دهوك (العراق) (رويترز) - انتشرت في بلدة زاخو التابعة لمحافظة دهوك الكردية بشمال العراق قوات أمن كردية بشكل كبير في محاولة للسيطرة على الاوضاع الامنية بعد قيام محتجين غاضبين بمهاجمة وحرق مقار حزب ديني ومحلات لبيع الخمور. وكانت البلدة قد شهدت يوم الجمعة هجمات حين أقدم عشرات عقب صلاة الجمعة على حرق محلات لبيع الخمور وعدد من الفنادق التي تقدم الخمور اضافة الى مراكز سياحية تستعين بعاملات اسيويات في تقديم خدمة التدليك. ويقطن مدينة زاخو المتاخمة للحدود التركية غالبية مسلمة بينهم عدد كبير من المتشددين اضافة الى اقلية مسيحية ويزيدية. وقالت مصادر امنية ان 40 متجرا وفندقا في المدينة تضررت من تلك الهجمات. وقالت مصادر صحية في المدينة ان 28 شخصا اصيبوا بجروح من بينهم عدد من عناصر الشرطة. واثر مهاجمة هذه الاماكن قامت مجموعات اخرى غاضبة بحرق العديد من مقار حزب الاتحاد الاسلامي الكردستاني المعارض. واعقبت الهجمات موجة اعتقالات استهدفت العشرات من انصار الحزب. ولا يشارك الاتحاد الاسلامي الكردستاني في الحكومة الكردية. وللحزب ستة مقاعد في البرلمان الكردي من مجموع 111 مقعدا ويعرف بانه مقرب من الاخوان المسلمين. وقال مراسل رويترز في المدينة انه شاهد ليل الأحد العديد من دوريات الامن الكردية تجوب مدينة زاخو وخاصة تلك التي تنتشر فيها محلات شرب الخمور ومراكز التدليك. وقال ان دوريات للشرطة كانت تقف بالقرب من هذه الاماكن. واثر الهجمات قامت حكومة الاقليم الكردي بانذار القائمين على هذه المراكز من مغبة تقديم اية خدمات تتعارض مع الدين والذوق العام. لكن مسؤولا بالحزب اتهم السلطات بالوقوف وراء الاحداث. وقال غازي سعيد مسؤول تنظيمات الاتحاد الاسلامي في محافظة دهوك لرويترز "ما حصل هو سيناريو... الغرض منه اضعاف الاتحاد الاسلامي." ويعتبر الاتحاد الاسلامي الكردستاني المنافس الابرز في محافظة دهوك للحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه رئيس الاقليم مسعود البرزاني. وقبل يومين تظاهر المئات من انصار الحزب في المدينة ضد الهجمات التي استهدفت مقارهم. ويتوقع ان يشهد الاقليم الكردي انتخابات محلية في المستقبل القريب. وكان البرلمان الكردي قد ادخل الشهر الماضي تعديلات على قانون الانتخابات المحلية. ويتمتع الاتحاد الاسلامي بشعبية كبيرة في المحافظة. وفي محاولة للسيطرة على الوضع زار البرزاني المدينة مساء الاحد والتقى بممثلي الكيانات السياسية فيها وحذر من تكرار مثل هذه الهجمات مستقبلا. وعلى عكس المناطق العراقية في الوسط والجنوب التي شهدت اعمال عنف دامية راح ضحيتها عشرات الالاف من العراقيين بعد عام 2003 لم تشهد المناطق الكردية اعمال عنف تذكر. وتتباهى السلطات الكردية بانها استطاعت ان تحافظ على الاستقرار الامني وعلى النسيج الاجتماعي الكردي الذي يضم العديد من الاقليات. وتخشى السلطات وسكان محليون ان يكون ما حدث استهدافا للاقليات التي تسكن المدينة وخاصة المسيحية. وحذر البرزاني بقوة خلال زيارته من استهداف المسيحيين والاقليات الاخرى. وندد حزب الاتحاد الاسلامي في بيان بما تعرضت له مقراته وحمل السلطات مسؤولية ما حدث. ونفى الحزب ان يكون له اي دور في الاحداث التي شهدتها المدينة يوم الجمعة. وتعتبر زاخو الجبلية مدينة تجارية مهمة بسبب وقوعها على الحدود مع تركيا. كما انها تعتبر منطقة سياحية مهمة نظرا لطبيعتها الخلابة وجوها المعتدل صيفا. ويخشى ان يؤدي تكرار عمليات العنف الى تاثر حركة التجارة والسياحة في المدينة.