قبل بيان الاحتياطي الاتحادي وركز المتعاملون على النفط على مؤشرات على أن أزمة ديون منطقة اليورو وضعف نمو الاقتصاد الأمريكي يفاقمان فائضا متناميا في مخزونات الخام. وقرب نهاية التعاملات تراجعت العقود الآجلة للخام الأمريكي وبرنت بعدما استوعب المستثمرون تعليقات بن برنانكي، رئيس مجلس إدارة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، التي لم تقدم أملا يذكر في مزيد من التيسير الكمي إلى الحد الذي يمكن أن يعزز الاستثمار في الأصول التي تنطوي على مخاطرة مثل السلع الأولية. وفي بورصة إنتركونتننتال في لندن هبط سعر خام برنت تسليم أغسطس/ آب بنسبة 3.07 دولار، أي 3.21 في المئة، ليبلغ عند التسوية 92.69 دولار للبرميل مسجلا أدنى إغلاق لعقود أقرب استحقاق شهري منذ 17 ديسمبر/ كانون الأول 2010. وقالت إدارة معلومات الطاقة إن مخزونات الخام الأمريكية، عدا الاحتياطي الاستراتيجي، ارتفعت خلال أسبوع بمقدار 2.86 مليون برميل لتصل إلى 387.3 مليون بتاريخ 15 يونيو/ حزيران، مقارنة بتوقعات محللين في دراسة أجرتها وكالة رويترز للأنباء بحدوث انخفاض بواقع 1.1 مليون برميل. وانتهى أجل عقود الخام الأمريكي الخفيف تسليم يوليو/ تموز عند الإغلاق لتبلغ عند التسوية 81.80 دولار للبرميل، منخفضة 2.23 دولار، أو 2.65 في المئة. وأغلقت عقود الخام تسليم أغسطس/ آب عند 81.45 دولار للبرميل، منخفضة 2.90 دولار، أو 3.44 في المئة. وجاء الانخفاض في أسعار النفط بعد أيام من إعلان رئيس الدورة الحالية لمنظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك)، وزير النفط العراقي عبد الكريم لعيبي، أن المنظمة قد تعمل على خفض الفائض من المعروض في السوق النفطية. وتنتج أوبك نحو 2 مليون برميل يوميا زيادة عن سقف الإنتاج المحدد منذ ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أي عند 30 مليون برميل يوميا. وتلقي إيران، المتشددة فيما يتعلق بأسعار النفط، باللوم على السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة في انخفاض الأسعار، إذ تتهم دول الخليج العربية بالمبالغة في زيادة الإنتاج. وتضخ السعودية، أكبر مصدِّر للنفط في العالم، ما يزيد على 10 ملايين برميل يوميا، وهو أعلى مستوى إنتاج لها منذ 30 عاما، وذلك في مسعى من الرياض للمساعدة في خفض الأسعار إلى الحد الذي يحمي المستهلكين من فقد إمدادات إيران المتضررة بالعقوبات الدولية المفروضة عليها.