عاش الجمهور الجزائري في حالة من القلق والتوتر قبل إجراء قرعة نهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل، والتي أجريت مساء أمس "الجمعة"، إلا أن هدوءا اجتاح الشوارع الجزائرية عقب إعلان وقوع الخضر في مجموعة واحدة مع روسيا وبلجيكا وكوريا الجنوبية، ليصبح التأهل للدور الثاني من المونديال، أملا سيعيش عليه عشاق الكرة الجزائرية لحين انطلاق المهرجان العالمي. مساحه اعلانيه ووصفت صحيفة "الشروق" الجزائرية القرعة بأنها أبعدت محاربي الصحراء عن الأهوال، واعتبرت أن المجموعة متوازنة نسبيا نظرا لعدم وقوع الجزائر مع أي من المنتخبات الكبرى، بينما كشفت صحيفة "الخبر" أن الجمهور الجزائري شعر بارتياح لعدم وقوع منتخب بلادهم مع المنتخب الفرنسي، الأمر الذي كان من الممكن أن يشعل أزمة حال فوز أحدهم على الآخر. أما عن اللاعبين، فقد أكد النجم سفيان فغولي، المحترف في صفوف فريق فالنسيا الإسباني، خلا تصريح لجريدة "الهداف"، أن الخضر لن يشاركوا في المونديال لمجرد الحضور، ولكن سعيا لخطف بطاقة التأهل إلى الدور الثاني للمرة الأولى في تاريخهم، مبينا أن المجموعة التي وقعت بها الجزائر لن تكون سهلة، بالنظر إلى مشوار الفرق المنافسة في تصفيات كأس العالم. وأضاف العربي هلال سوداني، مهاجم دينامو زغرب الكرواتي، أن القرعة مقبولة جدا وأنصفتهم، مشيرا إلى أن جميع المنافسين أوراقهم مكشوفة، والمنتخب الجزائري قادرا على تحقيق نتيجة إيجابية في دور المجموعات، بعيدا عن مجموعات أخرى التي تم وصفها بمجموعة الموت، كما صرح بأنه كان يرغب في مواجهة منتخبات مثل كرواتيا أو البرتغال، لحبه في خوض مثل هذه المواجهات التي تجعله تحت ضغط. وأكد إسلام سليماني، مهاجم سبورتنج لشبونة البرتغالي، أن منتخب بلاده قادر على العبور إلى ثمن النهائي، فالمنتخب لم يتأهل بمحض الصدفة، ولكنه استحق الحصول على بطاقة التأهل للمونديال، مبينا أن الفريق لا يزال أمامه 6 أشهر لدراسة المنتخبات المنافسة جيدا. من جانبه، أعرب المدرب السابق للخضر رابح سعدان، في تصريحه للشروق، عن تفاؤله الكبير لتأهل الجزائر إلى الدور الثاني من البطولة العالمية، مبينا أن الفريق سيواجه المدرب الإيطالي فابيو كابيللو مجددا، ولكن في مواجهة الخضر مع روسيا، علما بأن الجزائر واجهت كابيللو مسبقا عندما كان مدربا للمنتخب الإنجليزي في كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا. كما شدد رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم محمد روراوة، في تصريح لجريدة الخبر، على أن القدر منح الجزائر فرصة لتشريف بلادها والعرب في البطولة العالمية، مبينا أن القرعة جيدة للغاية، وأن محاربي الصحراء ليس لديهم ما يخسرونه في مواجهاتهم مع المنافسين. ... وبالتالي، فقد كانت جميع الآراء تشير إلى أن الجزائريين يشعرون بالتفاؤل تجاه قدرة منتخب بلادهم على العبور لدور ال16 من مونديال البرازيل، إلا أن هذا التفاؤل يشوبه قدر من الحذر تجاه المنتخبات المنافسة، نظرا لأن مشوارها في تصفيات كأس العالم يبرز مدى قوتها وقدرتها على الذهاب بعيدا في المونديال، فقرعة الجزائر رحيمة "ظاهريا"، ولكنها مخيفة من مضمونها.