طلب رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبدالجليل الاربعاء من الحلف الاطلسي تمديد مهمته في ليبيا حتى نهاية العام "على الاقل"، فيما تشكل حلف جديد منبثق عن الحلف الاطلسي وتقوده قطر لمتابعة العمليات في ليبيا بعد انتهاء مهمة الاطلسي. الى ذلك كشف رئيس الاركان القطري عن ان مئات الجنود القطريين شاركوا في المعارك على الاراضي الليبية الى جانب الثوار خصوصا في اطار تحديد الاهداف وتوجيه الثوار وتنسيق الاتصالات والعلاقات مع الحلف الاطلسي. وقال عبد الجليل في افتتاح اجتماع "لجنة الاصدقاء لدعم ليبيا" الذي شاركت فيه القيادات العسكرية للحلف الاطلسي (ناتو) في الدوحة "نحن نطمح بان يستمر (الناتو) في حملته حتى نهاية العام على الاقل خدمة لنا ولدول الجوار ولدول الجنوب". وفي بروكسل ارجأ الحلف الاطلسي الى الجمعة قراره في هذا الخصوص لاجراء مشاورات جديدة مع الاممالمتحدة والمجلس الوطني الانتقالي بحسب مصادر دبلوماسية. من جهته اعلن وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه مساء الاربعاء ان العملية العسكرية للحلف الاطلسي في ليبيا "انتهت الان" مضيفا ان فرنسا وشركاءها في الاطلسي يدرسون "طريقة اخرى لمواكبة العملية الانتقالية" في ليبيا. ومبدئيا يفترض ان تنتهي عملية الاطلسي في 31 تشرين الاول/اكتوبر بعد سبعة اشهر على تولي الحلف الاطلسي قيادة العمليات العسكرية الدولية التي بدأت في 19 اذار/مارس في اطار قرار دولي لحماية المدنيين. واكد عبد الجليل ان الهدف من هذا التمديد للمهمة الاطلسية هو "لنضمن عدم تسرب الاسلحة الى تلك الدول ولنضمن امن وامان الليبيين من بعض فلول القذافي الذين فروا الى دول الجوار". ووجود كميات كبيرة من الاسلحة والذخائر دون مراقبة في ليبيا يثير قلق الاسرة الدولية التي تخشى من ان تقع بايدي شبكات ارهابية. وبحسب الممثل الخاص للامم المتحدة لليبيا ايان مارتن فان نظام القذافي جمع "اكبر مخزون من المضادات الجوية". وقال امام مجلس الامن في نيويورك "دمرت الالاف منها خلال عمليات الاطلسي الجوية. لكن ساعرب لكم عن قلقنا المتنامي من عمليات النهب وانتشار الصواريخ المضادة للطائرات". وعلى الارض افاد مراسل فرانس برس عن وجود في الصحراء الليبية على بعد 120 كلم جنوب سرت ترسانة تضم عشرات الاف الاطنان من الذخائر يمكن لاي كان الحصول عليها. واعربت منظمة هيومن رايتس ووتش في بيان عن قلقها من تعرض كميات من الذخائر للنهب في الموقع الذي تفقدته حيث قدرت كمية الذخائر المخزنة ب"عشرات الاف الاطنان". ونددت ب"فشل" المجلس الوطني في "حماية مخزون الاسلحة" في حين اننا "منذ اشهر نحذر المجلس الانتقالي والحلف الاطلسي" من هذا الخطر. كما شدد عبدالجليل على سعي المجلس بمعاونة الناتو الى "تطوير المنظومة الدفاعية والامنية الليبية". ووجه رئيس المجلس شكرا الى الحلف الاطلسي الذي قال انه لولا تدخله لما تمكن الثوار من الانتصار على نظام القذافي. كما اشار الى دور رئيسي لعبته قطر في ادارة المعركة مع النظام. وقال "نحن مدينون للمجتمع الدولي بالشيء الكثير من خلال ذلك القرار الشهير الذي اتخذ لحماية المدنيين في ليبيا واتخاذ الوسائل اللازمة لهذا الغرض، واوكل هذا الامر الى الناتو وانضم اليه الكثير من الاشقاء والاصدقاء وشكلوا خير معين لقوانا على الارض". واضاف "نحن نقول بعد الله سبحانه ما كان لثوارنا ان يحققوا هذا النصر على الارض لولا المساعدة الكثيرة التي قدمها الحلف ... لقد حمى المدنيين من بطش القذافي واعوانه ومرتزقته". وعن دور قطر التي كانت اول دولة عربية تعترف بالمجلس الوطني الانتقالي، قال عبدالجليل انها "كانت شريكا اساسيا في كل المعارك التي خضناها، شريكا اساسيا وفاعلا اصيلا" مشيرا الى ان القطريين كانوا "يديرون المعركة من الناحية الاستراتيجية" حتى دخول الثوار الى طرابلس. من جهته، اكد رئيس