استنكر الدكتور أكرم كساب، عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إباحة سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، قرار الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة بحظر ارتداء النقاب لعضوات هيئة التدريس. وقال كساب : "كعادته خرج علينا سعد الهلالي ملبسا الحق بالباطل؛ حتى يبيح لسادته كل قرار يقدمون عليه، ولأن أولياء نعمته أرادوا منع النقاب"، مضيفًا: "الرجل يبحث عن كل رأي غريب وشاذ، ضعف دليل أم قوي". وأكد أن قراءة الهلالي تفتقت عن رمي قول غريب يقول فيه:" الصحابة كانوا يذهبون إلى المسجد ليروا النساء، ثم استشهد بحديث زعم أنه في البخاري ومسلم والسنن الصحيحة، وقال بما نصه: أنها نزلت لأن امرأة جميلة كانت تأتي وتصلي فكان الصحابة الكرام الأخيار كان بعضهم يتأخر عن الصلاة لكي يقف في الصف الأخير وينظروا من بين القدمين ليروا وجه تلك المرأة الجميلة" . وتابع كساب: "الحق أن الرجل كذب أكثر من مرة" الأولى، زعمه أن الحديث عند البخاري ومسلم، لافتًا إلى أن الأمر ليس كذلك، فلم يرو البخاري هذا الحديث وكذلك مسلم، والثانية: زعمه أن الحديث صحيح، والأمر ليس كذلك باتفاق، فالحديث وإن كان رواه أحمد والنسائي والترمذي وابن حبان، إلا أن جمهور المحدثين في القديم على تضعيف، ومن ضعفه الطبري وابن كثير، وقال ابن كثير في تفسيره: وروى جعفر بن سليمان هذا الحديث عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء ولم يذكر فيه ابن عباس وهذا أشبه أن يكون أصح من حديث نوح وقال عنه ابن كثير في تفسير الآية: كذا رواه أحمد وابن أبي حاتم في تفسيره، ورواه الترمذي والنسائي في كتاب التفسير من سننيهما، وابن ماجه من طرق عن نوح بن قيس الحداني، وقد وثقه أحمد وأبو داود وغيرهما، وحكي عن ابن معين تضعيفه، وأخرجه مسلم وأهل السنن، وهذا الحديث فيه نكارة شديدة، وقد رواه عبد الرزاق عن جعفر بن سليمان، عن عمرو بن مالك وهو النكري أنه سمع أبا الجوزاء يقول في قوله: ولقد علمنا المستقدمين منكم في الصفوف في الصلاة والمستأخرين فالظاهر أنه من كلام أبي الجوزاء فقط، ليس فيه لابن عباس ذكر. وتابع "وقد قال الترمذي: هذا أشبه من رواية نوح بن قيس، والله أعلم. (تفسير ابن كثير (4/ 457)"، وأوضح أن "ممن ضعفه كذلك شعيب الأرنؤوط، بل كان شعيب الأرنؤوط صححه في صحيح ابن حبان ثم عاد وتراجع عن هذا التصحيح وحكم بضعفه في مسند أحمد". وذكر كساب أن "سياق الآيات لا يتماشى مع هذا الحديث، مستشهدًا بقوله تعالي:{وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (21) وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ (22) وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ (23) وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ (24) وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (25)}، مؤكدًا أن الآيات تتحدث عن قدرة الله تعالى في خلقه، هذه القدرة التي أعطت كل شيء قدره، وجعلت كل شيء بقدر، تتحدث عن خزائنه الملئ، وعطائه الحكيم، فإن أمسك فبقدر، وإن أعطى فلحكمة، ثم إنه سبحانه علم المتقم من الناس خلقا، والمتأخر وجودا، ثم إنهم جميعا على تفاوت الزمان والمكان محشرون إلى ربهم، فأين الحديث هنا عن التقدم أو التأخر في الصفوف"؟!! وأردف عضو "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين": "قال القرطبي وفي الآية ثمان تأويلات: الأول-" المستقدمين" في الخلق إلى اليوم، و"المستأخرين" الذين لم يخلقوا بعد، قاله قتادة وعكرمة وغيرهما. الثاني-" المستقدمين" الأموات، و"المستأخرين" الأحياء، قاله ابن عباس والضحاك. الثالث-" المستقدمين" من تقدم أمة محمد، و"المستأخرين" أمة محمد صلى الله عليه وسلم، قاله مجاهد. الرابع-" المستقدمين" في الطاعة والخير، و"المستأخرين" في المعصية والشر، قاله الحسن وقتادة أيضا. الخامس-" المستقدمين" في صفوف الحرب، و"المستأخرين" فيها، قاله سعيد بن المسيب. السادس-" المستقدمين" من قتل في الجهاد، و"المستأخرين" من لم يقتل، قاله القرظي. السابع:-" المستقدمين" أول الخلق، و" المستأخرين" آخر الخلق، قاله الشعبي. الثامن-" المستقدمين" في صفوف الصلاة، و" المستأخرين" فيها بسبب النساء. وكل هذا معلوم لله تعالى،لكنه أشار أنه هذا من كلام أبي الجوزاء لا من كلام ابن عباس". واختتم: "الصحابة ليسوا معصومين، لكن سياق الكلام لتبرير فعل المجرمين، وقرارات المحاربين للإسلام كصاحب (التاتو) جابر نصار، أمر غير مقبول".