إيش تسوي؟! ارتجف جسمي وانتفضت انتفاضة شديدة عندما سمعت هذا الصوت الذي جاء من خلفي فما رأيته بعيني داخل الغرفة كفيل بإيقاف قلبي فلم يكن الأمر يتحمل أي مفاجآت أخرى فنظرت خلفي ببطء فوجدت كفيلي نفيعي وهو في حالة لم أره عليها من قبل فقد كاد أن يخلعني من أمام الغرفة خلعا.... وبتشتت أجبت علي سؤاله: مين ده يا شيخ؟!!! وفي هذه اللحظة رأيت من ورائه خميس والوكيل المصري عادل وهما في حالة تحفز وشعرت للوهلة الأولى أنهما يحملان أسلحة بيضاء في أيدهما يريدان الإجهاز بها عليَّ.... وعندها انتابتني حالة من الهيستريا ولم أستطع السيطرة على نفسي فلم أجد نفسي إلا وأنا أصرخ بكل قوة صرخة يملؤها فزع ورعب الدنيا.... (أنا فين... مين ده.... أنتم مين وعاوزين إيه... الله يخرب بيوتكم.. مش ممكن...) وبعدها لم أشعر بأي شيئ فقد دارت بي الدنيا وذهبت إلى عالم آخر.... عالم اللاوعي... عالم النسيان.... ****************** إيش هنسوي يا رجال والمصري اللعين هذا عرف سرنا؟ رد خميس: ملحقش يعرف أي تفاصيل وبعدين أنت وصلت في الوقت المناسب عادل: علي العموم يا جماعة هو دلوقتي في غيبوبة ولما يصحى هنقوله إن اللي شافه خيالات و أوهام. نفيعي: فكرة والله زين... هيييح... إيش أخباره الحين؟ خميس: لسه نايم بقاله دلوقتي 12 ساعة أو يزيد قليلا نفيعي: لما يصحى عرفوني... أنا هروح استراحة المدرسة... سلام وتفرقت قوى الشر علي وعد بالالتقاء مجددا بعد أن أفيق.... وهم لا يعلمون أنني لن أفيق أبدا... لأننيببساطة لم أغب عن الوعي سوي لبضع دقائق وأفقت بعدها وادعيت أنني في غيبوبة حتى أعرف ما أريده دون أن يلحظ أحد.... وبعد أن سمعت مادار بين ثلاثي الشر أصبحت علي يقين بأن هناك ما يدبر بليل... وظللت طوال تلك الساعات أتدبر أمري وأحاول تفسير ما رأيته وأحاول وضع خطة محكمة للتعامل الرشيد مع الموقف... وقد كان... وكانت أولي الخطوات أن أفيق وأحاول ادعاء عدم معرفتي بأي أمر... وبالفعل... قام زميلي الجاسوس بتوصيل خبر إفاقتي للشيخ نفيعي وثنائي الشر فبدأوا في التحرك.... أما أنا فكان عليَّ التصرف بسرعة وإخبار الوكيل السعودي المحترمبما شاهدته ليحميني من ناحية ومن ناحية أخرى ليساعدني علي التصرف في الأمر.... وبدأت بدوري التحرك.... *********************** قام الوكيل السعودي بعد أن حكيت له كل ما رأيته بنقلي إلي مكان آخر وبالتحديد إلي منزل يملكه في أطراف الطائف وأخبرني أنني هنا في أمان بل وبشرني بأنه لن يسكت علي هذه المهزلة... ووفر لي طعاما وشرابا بل وأعطاني مالا وفيرا.... وقبل أن ينصرف طلبت منه طلبا وللحق كنت محرجا خجولا وأنا أطلبه.... ولكنه شعر بذلك فحاول إزالة ذلك الحرج بقوله: اطلب عينيا يا حبيبي فأنت الآنفي ذمتي وما تطلبه أمر واجب النفاذ... وقتها شممت في هذا الرجل رائحة أبي ورجولته... وأحسست بأن الدنيا مازالت بخير.. مما شجعني أن أطلب منه أن يحاول تمريري إلي مكة لأداء العمرة والعيش في رحاب الكعبة والأماكن المقدسة ولو لبضعة أيام... فما عانيته وما رأيته وبرغم عدم تفسيري له كافيا أن يجعل المدرسة و العمل بل و السفرية كلها بتكاليفها أمرا لا يعنيني... فما يعنيني الآن فقط هو أن أشعر بالأمان في رحاب الله وأن أجد تفسيرا لما رأيت وفي الأخير أن يكتب الله لي السلامة وأعود إلي أرض الوطن وأكون مرة أخرى وسط أهلي وأحبابي.... ومرة أخري يثبت هذا الرجل العظيم مروءته وشهامته فرد علي طلبي بقوله: اعتبر نفسك من الآن في رحاب مكة ودروبها وبين أحضان الحجر الأسعد فوالله الذي لا إله غيره لوكان هذا الأمر آخر عمل لي في حياتي لفعلته... تجهز إذن يا رجل.... فدمعت عيني فرحا ودمعت عيناه ولم أجد نفسي إلا وأنا بين أحضانه ويالها من حنان! ********************* وصلت قوي الشر إلي السكن وكان أول شيئ فعلوه هو أنهم بحثوا عني في كل مكان فلم يعثروا لي علي أثر فسألوا كل من في السكنولكن لم تأتهم إجابة فلم يكن يعرف مكاني أحد... فانصرف تفكيرهم إلي الحجرة الملعونة فدخلوها بسرعة و.... وسارعوا بإخراج من كان فيها وحاولوا نقله إلي مكان آخر أكثر أمانا خاصة بعد افتضاح أمرهم أمامي... ولكنهم فوجئوا بأنهم لا ينقلوا كيانا بل ينقلون...... .