قرأت اليوم مقالاً أصابني بالجنون .. وحرك في أعماقي براكين غضب ..وأعاصير ثورة .. شعرتُ بكرامتي تميزُ غيظا .. وصمتي يعربدُ في سراديب نفسي ليُسلمني لطاغِ مستبدٍ من الاستهجان والقبح .. قرأتُ أحد المثقفين يشمت في قتل شهدائنا من الجنود البسطاء اليوم في سيناء .. ويقول : ليذق العملاء والخونة ما ذقناه.. وذلك انتقام الله من القتلى والمجرمين .. وألهبت كلماته أدباً تحليتُ به لكني أحسسته وقتئذ ضربا من الحمق والسفه .. وله أقول : من الجهل الخلط بين كل جريمة ترتكب في حق جنودنا وبين قتل أي من المصريين .. فتلك مزايدات ممقوتة .. فمن قتل من الفريقين من المصريين تربطنا بهم أواصر رحم ووشائج قربى .. ونحزن لفقدهم .. ومع ذلك فالجيش أيه الأحمق خط أحمر ومن يقترب منه مجرم وخائن .. لقد خطط الغرب الكافر لتفكيك الجيوش العربية ونجحت في العراق وفي سوريا وفي ليبيا وفي تونس ولم يبق سوى الجيش المصري .. وقد راهنت على تفكيكه على أيدي جماعات بلهاء يقودها غربان ناعقة .. وبوم أشأم من البسوس .. تراهن مرة على تفكيكه من داخله .. ومرة على إنهاكه بالاغتيالات المجرمة التي لا تقرها الأديان السماوية .. وأخرى بالتشكيك في وطنيته واتهامه بالخيانة والعمالة .. ورابعة بزعزعة الثقة فيه بدعوى قتله أفراده .. إلى غير ذلك من الأكاذيب الممجوجة .. والأراجيف المزعومة .. والتخرصات التي لا تستقيم إلا في أذهان السذج والبلهاء .. إن جيشنا المصري أيها الواهمون لن يخترق من داخله .. ولن يهزم من خارجه .. وسيظل في قلوبنا وفي نفوسنا ولن تنالوا منه إن شاء الله .. وسترتد مكائدكم إلى نحوركم .. وتعودوا مدحورين .. وإن كان دفاعنا عنه يغيظكم .. ويبرر لكم قتل أبنائنا وإخواننا من جنودنا البواسل فموتوا بغيظكم .. وإنا لنعلم أن العدو يتربص بنا الدوائر وأنتم أيها القتلة إحدى كتائبه .. إنكم أشد خطرا على الإسلام من الصهيونية الخبيثة .. والعلمانية المضلة .. والليبرالية الزائفة .. إنكم أشبه ما تكونون بالمنافقين .. فأنتم من أبناء جلدتنا ..تدَّعون ديننا ..وتخدعوننا مرة باسم الجهادية .. وأخرى باسم الإسلامية .. وثالثة بدعوى الخلافة الراشدة .. وصدقوني لو علمنا فيكم خيرا لا تبعناكم وضحينا بدمائنا من أجل ما تدعون إليه .. لكنا عرفنا فيكم الكذب بقتلكم لجنودنا .. وتأكدنا من خيانتكم لإسلامكم باستباحتكم دماء إخواننا .. إلا بئس الشامت في الدماء .. الوالغ في بحورها.. المجترئ على حرمتها .. وبئس الدين دين يدعوا أنصاره إلى قتل الأبرياء .. ألا فليعلم القتلة أني كافر بكل دين يدعو إلى القتل في غير حق .. و إراقة الدماء من غير قصاص شرعه الخالق العظيم .. أما جنودنا فهم في قلوبنا .. وليذهب القتلة إلى الجحيم مع أندادهم من الخونة .. وليموتوا بغيظهم وهم أحياء تتفتت أكبادهم حسرة دون أن ينالوا من جيشنا إلا ما يناله القابض على الماء حين يفتح يده .. وعلى الريح حين يحكم قبضته عليها.. ألا خاب فألكم .. وخسر رابحكم .. وبار تاجركم .. وهلك قائدكم .. وفل جمعكم .. وحمى الله جيشنا الأبي .. و رد كيد الخائنين إلى نحورهم .. وتغمد شهداءنا اليوم في رفح بواسع رحمته .. وألهمنا وأهلهم الصبر .. أمين .