يواجه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الاثنين اول اختبار كبير له داخل حزبه مع التصويت في مجلس العموم على اجراء استفتاء حول بقاء بريطانيا في الاتحاد الاوروبي. ورغم ان التصويت ليس ملزما، الا انه مهم سياسيا حيث من المرجح ان يتجاهل نحو 85 مشرعا محافظا امر كاميرون لهم بالتصويت ضد اجراء الاستفتاء. ويتوقع ان يصوت الليبراليون الديموقراطيون، الحلفاء الاصغر في الائتلاف الحكومي، وحزب العمل المعارض، مع كاميرون ضد اجراء الاستفتاء، ولذلك فانه من غير المرجح ان يمنى بالفشل، ولكن اي انتصار لمعارضيه الراغبين في الخروج من الاتحاد الاوروبي سيكشف عن مدى تمرد حزب المحافظين على كاميرون. وفرض كاميرون اجراء ينتج عنه عادة طرد اي عضو في الحكومة يصوت ضده ويشكل عائقا كبيرا في المسيرة المهنية لاي عضو في البرلمان يخرج عن رغبة رئيس الوزراء. وسعى كاميرون الاحد الى ارضاء المتمردين المحتملين داخل حزبه بالتهديد باظهار القوة ضد الاتحاد الاوروبي اثناء اجتماع قمة ازمة في بروكسل حول منطقة اليورو. وعشية التصويت على اجراء الاستفتاء حذر كاميرون دول منطقة اليورو من ان السعي الى اندماج اكبر في ما بينها لمعالجة الازمة الاقتصادية المستمرة يجب ان يكون لمصلحة بلاده، بعد اعترافهم بالتخطيط لاجراء تغيرات في المعاهدة. وقال "ان اي تغيير في المعاهدة .. هو فرصة لبريطانيا لدفع مصالحها الوطنية". واضاف "ان التغيير المحدود الاخير في المعاهدة والذي اسفر عن وضع آلية للاستقرار الاوروبي، اعطانا فرصة للخروج من صندوق انقاذ اليورو الذي اختارته الحكومة الماضية". وحذر كاميرون من ان الدول خارج منطقة اليورو مهددة بالتجميد في ظل الجهود الرامية لحشد الاستجابة الكافية للازمة. واوضح "هناك خطر .. في انه ومع تجمع دول منطقة اليورو مع بعضها البعض .. في ان تشهد الدول التي هي خارج منطقة اليورو، قيام الدول الاعضاء في المنطقة في اتخاذ قرارات تؤثر على السوق المشتركة". وخلال قمة الاحد جرت مشادة كلامية بين كاميرون والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي قال لرئيس الوزراء البريطاني انه "سئم من اصداره الاوامر للجميع"، طبقا لما ذكرته صحيفتا ديلي تلغراف والغارديان. كما الغى كاميرون كذلك زيارتين الى نيوزيلاندا واليابان من اجل حضور قمة اخرى مهمة بشان ازمة الديون الاوروبية الاربعاء. وكان من المقرر ان يزور كاميرون هذين البلدين في وقت لاحق من هذا الاسبوع، الا انه سيشارك في قمة تم ترتيبها على عجل لمجلس اوروبا مع سعي المسؤولين بشكل حثيث الى ايجاد حل لازمة الديون. واستغل حزب استقلال بريطانيا، المعارض للبقاء في الاتحاد الاوروبي، الاحد التمرد داخل حزب المحافظين بالتلميح الى انه يمكن ان يتخلى عن مرشحيه لصالح مرشحي حزب المحافظين في اية انتخابات مستقبلية اذا ما تم التصويت اليوم الاثنين لصالح اجراء الاستفتاء. وصرح النائب في حزب استقلال بريطانيا نايجل فاراغ لوكالة فرانس برس على هامش القمة "في الماضي، تاكدت من اننا لا نقف في الانتخابات ضد المرشحين الذين يصوتون بضمير من اجل وطنهم. وكل ما اقوله هو اننا سنفكر مليا في اتخاذ قرارات مشابهة". وحشد حزب فاراغ، العضو البارز المناهض لعضوية الاتحاد الاوروبي في البرلمان الاوروبي، مليون صوت في الانتخابات البريطانية العامة التي فاز بها كاميرون بالتحالف مع حزب الليبراليين الديموقراطيين المؤيد للاتحاد الاوروبي. وتحول وزير الخارجية وليام هيغ، الذي كان يعارض بشدة عضوية بريطانيا في منطقة اليورو عندما كان في المعارضة، الى مدافع عن منطقة اليورو وهو يحذر اليوم من ان اجراء الاستفتاء قد يضر باقتصاد بريطانيا. وقال هيغ انه يود ان يرى عودة بعض السلطا4ت من بروكسل الى لندن. وامرت لجنة برلمانية باجراء التصويت على اجراء استفتاء بعد ان وقع اكثر من 100 الف بريطاني عريضة حول خيار البقاء في عضوية الاتحاد الاوروبي.