تتواصل عمليات الجيش التركي ضد متمردي حزب العمال الكردستاني في جنوب شرق تركيا وشمال العراق الجمعة ردا على مقتل 24 جنديا الثلاثاء في هجمات، في حين تسعى انقرة الى حشد دعم الدول المجاورة في مكافحة الحركة الكردية الانفصالية. واقلعت مقاتلات عدة ليل الخميس الجمعة من قاعدة دياربكر الجوية كبرى مدن الاناضول ذي الغالبية من الاكراد في جنوب شرق تركيا، بحسب مراسل لوكالة فرانس برس. وفي صباح الجمعة اقلعت مروحيات عسكرية متجهة الى العراق من بلدة شوكورجا الحدودية مع العراق حيث وقعت هجمات حزب العمال الكردستاني في ولاية هكاري حسب مصور فرانس برس. واعلن الجيش التركي الخميس في بيان انه "شن عمليات برية على نطاق واسع بدعم من المقاتلات الجوية (...) على خمس نقاط بشمال العراق وتركيا"، يشارك فيها نحو عشرة الاف جندي من النخبة. واكد الجيش الجمعة استمرار الهجوم الا انه اوضح ان العمليات تتركز خصوصا على الاراضي التركية. واعلنت قيادة الاركان في بيان "بينما تتم غالبية العمليات البرية والجوية في تركيا وخصوصا في منطقة شوكورجا، فان بعض الاعمال تتواصل في نقاط وراء الحدود في شمال العراق". وقدرت الصحف عديد القوات التي تشارك في العملية بنحو عشرة الاف جندي. وتاتي العملية اثر هجمات متزامنة نفذها اكثر من مئتي متمرد كردي في وقت متأخر الثلاثاء ضد ثمانية مراكز عسكرية في محافظة هكاري، اسفرت عن مقتل 24 جنديا وجرح 18 آخرين. واثارت هذه الهجمات وهي الاكثر دموية منذ عشرين عاما تقريبا صدمة في تركيا. وصرح وزير الداخلية ادريس نعيم شاهين لشبكة "ان تي في" الجمعة ان الهجوم التركي "من اكبر العمليات البرية التي تهدف الى القضاء على التنظيم الارهابي". ودافع رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان الذي تعرض الى عدة انتقادات من المعارضة التي تتهمه بعدم الكفاءة امام دوامة النزاع الكردي، الجمعة بالقول ان "هذه المشكلة المعقدة (...) ليست فقط مشكلة عسكرية" مؤكدا ضرورة عدم الابتعاد عن دولة القانون والديمقراطية. وبعد ان دعا الى الوحدة الوطنية اتهم دولا اوروبية دون ان يسميها بعدم بذل ما يكفي في مكافحة حزب العمال الكردستاني وتشعباته. من جهة اخرى تسعى تركيا لكسب دعم ايران والعراق المجاورين والاسرة الدولية في حملتها ضد حزب العمال. وفي انقرة، دعا وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي الى تعزيز التعاون ضد المتمردين بينما تكافح ايران حزب الحياة الحرة (بيجاك)، ابرز احزاب التمرد الكردي المسلح، على اراضيها وفي شمال العراق ايضا، الذي تعتبره تفرعا عن حزب العمال الكردستاني. وفي مؤتمر صحافي مع نظيره التركي احمد داود اوغلو قال صالحي ان "حزب العمال الكردستاني والبيجاك هما مشكلة مشتركة بين البلدين واننا نرى ان علينا تعزيز التعاون في مكافحة المنظمتين". واضاف "نحن في الصف نفسه مع تركيا، وما يؤثر على تركيا يؤثر علينا، والعكس صحيح". وصرح داود اوغلو "ان عزمنا على مكافحة حزب العمال الكردستاني وحزب الحياة الحرة معا سيتواصل بشكل اقوى". واضاف "سنواصل العمل معا في اطار خطة عمل مشتركة حتى القضاء على هذا التهديد الارهابي". وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اكد الشهر الماضي ان هناك تعاونا مطروحا مع ايران لمحاربة المتمردين الاكراد. والخميس ندد العراق بهجوم المتمردين الاكراد وتعهد بالتعاون في القضايا الامنية مع انقرة، بحسب بيان لوزارة الخارجية. كما دعا اردوغان رئيس اقليم كردستان مسعود برزاني لعقد لقاء معه. وتحث تركيا اكراد العراق على منع حزب العمال الكردستاني من استخدام اراضيها، اذ تقول تركيا ان لديه قرابة الفي عنصر هناك. واعلنت الولاياتالمتحدة دعمها للهجوم التركي. وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر "نحن ندعم بوضوح حق تركيا في الدفاع عن النفس" ودعا ايضا الى التعاون بين تركيا والعراق. واسفر الكفاح المسلح لحزب العمال الكردستاني الذي بدا في العام 1984 عن اكثر من 45 الف قتيل.