قتل 17 شخصا على الاقل بينهم 12 سقطوا في هجوم انتحاري استهدف سجنا شمال بغداد، واثنان في هجوم انتحاري آخر قرب مبنى مجلس النواب في المنطقة الخضراء، بينما جرح اكثر من خمسين بينهم نائب في البرلمان. واكد مصدر امني عراقي رفيع المستوى لوكالة فرانس برس وقوع "عملية انتحارية استهدفت اعضاء في البرلمان اثناء خروجهم من البرلمان" في المنطقة الخضراء في بغداد. بدوره قال المستشار الاعلامي لرئيس مجلس النواب ايدن حلمي ان "الانفجار ناجم عن عملية انتحارية اكيدة استهدفت رئيس البرلمان اسامة النجيفي". واوضح في تصريح لفرانس برس ان "انتحاريا كان يقود سيارة مشابهة لسيارات موكب رئيس البرلمان حاول الدخول من بوابة الشخصيات المهمة ربما للانضمام الى الموكب، الا ان الحراس طلبوا منه تصريحا خاصا لم يكن يملكه". واضاف ان "المهاجم عاد بسيارته الى الوراء فاصطدم بسيارة اخرى ثم بالرصيف، وسرعان ما ترجل من سيارته ليساجل سائق السيارة الاخرى، قبل ان يفجر نفسه". وذكر حلمي انه "كان من المفترض ان يكون النجيفي خارجا من البرلمان حينها، الا انه تاخر عن موعده". وكانت مصادر امنية افادت فرانس برس في وقت سابق ان شخصين على الاقل قتلا واصيب نائب عراقي بجروح جراء الانفجار. وقال مصدر في وزارة الداخلية العراقية ان شخصين قتلا في العملية، فيما افاد النائب علي الشلاه ان "الزميل مؤيد الطيب اصيب في الهجوم". من جهته، اعلن مصدر في وزارة الدفاع العراقية ان "ثلاثة اشخاص قتلوا فيما اصيب اربعة آخرون في الهجوم الذي استهدف احد مواقف سيارات البرلمان". وابلغ مصدر عسكري اميركي فرانس برس ان الانفجار "نجم عن عبوة الصقت باحدى السيارات". وكان مجلس النواب بدا الاثنين استجواب امين بغداد صابر العيساوي على خلفية تهم فساد، وذلك بحضور 185 نائبا. وهذا اول هجوم من نوعه منذ الانفجار الذي استهدف البرلمان عام 2006 وسقط فيه وقبيل الهجوم على البرلمان، قال المصدر في وزارة الداخلية ان "انتحاريا يقود سيارة مفخخة هاجم حوالى الساعة الثامنة (05,00 ت غ) البوابة الرئيسية لسجن الحوت في ناحية التاجي، ما ادى الى مقتل 11 شخصا واصابة 20 بجروح". وفي وقت لاحق اعلن المصدر نفسه، ان "الحصيلة النهائية هي مقتل 13 شخصا واصابة 28 اخرين بجروح". واضاف ان "معظم الضحايا هم من عناصر الشرطة ورجال الامن والموظفين العاملين في السجن"، مشيرا الى ان "هناك اربعة مدنيين بين القتلى". واوضح المصدر ان "بين القتلى تسع ضحايا احترقت جثثهم بالكامل واغلبهم من عناصر الامن (...) والجرحى هم عشرة من موظفي وزارة العدل و15 من المدنيين اضافة الى ثلاثة زوار كانوا في طريقهم لزيارة سامراء" (110 كلم شمال بغداد). وكان مصدر في وزارة الدفاع العراقية اكد في وقت سابق ان "انتحاريا يقود سيارة مفخخة استهدف صباح اليوم المدخل الرئيسي لسجن الحوت في منطقة التاجي (25 كلم شمال بغداد) ما ادى الى مقتل 12 واصابة 26 بجروح". وفي هجوم اخر، قتل شخصان واصيب اربعة اخرون بجروح بانفجار عبوة لاصقة في منطقة المنصور في غرب بغداد، وفقا للمصدر في وزارة الداخلية. وافاد سركون متي لازار وزير البيئة في تصريح لفرانس برس ان مدير عام الدائرة الفنية في الوزارة قاسم بلاسم "تعرض لاصابة خطيرة جدا اثر في هجوم مسلح في حي الحرية ببغداد". وفي كركوك (240 كلم شمال بغداد) قال اللواء تورهان عبد الرحمن يوسف نائب مدير الشرطة ان "عبوة ناسفة انفجرت في حي تسعين وسط المدينة ثم تبعتها عبوتان ما ادى الى مقتل مدني واصابة 18 معظمهم من عناصر الشرطة وبينهم ضابطان كبيران". وتأتي هذه الهجمات بعد اسبوع دام قتل خلاله اكثر من ستين شخصا واصيب العشرات بجروح في عموم العراق. وكانت مصادر امنية اعلنت الاحد مقتل اربعة اشخاص واصابة تسعة اخرين بجروح في هجمات متفرقة في العراق. والسبت قتل 16 شخصا على الاقل واصيب اكثر من عشرين آخرين بجروح في سلسلة تفجيرات بعبوات ناسفة استهدفت منطقة قريبة من سوق في وسط بغداد وشاحنة تقل عمالا غرب العاصمة. وجاء ذلك بعد يومين من مقتل 19 شخصا واصابة 65 على الاقل بجروح في سلسلة تفجيرات هزت سوقا شعبية وسط البصرة (جنوب بغداد)، مساء الخميس. وقتل خمسة اشخاص في كركوك (240 كلم شمال بغداد) وعثر على جثة خلال يومي الاثنين والثلاثاء. وتعد هجمات البصرة الاعنف في العراق منذ مقتل 32 شخصا وجرح اكثر من سبعين آخرين في انفجار عبوتين ناسفتين في بغداد في 27 تشرين الاول/اكتوبر. وقتل خلال الاشهر الماضية من العام الحالي ما لا يقل عن 2488 شخصا واصيب 4072 بجروح جراء اعمال عنف في عموم البلاد، وفقا لمصادر رسمية. وتأتي هجمات الاثنين في وقت تواصل القوات الاميركية عملية الانسحاب من البلاد والتي من المقرر ان تنتهي بحلول نهاية العام الحالي وفقا لاتفاقية امنية موقعة بين بغداد وواشنطن. وكان قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال لويد اوستن توقع الاسبوع الماضي ان تحدث "اضطرابات" امنية في العراق بعيد انسحاب قواته منه، وذلك بسبب سعي تنظيمات مسلحة الى "توسيع هامش عملياتها". ورغم مرور ثماني سنوات على اسقاط نظام صدام حسين، لا تزال البلاد تشهد اعمال عنف شبه يومية قتل فيها عشرات الآلاف.