الدار البيضاء (المغرب) (رويترز) - انتظر مغن بات واحدا من أجرأ منتقدي النظام الملكي في المغرب حكما يوم الاربعاء بعد محاكمة بتهمة الاعتداء بالضرب يقول محاموه ونشطاء في مجال الدفاع عن حقوق الانسان ان الهدف منها تكميمه. وأصبح معاذ بلغوات الذي يشتهر بلقب (الحاقد) الصوت الغنائي للحركة الاحتجاجية التي استلهمت انتفاضات الربيع العربي وطالبت بملكية دستورية واستقلال القضاء واتخاذ اجراءات للقضاء على الفساد. وأجل القاضي الجلسة يوم الأربعاء ليصدر الحكم المتوقع يوم الخميس. وبلغوات (24 عاما) في السجن منذ اعتقاله في سبتمبر ايلول بعد مشاجرة مع أحد أنصار النظام الملكي. ورفضت طلبات الافراج عنه بكفالة التي قدمها فريق الدفاع عنه وتأجلت المحاكمة ست مرات. وقالت خديجة الرياضي رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الانسان ان الاتهامات "مهزلة" مشيرة الى اضطهاده بسبب أغانيه المنتقدة للأوضاع. وتابعت أن الحكومة لا تفرج عنه وتؤجل محاكمته بشكل متكرر لاسكاته. وأغضبت كلمات أغاني بلغوات اللاذعة الكثير من أنصار النظام الملكي. وتقول احدى اغنياته ان الملك يمضي وقتا طويلا في اصدار الاوامر ولا يتسع وقته ليحصي أمواله في سويسرا. لكنه مس وترا عند الشبان المغاربة الذين يشعرون بالاحباط بسبب قلة فرص العمل أو انعدامها. وتمثل محاكمة بلغوات اختبارا لحزب العدالة والتنمية الاسلامي المعتدل الذي يقود حكومة للمرة الاولى بعد فوزه بالانتخابات في نوفمبر تشرين الثاني. وفي محكمة بالدارالبيضاء اكتظت بأنصار بلغوات بدأ القاضي الاستماع للمرافعات في جلسة عقدت في وقت متأخر مساء الثلاثاء واستمرت أثناء الليل وهو أمر غير مألوف. وقال محمد بوعوين وهو واحد من 24 محاميا تطوعوا للدفاع عن المغني إن موكله يواجه عقوبة السجن لثلاث سنوات اذا أدين. وقالت خديجة الرياضي ان بلغوات واحد من عشرات من سجناء الضمير في المغرب. وتقول جماعات حقوقية في الداخل والخارج ان مئات الاسلاميين سجنوا في محاكمات لها دوافع سياسية عقدت على عجل بعد هجمات في الدارالبيضاء في 2003 أسفرت عن سقوط 45 قتيلا. ومن المقرر منح القضاء المغربي مزيدا من الاستقلال بموجب اصلاحات صاغتها المملكة العام الماضي في محاولة لتفادي اندلاع انتفاضة شعبية. ويقول الرجل الذي يزعم أن بلغوات اعتدى عليه بالضرب ان الاصابة أقعدته عن الحركة 45 يوما لكن محامي الدفاع قدموا أدلة على تعافيه خلال فترة أقل من هذا وقالوا انه ليس سوى أداة سياسية. وقال محمد والد بلغوات لرويترز انه لن يساند ابنه في المحكمة اذا ثبت ارتكابه أي خطأ. وأضاف أنه تم الايقاع بابنه مشيرا الى أن الشرطة والاسعاف وصلتا بعد خمس دقائق من الحادث. وقال ان هذا لا يحدث في المغرب قط.