تعتزم الصين ارسال مبعوث يسعى للتوصل الى تسوية لخلاف على رسوم عبور شحنات النفط بين السودان وجنوب السودان يهدد بتعطيل الامدادات من الدولتين اللتين انفصلتا حديثا وهما من أكبر موردي النفط الخام للصين. وقال هونغ لي المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ان المبعوث الخاص لحكومته المختص بالشؤون الافريقية ليو جويجين "سيزور في الايام القليلة المقبلة شمال وجنوب السودان لبذل جهود في الوساطة والمصالحة." وتظهر هذه الخطوة حجم مصالح الصين المتعلقة بالحفاظ على الاستقرار بين السودان وجنوب السودان الذي انفصل في يوليو تموز الماضي ليسيطر على نحو ثلاثة أرباع انتاج السودان قبل التقسيم والبالغ 500 ألف برميل يوميا. وقال هونغ في افادة يومية للصحفيين "الصين تبدي قلقها ازاء التوترات في الفترة الاخيرة بين شمال السودان وجنوبه وخاصة ازاء عدم احراز تقدم في المفاوضات الخاصة بالقضايا المتعلقة بالنفط." وأضاف "نأمل أن يمارس الطرفان ضبط النفس والهدوء وأن يسويا خلافاتهما بشكل مناسب من خلال المشاورات والمفاوضات." وسعت الصين للحفاظ على روابط جيدة مع البلدين منذ أن أعلن الجنوب استقلاله عن الشمال. لكن هذا الخلاف يختبر قدرة الصين على الموازنة. فالنفط سلعة حيوية لكل من الشمال والجنوب لكن لم يتفق البلدان على ما يتعين على الجنوب دفعه كرسوم عبور مقابل ارسال صادراته النفطية عبر موانئ الشمال. ونفى السودان الاسبوع الماضي وقف صادرات الجنوب النفطية بسبب الخلاف لكنه قال انه صادر شحنات نفط لتعويض المدفوعات المستحقة على الجنوب. وقال وزير نفط الجنوب في ذلك الوقت ان شحنة واحدة على الاقل تبلغ مليون برميل من نفط بلاده "احتجزت" في ميناء بورسودان يوم الاربعاء الماضي. وقال مسؤولون من الجنوب ان شحنتين تمت مصادرتهما أو ستتم مصادرتهما بناء على القرار منهما شحنة تبلغ 600 ألف برميل متجهة الى شركة يونيبك الصينية. وفي الاشهر العشرة الاولى من عام 2011 زادت واردات الصين من الخام السوداني بنسبة 5.5 بالمئة في الفترة نفسها من العام الماضي لتبلغ 11.1 مليون طن أي نحو خمسة بالمئة من اجمالي واردات الصين النفطية. وقال محللون ان الخلاف على رسوم العبور من المرجح أن يعمق التوترات بين البلدين ويعقد المحادثات الدائرة في العاصمة الاثيوبية بشأن عدة قضايا تتعلق بالانفصال منها الديون ووضع الحدود المشتركة.