قد يختلط عليك الأمر عزيزي القارئ عندما تقرأ عنوان ذلك التقرير، فأول ما سيدور في رأسك أن كاتبه سيتحدث عن مسيرة البرتغالي مانويل جوزيه في مصر مع النادي الأهلي والإنجازات التي حققها طوال مسيرته مع المارد الأحمر خلال فترات ولايته الثلاث، أو مسيرة المدربين البرتغاليين في مصر بشكل عام، ولكن مضمون التقرير يختلف كثيرًا عما فكرت به، حيث يدور ذلك التقرير حول شئ آخر ستعرفه في السطور القادمة. مساحه اعلانيه عندما تسافر إلى أي دولة بالعالم، إما للاغتراب أو السياحة أو أي سبب كان،غالبًا ما تجد هناك شخص يحمل نفس جنسيتك المصرية، وقد يكون حاملاً لجنسية الدولة التي تسافر إليها، نظراً للمكانة التي صنعها ذلك الشخص، خلال الأعوام الطويلة التي قضاها في هذه البلاد، من صداقات وعلاقات قوية نجح في إنشائها مع مواطنين هذه الدولة، وهو الأمر الذي يؤدي إلى إطلاق عليه لقب "عمدة المصريين" في تلك الدولة، يلجأ إليه كل من ينزل إلى هذه البلد، أو يرجع إليه في استشارة يكون في حاجة إليها أو شئ من هذا القبيل، وتلعب خبرة ذلك "العمدة"، في حسم الأمور المختلفة لذلك المغترب. وكان قد توافد على الأندية المصرية في الشهور الأخيرة أربعة مدربين برتغاليين، بدءاً من جيمي باتشيكو الذي قاد نادي الزمالك لمدة تقارب الثلاثة أشهر، قبل هروبه مطلع يناير الماضي إلى الشباب السعودي، مرورًا بمواطنه جوسفالدو فيريرا، الراحل مؤخرًا عن تدريب الفريق، بعد فسخ تعاقده مع النادي، وجوزيه بيسيرو الذي تعاقد معه النادي الأهلي الشهر الماضي لقيادة السفينة الحمراء، وأخيرًا وبالتأكيد ليس أخرًا ليونيل بونتس المتعاقد معه مؤخرًا نادي الاتحاد السكندري لخلافة البلغاري ملادينوف المقال بعد الخماسية المذلة من النادي الإسماعيلي. ولوحظ بعد تعاقد تلك الأندية مع هؤلاء البرتغاليين، وأثناء الحديث معهم حول أسباب قبولهم عروض التدريب لهذه الفرق، سواء الزمالك أوالأهلي أوالاتحاد، لابد وأن تسمع اسم "مانويل جوزيه"، وأنه كان من ضمن أسباب قبول هؤلاء لهذه العروض وتدريب الفريق الأول لتلك الأندية، فأصبح لا يأتي أي مدرب برتغالي إلى مصر لتدريب فريق ما، قبل أن يرجع إلى الساحر البرتغالي، لاستشارته حول رأيه، فيما كان سيوافق على العرض أم لا، ورأيه عن النادي المطروح، وتاريخه ومسيرته، وإمكانية تحقيق إنجازات معه أم لا، تلك الأمور التي تهم أي مدرب قبل توليه تدريب أي فريق. وأصبح من الواضح أن جوزيه قد تقمص دور "عمدة البرتغاليين" في مصر، ولكن ليس للمواطنين البرتغاليين العاديين، بل مدربي كرة القدم، حيث يعود إليه كل من تم تقديم عرض له، لتدريب نادٍ ما داخل مصر، وذلك نسبةً إلى الخبرة الكبيرة التي يمتلكها العجوز البرتغالي، حيث تواجد في مصر لمدة تقارب العشر سنوات، قاد فيها النادي الأهلي في ثلاث ولايات مختلفة، إلى حصد 21 بطولة، كذلك واجه فيها بالأهلي عشرات الأندية المصرية سواء في بطولتي الدوري أو الكأس، مما شكّل لديه دراية كافية عن جميع الأندية في مصر، تحديدًا التي واجهها من قبل مع الأهلي، والذي يجعل من استشارة مدربي البرتغال له أمر طبيعي.