التعليم عندنا عموما والثانوية العامة خصوصا وبالأخص هذا العام يحتاج لكثير من التطوير بل إن شئت قلت النسف والبدء من جديد علي نظافة.... بالطبع هناك طلاب مظلومون هذا العام سواء من ظلم برغم تحقيقه لمجموع كبير وذلك أكيد لاتهامه بالغش والاستفادة من التسريبات، أو من ظلم لحصوله علي مجموع بسيط لا يتناسب مع قدراته الحقيقية..... ولكن ما أثار حفيظتي بل واستفزني جدا هو: أن الناس نسوا أو تناسوا مهزلة الامتحان هذا العام ووقفوا علي رجل واحدة ككل عام ينتظرون بلهفة النتيجة، وكأن شيئا لم يحدث ولا أجد تفسيرا لذلك سوي أننا شعب مصاب قطعا بالزهايمر أو بالفصام..... ففي ظل حالة الهرج والمرج التي سادت مهزلة الثانوية العامية لا يمكن تمييز الخبيث من الطيب ولا المجتهد من المهمل فمن المعروف أنه لا يمكن لطالب لم يعتد علي الغش طيلة سني عمره أن يستطيع مجاراة خبراء الغش من زملائه فضلا علي أنه في ظل تلك الفوضي لن يستطيع الإجابة فهو ليس بالروبوت بل هو إنسان من لحم ودم فألف باء عملية التركيز هو الهدوء والبعد عن المثيرات الخارجية وهو الأمر الذي لم تتوفر أدني معدلاته وبالتالي لا يمكن محاسبته علي تقصيره،وقديما ونحن طلاب كنا عندما نشتكي من الجيران الذين يحدثون ضوضاء كان أهالينا يسارعون بإسكاتهم ثم يتوجهون إلينا قائلين: لم يعد عندكم حجة أرونا إبداعكم وتفوقكم ونحن بالتالي كنا عند حسن الظن... ومن ناحية أخري ما أدرانا أن الطالب الحاصل علي مجموع كبير لم يحصل عليه بالغش والتدليس والتسريب والخبرة السلبية في الحصول علي أكبر مجموع بالطرق الغير مشروعة.... وبالطبع هذا لا ينفي أن هناك من يستحق التقدير والتفوق وأيضا من يستحق الفشل والرسوب... ولعل مرجع ذلك إلي مكنون كل طالب ودواخله هو وأهله فهو وهم أدري الناس بالمستوي الحقيقي لا الخادع للطالب سواء سلبا أو إيجابا ومن ثم فيجب علي كل ولي أمر عنده يقين لا شك فيه أن ابنه أو ابنته يستحق أو تستحق أكثر من ذلك إما أن يحتج بالطرق المشروعة وإما أن يستسلم للأمر الواقعو قبل كل ذلك وبعده عليه أن يرفع الروح المعنويةلابنه أو ابنته ولا يزيد الطين بله حتي لا يخسر الجلد والسقط وليعلم بأن الدنيا لم تتوقف عند الثانوية العامة والأمثلة كثيرة وعلي مر السنين فإننا نجد بعض المتفوقين في الثانوية العامة لا يحققون ذاتهم ولا آمال ذويهم في كليات القمة بينما نجد بعضا ممن دخل بعض الكليات أو المعاهد الغير مصنفة علي أنها من الدرجة الأولي نراهم يحققون فيها التفوق ويتخرجون منها ليمارسوا حياتهم العملية علي أفضل ما يكون، ولعل تلك النظرية هي سبب نجاح الغرب ودول العالم الأول والذين لا يضعون الوسيلة في منزلة أكبر من الهدف وفي الأول والأخير الثانوية العامة هي مجرد وسيلة وليست هدفا... هذا إذا كان للتعليم في بلادنا... أصلا هدفا!