اعلنت كوريا الشمالية الاربعاء انها بدأت تزود بالوقود صاروخها الذي بات اطلاقه وشيكا على ما يبدو، متجاهلة ادانة المجموعة الدولية ودعوة واشنطن للتخلي عنه في مقابل "مستقبل سلمي" لشعبها المعوز. ومن المقرر ان ينطلق اونها-3 من مركز تونغشانغ-ري (شمال غرب) الفضائي بين الخميس والاثنين ليضع في المدار قمرا صناعيا للمراقبة الارضية. ويتزامن اطلاق الصاروخ مع الاحتفالات بالذكرى المئوية لولادة مؤسس جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية، كيم ايل سونغ الذي ولد في 15 نيسان/ابريل. ويؤكد النظام الكوري الشمالي ان القمر الصناعي مخصص للاستخدام المدني، لكن الولاياتالمتحدة وحليفيها الكوري الجنوبي والياباني يتهمان بيونغ يانع بأنها تعد في الواقع لتجربة صاروخ باليستي. وتدين روسيا ايضا هذا المشروع فيما اعربت الصين، الحليف الوحيد الكبير لبيونغ يانغ عن هواجسها ودعت الى ضبط النفس. واعلن النظام الكوري الشمالي الاربعاء صراحة انه يرفض تلبية دعوات الخارج. وقال بيك شانغ هو مدير معهد مراقبة الاقمار الاصطناعية في ضاحية بيونغ يانغ "بدانا بضخ الوقود الان". واضاف ان ملء الخزانات بالوقود "سينتهي قريبا". واكد ان قمر المراقبة كوانغ ميونغ سونغ 3 (النجمة المضيئة) تم تثبيته الثلاثاء على القسم الثالث والاخير من الصاروخ "اونها-3". وتابع بيك ان موعد الاطلاق "سيقرره المسؤولون". ودعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون كوريا الشمالية الى التخلي عن اطلاق صاروخها اذا ما كانت تريد "مستقبلا يسوده السلام". وقالت كلينتون الثلاثاء في واشنطن "نجري مشاورات حثيثة (مع شركائنا) وفي الاممالمتحدة في نيويورك وسنقوم بالمساعي التي يتعين القيام بها". واضافت "اذا ما كانت كوريا الشمالية تأمل في مستقبل يسوده السلام، وملائم لشعبها، يتعين عليها الامتناع عن اجراء عملية اطلاق جديدة تشكل تهديدا للامن الاقليمي". ولم تتمكن كوريا الشمالية حتى الان من وضع قمر صناعي في المدار، على رغم محاولتين في 1998 و2009. ومحاولة 2009 تلتها محاولة نووية، ويعتقد الخبراء ان بيونغ يانغ يمكنها سريعا اجراء محاولة ثالثة. لكن السلطات الكورية الشمالية تقول انها لا تخفي شيئا ودعت في هذا الصدد عشرات الصحافيين الاجانب الى زيارة المركز الفضائي في تونغشانغ-ري. ودعتهم ايضا الاربعاء الى زيارة مركز مراقبة الاقمار الصناعية المحاط بتدابير امنية مشددة في الضاحية الشمالية لبيونغ يانغ. وفي داخل المركز، يعمل 16 تقنيا من الرجال والنساء بستراتهم البيضاء حول شاشات اجهزة الكومبيوتر. وتبث شاشة عملاقة ما قال مسؤولون رسميون انه صور مباشرة لصاروخ يبلغ ارتفاعه 30 على اهبة الاطلاق. واعتبر خبراء اجانب ايضا ان تجهيزات المركز بدائية جدا مقارنة بالتكنولوجيا الروسية او الغربية. واطلاق الصاروخ هو ذروة التظاهرات في الذكرى المئوية لولادة كيم ايل سونغ، والد الرئيس السابق كيم جونغ ايل وجد جيم جونغ اون الذي خلف جونغ ايل بعد وفاته في كانون الاول/ديسمبر الماضي. وتم تعيين كيم جونغ اون "سكرتيرا اول" للحزب الحاكم في البلاد، بحسب وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية. واتخذ القرار في مؤتمر استثنائي لحزب العمل الكوري الحاكم في اطار احتفالات البلاد هذ الاسبوع بالعيد المئة لمولد مؤسسها كيم سونغ ايل الذي حكم من 1948 الى 1994. وتقول صحيفة حزب العمل الكوري الرسمية ان بيونغ يانغ عينت وزيرا جديدا للقوات المسلحة هو كيم جونغ غاك، وقد بدأت بذلك كما يقول المراقبون عملية تغيير الاجيال في اطار النخبة يجريه كيم جونغ اون لارساء سلطته على اكتاف العسكريين. وقال تشونغ سونغ تشانغ من معهد سيجونغ في كوريا الجنوبية ان "استقالة كيم يونغ تشون المقرب من الزعيم السابق كيم جونغ ايل اشارة على ان جونغ اون يعين مقربين في مراكز مهمة".