الاركان القطري ان تحالفا دوليا جديدا منبثقا من الحلف الاطلسي وتقوده قطر سيتابع العمليات في ليبيا خصوصا في مجال التدريب والتسليح وجمع السلاح، بعد انتهاء مهمة حلف الاطلسي. وقال اللواء الركن حمد بن علي العطية لوكالة فرانس برس ان التحالف الجديد الذي يضم 13 دولة على الاقل بينها خصوصا الولاياتالمتحدةوفرنسا وبريطانيا وعقد اجتماعه الاول اليوم الاربعاء في الدوحة، شكل تحت مسمى "لجنة الاصدقاء لدعم ليبيا" التي سيكون عملها على الاراضي الليبية، ولكن دون ارسال قوات للمشاركة في حفظ الامن. واكد العطية ان المجموعة هي "حلف جديد يضم من يريد ان يكون في هذا التحالف لمساندة ليبيا في المرحلة القادمة". وحول اسباب تشكيل هذا التحالف الجديد، قال العطية ان "الكل اجمع على تشكيل تحالف جديد لان حلف الناتو كان سيتنهي دوره، وبما ان العمليات يمكن ان تستمر، طرحت هذا الفكرة وطرح ان يكون لقطر القيادة في هذا الحلف". كما اشار الى ان قطر ستكون "مسؤولة عن التنسيق في هذا الحلف" الجديد الذي يمكن ان يتخطى عمله نهاية العام الحالي كما طلب المجلس الوطني الانتقالي، بحسب العطية. وقال المسوؤل العسكري في هذا السياق "يمكن ان يكون الاطار الزمني اكثر من نهاية العام، هذا يعتمد على وضع ليبيا". وسيشمل عمل هذا الحلف يمكن ان يتضمن بحسب العطية "عملية التدريب والتنظيم وبناء المؤسسات العسكرية الليبية وجمع الاسلحة وادخال الثوار في هذه المنظومة". واوضح ان "هذه العملية ستكون على الارض الليبية ... وهناك غرفة عمليات جاهزة تضم اطياف الحلف في طرابلس وقد جهزتها قطر". الا ان المسؤول العسكري اكد انه "لا توجد هناك اي مبادرة لارسال قوات للمشاركة في حفظ الامن في ليبيا". ومن جهة اخرى، كشف العطية عن ان مئات الجنود القطريين شاركوا على الاراضي الليبية في العمليات الى جانب الثوار، وتركز دورهم خصوصا على التنسيق بين الحلف الاطلسي والثوار. وقال اللواء الركن حمد بن علي العطية ان "قطر اشرفت على خطط الثوار لانهم مدنيون وليس لديهم الخبرة العسكرية الكافية. لقد كنا نحن علاقة الوصل بين الثوار وقوات الناتو". واضاف "كنا متواجدين بينهم وكان عدد القطريين على الارض بالمئات في كل منطقة" مشيرا الى انهم كانوا "يديرون عمليات التدريب" اضافة الى "توجيه الثوار وتحديد الاهداف". واوضح العطية ان دور القطريين تركز خصوصا في "الاتصالات ... الناتو كانوا يرون من الجو والقطريون كان حلقة الوصل مع الثوار" وذلك اضافة الى المشاركة الجوية في اطار عمليات الحظر الجوي. واعلن الرئيس السوداني عمر البشير الاربعاء ان السودان قدم دعما لقوات المجلس الانتقالي الليبي في قتالها ضد قوات القذافي. وقال في احتفال جماهيري اقيم في مدينة كسلا بشرق السودان بحضور الرئيس الاريتري اسياس افورقي وامير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة ان "القوات التي دخلت طرابلس كان جزء من تسليحها سوداني مائة بالمائة". من جهته قال نائب السفير الليبي في الاممالمتحدة ابراهيم دباشي ان النتائج الاولية للتحقيق في مقتل القذافي تشير الى انه لم يقتل بعد اعتقاله. وقال دباشي انه "طبقا لتقارير اولية فلم يطلق اي من الثوار النار عليه بعد اعتقاله". كما تعتزم اسرة القذافي رفع شكوى ضد الحلف الاطلسي امام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب. وعلى الصعيد الاقتصادي، قال صندوق النقد الدولي الاربعاء ان اقتصاد ليبيا سيتعافى بسرعة من اثار الحرب اذا عاد الانتاج النفطي الى مستويات ما قبل الصراع العام المقبل واذا ما استتب الامن. وقال مسعود احمد مدير صندوق النقد لمنطقة الشرق الاوسط ووسط اسيا لفرانس برس "تتوقع السلطات ان يعود الانتاج النفطي الى مستويات ما قبل النزاع خلال النصف الثاني من العام المقبل. اذا حدث هذا، فاننا سنرى بالتأكيد تعافيا سريعا في النشاط (الاقتصادي) العام المقبل".