اعلن حزب روسيا الموحدة برئاسة فلاديمير بوتين مساء الاحد فوزه في الانتخابات التشريعية في حين ندد الحزب الشيوعي اكبر احزاب المعارضة الروسية بحصول عمليات تزوير "كبيرة". وقال بوريس غريزلوف رئيس مجلس النواب المنتهية ولايته عبر التلفزيون "اهنئكم بهذا الفوز"، مؤكدا ان "روسيا الموحدة ستتمتع بالغالبية في مجلس الدوما". من جهته، تحدث الحزب الشيوعي الروسي في بيان عن عمليات تزوير "كبيرة". واورد موقع تابع للحزب بعيد اغلاق مراكز الاقتراع في الساعة 17,00 ت غ ان "عمليات التزوير اتخذت طابعا كبيرا ومنهجيا". وقال ايفان ملنيكوف احد قادة اللجنة المركزية للحزب في بيان "تلقينا الاف الشكاوى من المناطق تؤكد الحجم الكبير لعمليات التزوير". واعلن رئيس اللجنة الانتخابية المركزية فلاديمير تشوروف ان حزب روسيا الموحدة فاز في الانتخابات التشريعية التي جرت الاحد وحصد 45,83 في المئة من الاصوات وفق نتائج اولية شملت 15 في المئة من مكاتب الاقتراع. واظهرت استطلاعات اجريت لدى الخروج من مراكز الاقتراع ان الحزب الحاكم حصد ما بين 46 و48,5 في المئة من الاصوات. واضاف تشوروف ان الحزب الشيوعي، اكبر احزاب المعارضة في مجلس الدوما، فاز ب20,7 في المئة من الاصوات فيما فاز الحزب الليبرالي الديموقراطي ب14,42 في المئة وحزب روسيا العادلة ب13,3 في المئة. وسيتمكن حزب روسيا الموحدة من الحفاظ على الغالبية المطلقة بفضل نظام معقد لتوزيع الاصوات مرتبط بالنظام الانتخابي النسبي. وكان حزب روسيا الموحدة يتمتع بغالبية الثلثين في مجلس النواب الروسي المنتهية ولايته. وبقي الحزب الشيوعي المعارض ثانيا في مجلس النواب الروسي (الدوما) بحصوله على 19,8 في المئة من الاصوات. وحصل حزب روسيا العادلة (يسار وسط) على 12,8 في المئة من الاصوات والحزب الليبرالي الديموقراطي (قومي) على 11,42 في المئة بحسب النتائج. ولم يتجاوز حزب يابلوكو الليبرالي عتبة السبعة في المئة الضرورية لتمثيله في الدوما. واعلنت الشرطة الروسية انه تم اعتقال اكثر من 170 معارضا الاحد فيما كانوا يحاولون المشاركة في تظاهرات لم تسمح بها السلطات في موسكو وسان بطرسبورغ (شمال غرب) احتجاجا على كيفية اجراء الانتخابات التشريعية. وقالت شرطة موسكو كما نقلت عنها وكالة انترفاكس "تم اعتقال اكثر من مئة شخص في ساحة النصر (المكان التقليدي لتجمع المعارضة المتطرفة) بعد تحذيرات عدة من الطابع غير القانوني للتظاهرة".ومن بين المعتقلين الكاتب والمعارض ادوار ليمونوف الذي اعلن نيته الترشح للانتخابات الرئاسية العام 2012. وهتف عدد من انصار ليمونوف "عار عليكم، ليمونوف رئيسا". وفي سان بطرسبورغ، تم ايضا اعتقال سبعين معارضا كانوا يحاولون تنظيم تظاهرة غير مسموح بها في وسط المدينة، وفق ما افاد المتحدث باسم الشرطة فياتشيسلاف ستيبتشنكو فرانس برس. واكد مراسل للوكالة في المكان هذا العدد. وهتف نحو 400 متظاهر في ثاني المدن الروسية "انتخاباتكم مهزلة". وكتب على لافتة رفعها متظاهر ان "انتخابات من دون معارضة هي جريمة". وكشف آخر استطلاع للرأي اجراه معهد ليفادا المستقل في تشرين الثاني/نوفمبر، ان 56 في المئة من الناخبين سيصوتون لحزب بوتين الذي يقود لائحته الرئيس ديمتري مدفيديف، في تراجع لمؤيديه مقداره 12 نقطة عما كان عليه قبل شهر. وفي مواجهة هذا الوضع، سعت السلطات الى تعبئة الناخبين بكل الوسائل عبر ممارسة ضغوط لا سابق لها على الادارات والموظفين، كما ذكرت المعارضة ومنظمات روسية غير حكومية. وتحدثت منظمة غولوس الممولة من الغرب، عن عمليات تزوير انتخابية نسبت معظمها الى حزب روسيا الموحدة. وقالت المنظمة انها تتعرض "لحملة مضايقات من قبل السلطة" بعد احتجاز مديرتها في مطار موسكو 12 ساعة ومصادرة حاسوبها. غير ان غولوس (الصوت) قالت انها ما زالت قادرة على مواصلة اعمالها عبر الهاتف وموقع سكايب. وقال رئيس عمليات متابعة الانتخابات في المنظمة، اركادي ليوباريف، "فشل من اراد ان يوقفنا". وتجري نيابة موسكو تحقيقا حول هذه المنظمة المتهمة "بنشر شائعات". وقد حكم عليها الجمعة بدفع غرامة قيمتها نحو الف دولار اثر ادانتها بمخالفة القانون الانتخابي. كما اتهم برنامج تلفزيوني يحظى بنسبة مشاهدة واسعة "من يدعون انهم مراقبون مستقلون" بالعمل لصالح الحكومة الاميركية. وتواجه غولوس صعوبات متزايدة منذ الخطاب الذي القاه بوتين في مؤتمر حزبه في 27 تشرين الثاني/نوفمبر ودان فيه تمويل الخارج لمنظمات غير حكومية روسية بهدف "التأثير على سير الحملة الانتخابية". وهاجم بوتين المنظمة في نهاية الاسبوع الماضي، بينما رفض الرئيس ديمتري مدفيديف الجمعة الاتهامات بالتلاعب في الانتخابات قائلا ان الانتخابات "بين اعظم مظاهر الديموقراطية". واعربت ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما عن انزعاجها من "طريقة تعامل ضد تلك المنظمة (غولوس)" بحسب ما قال تومي فيتور المتحدث باسم مجلس الامن القومي في بيان. كما تعرض موقع اذاعة "صدى موسكو" التي تحظى بنسبة استماع عالية لتوقف الخدمة. وقال رئيس تحرير الموقع اليكسي فنيديكتوف على تويتر ان "الهجوم على الموقع يوم الانتخابات هو محاولة واضحة لعرقلة نشر المعلومات عن التجاوزات". ولتجنب اي تجمع احتجاجي، اعلنت حركة شبابية مؤيدة للكرملين انها ستجمع 15 الف ناشط في وسط موسكو خلال التصويت "لشل" اي تحرك يهدف الى الاعتراض على الاقتراع. وكان بوتين قوبل بصيحات استهجان نادرة اثناء حضوره مباراة للفنون القتالية مؤخرا، فيما اوضح مدفيديف انه لا يريد رؤية برلمان متناحر على غرار ما شهدته التسعينات في ظل رئاسة بوريس يلتسين.