خيمت حالة من الحزن الشديد على أرجاء مدينة أسوان السياحية والتى تحولت ما بين عشية وضحاها إلى مدينة أشباح بعد أن هجرتها السياحة وانحسرت وتراجعت معدلات الأشغال السياحة لأقل من 4%. وضربت المدينة السمراء عاصفة ركود دخلت عامها الرابع على التوالى، حيث أثرت بتداعياتها على الحياة العامة والأنشطة المرتبطة بها. وتشهد الأسواق السياحية والفنادق العامة والثابتة تراجعًا وانحسارًا، حيث انحسرت نسب الأشغال داخل الفنادق وتحولت أسوان إلي مدينة أشباح. تداعيات المشهد السياسي فى مصر كانت لها أثر واضح على الحركة السياحية الوافدة إلى المحافظة، حيث لم تتجاوز نسب الأشغال السياحية فى أغلب الأحوال 4% ، الأمر الذى دعا أصحاب المنشآت السياحية والفنادق إلى تسريح نسب كبيرة من العمالة الموجودة داخل هذه المنشآت. وأكد عبد الناصر صابر نقيب المرشدين السياحيين الأسبق، أن الفنادق والمراكب السياحية النيلية الشهيرة بين الأقصروأسوان والتى يصل عددها إلى نحو 300 مركب وفندق عائم فى النيل تمر الآن بمشهد حزين بسبب خلوها من السائحين فى هذا التوقيت والذى كانت تصل فيه نسبة الإشغالات الفندقية بها على أقل تقدير20 %. وأضاف، أن تقلبات المشهد والأوضاع السياسية بمجملها التي شهدتها مصر مؤخرًا أثرت بشكل سلبى وأدت إلى تراجع نسبة الحجوزات السياحية. وحوّلت التحديات التى فرضها المشهد السياسيى فى مصر خلال الفترة الماضية مدينة أسوان السياحة إلى مدينة أشباح، بعد أن هجرتها السياحية بشكل شبه تام وباتت سمعة المدينة سياحيا على المحك حيث يعانى أكثر من 550 فندقًا سياحيًا عائمًا وثابتًا فى أسوان حالة من الكساد السياحى المستمر طوال العام. وقام عدد كبير من الفنادق السياحية، بغلق إبوابها ولم يعد يعمل منها أكثر من 20 فندقا سياحيا على أقصى تقدير، الأمر الذى دفع أصحاب تلك المنشآت الفندقية إلى تسريح الآلاف من العاملة التى كانت تعمل فى هذا القطاع الحيوى. كما قام المئات من أصحاب البازارات والمحال السياحية، بغلق أبوابها خاصة فى المناطق السياحية الشهيرة مثل( سعد زغلول والحاج حسن والسيدة نفيسة) ومنطقة بازارات معابد فيلة وكوم امبو وادفو. وتعرض العاملون بالسياحة، إلى دوامة من الفقر والاستدانة، بالإضافة إلي المقاضاة القانونية لمعظم أصحاب البازارات السياحية بسبب عدم تسديد ما عليهم من ديون لأصحاب البضائع، مما اضطر الكثير منهم إلى تغيير النشاط أو تأجير البازارات، في حين أشهر البعض إفلاسهم، وسرح العمال لعدم قدرته على سداد فواتير الكهرباء والضرائب وأجور العمالة. وفى مشهد قريب من ذلك توقفت عربات الحنطور واختفت من كورنيش النيل بسبب الركود السياحي، مما دفع أصحاب الحناطير لتركها في الحدائق العامة؛ لتأكل من حشائشها، لعدم قدرتهم على إطعامها حيث تصل تكلفة اطعام الحصان الواحد الذى يجر عربة الحنطور الى 40 جنيهًا يوميًا، وأصبحت الحناطير عبئًا علي أصحابها بعد أن كانت مصدر رزقهم الوحيد. كما تضرر فعليًا بسبب الواقع السياحى الذى تشهده البلاد فئة المرشديين السياحيين الذى يصل عددهم بالمحافظة إلى نحو ألف مرشد سياحى بجانب مندوبى شركات السياحة الذين لجأ البعض منهم حاليًا إلى البحث عن عمل آخر بعد توقف أرزاقهم تماما. من جانبه شارك محافظ أسوان مصطفى يسرى، خلال الفترة الماضية فى فعاليات بورصة دبى السياحية أملاً فى استعادة جزء من السياحة العربية إلى أسوان بعد أن وجه الدعوة للحكومات والأنظمة والهيئات السياحية العربية المشاركة فى أعمال البورصة إلى زيارة أسوان .