تردد اسم محمود حسن تريزيجيه. نجم المنتخب الوطني الأول. وفريق موسكورن البلجيكي كثيرا في بطولة أمم إفريقيا في الجابون. بعدما تألق بشكل لافت للأنظار وأصبح محط اهتمام العديد من وسائل الإعلام في العالم بسبب ما يقدمه من مستوي رائع ونجاحه في إظهار قدرات غير طبيعية دفاعيا وهجوميا مع لاعبي الفراعنة في البطولة القارية. محمود تريزيجيه. أكدت وسائل الإعلام العالمية أنه أحد أبرز المواهب التي ظهرت بشكل رائع في بطولة إفريقيا بالجابون. ورشحته العديد من الصحف والمواقع الرياضية الكبري في العالم للاحتراف في أفضل الأندية والدوريات الأوروبية مؤكدة أنه لاعب يمتلك إمكانيات هائلة دفاعا وهجوما بجانب سرعته الكبيرة ومهاراته الكبيرة وأنه يجب أن يرحل سريعا عن الدوري البلجيكي ويلعب لأفضل أندية العالم. "الكورة والملاعب" نجحت في محاورة تريزيجيه. علي هامش بطولة أمم إفريقيا في الجابون. وطرحت عليه العديد من التساؤلات والتي أجاب عنها في الحوار التالي: ما السر وراء تألقك بهذا الشكل في أمم إفريقيا؟ أعتقد أنني أقدم المطلوب مني مع الفريق. وثقة الأرجنتيني هيكتور كوبر. المدير الفني في قدراتي هي السبب الرئيسي وراء ظهوري بهذا الشكل خلال بطولة الجابون. وبالفعل هو يمنحني ثقة كبيرة ودائما يقف بجانبي. ولا أنسي له عندما كنت في صفوف إندرلخت البلجيكي ولا أشارك في المباريات. كان يصر علي ضمي لصفوف المنتخب رغم الهجوم عليه من بعض وسائل الإعلام لضمه لاعبا لا يشارك مع فريقه. وأنا أرد له الجميل وأسعي لإظهار أحقيتي بالتواجد في صفوف الفراعنة. ولكنك تطورت كثيرا في هذه البطولة؟ هذه حقيقة. مع توالي المباريات والثقة التي أحصل عليها يتطور أدائي كثيرا. وأعتقد أنني ما زلت لاعبا صغير السن ومع البطولات والمشاركات يصبح الأداء أفضل والثقة تزداد بشكل هائل. وبالفعل في بطولة إفريقيا في الجابون. تطور أدائي بشكل واضح في ظل تعليمات كوبر الرائعة خاصة وأنه دائما يعطيني توجيهات أنفذها بالحرف الواحد داخل الملعب. تعرضت لإصابات عديدة وتحاملت علي نفسك في البطولة؟ ليست إصابات بالمعني المفهوم. أرضية إستاد بورت جنتيل والذي خاض عليه المنتخب أول أربع مباريات في بطولة إفريقيا هو واحد من أسوأ الملاعب التي لعبت عليها علي الإطلاق طوال حياتي. الملعب أرضيته سيئة. أي سقوط علي الأرض أو التحام يعني إصابة أو تجلط في الدماء والجلد. وأعتقد أنني تعرضت للعديد من هذه الإصابات بسبب سرعتي والتحام المدافعين معي بقوة بهدف إيقاف خطورتي. وبالفعل عانيت كثيرا وتحاملت علي نفسي بمساعدة الجهاز الطبي حتي أكمل المشوار وأستمر في مكاني بالتشكيل الأساسي للمنتخب. وهدفي كان إسعاد الشعب المصري. أداء المنتخب تباين كثيرا في البطولة. ما السبب؟ يجب ألا ينسي الجميع أن هذا الفريق يخوض أكثر من 80% من عناصره بطولتهم الأولي في أمم إفريقيا. والتشكيل الحالي من اللاعبين لا يضم سوي أربعة عناصر فقط شاركوا من قبل في بطولات إفريقيا. وهم عصام الحضري. وأحمد فتحي ومحمد عبد الشافي وأحمد المحمدي. أما بقية المجموعة فهي المشاركة الأولي بالنسبة لهم. وبالطبع الأمر ليس سهلا. أن تخوض نهائيات أمم إفريقيا وهي بطولة قوية بدون لاعبين أصحاب خبرات وجميعهم عناصر صغيرة السن. في مواجهة أكبر المنتخبات في قارة إفريقيا وجميعهم يلعبون في أهم أندية أوروبا. وأعتقد أن البداية فقط أمام مالي كانت صعبة. ولكن مع دخول اللاعبين الصغار في أجواء البطولة القارية تطور الأداء بشكل رائع وبدأ الفريق في التكيف مع الوضع الصعب وبدأ يسير في طريقه نحو تحقيق لقب البطولة. هل كنت تتوقع وصول الفراعنة لهذا المكان المتقدم؟ بالطبع. فرغم أن كل وسائل الإعلام لم يتوقع أي منهم أن يصل المنتخب لهذا الوضع ويتطور بهذا الشكل. إلا أنني علي ثقة دائما في زملائي. لدينا فريق رائع. جميعهم شباب صغير السن يلعبون في أفضل الأندية حتي منهم من يلعب في الدوري المصري. يقدمون مستويات هائلة. ونحن نثق كثيرا في أنفسنا وفي بعضنا البعض. وأي لاعب يشارك ويؤدي يحصل علي ثقة المجموعة الأخري. الروح بيننا رائعة. وأعتقد أن وجود هيكتور كوبر علي رأس الجهاز الفني للمنتخب شيء رائع للغاية. هو مدرب صاحب شخصية قوية. فرغم صرامته الواضحة في التعامل مع اللاعبين ومختلف المواقف. إلا أنه شخصية مرحة للغاية وقريب من اللاعبين. بجانب أنه مدرب ممتاز وقادر علي قراءة الخصوم في لحظات ولديه صرامة تكتيكية داخل الملعب. ودائما يرسم لكل لاعب الدور المطلوب منه ويرفض أي اجتهاد لذلك يؤدي كل لاعب دوره علي أكمل وجه. بعد أمم إفريقيا. هل سيصل المنتخب إلي المونديال؟ بالفعل لأول مرة أصبحنا علي قرب من الوصول إلي المونديال. المنتخب المصري قريب للغاية من التأهل. نمتلك حاليا ست نقاط من فوزين في أول المباريات أمام الكونغو برازافيل وغانا. ولدينا ثلاث مواجهات أخري أمام أوغندا ذهابا وإيابا ثم الكونغو قبل اللقاء الختامي للمجموعة الخامسة أمام غانا في كوماسي. وأعتقد أن علينا أن نفوز في المباريات الثلاثة المقبلة قبل لقاء غانا حتي نحسم التأهل بشكل رسمي ونصل إلي مونديال روسيا ونحقق حلم الشعب المصري الذي ينتظر هذه اللحظة منذ مونديال إيطاليا عام 1990. وأنا علي ثقة بأن زملائي لن يخذلوا هذا الشعب الذي يعتبر الكرة حاليا هي مصدر السعادة الرئيسي في حياته. البعض يطالب برحيل كوبر بسبب الأداء الدفاعي؟ مجنون من يطالب برحيل مدرب عبقري مثل هيكتور كوبر. هذا الرجل رائع للغاية وأحد أفضل من تدربت تحت قيادتهم ومن حسن حظي أنني ألعب تحت قيادته في المنتخب. مدرب يجيد التعامل مع العناصر المتاحة لديه بأفضل ما يكون. ويساعدهم علي إخراج أفضل ما لديهم من إمكانيات وقدرات ويصل بهم إلي أفضل نقطة رغم أن التوقعات دائما ما تكون دون المستوي. كوبر استمراره ضروري للغاية. هو الوحيد القادر علي إيصال مصر إلي مونديال روسيا ورحيله سيكون بمثابة الكارثة علي الكرة المصرية. ولكن. مصر لا تسجل كثيرا؟ هذه حقيقة. ولكن ما هي المحصلة في النهاية. أنت المنتخب الأقوي دفاعيا حاليا في إفريقيا وبل وعلي مستوي العالم كذلك. شيء رائع ألا تهتز شباكك علي الإطلاق في بطولة قارية عملاقة. وتسجل الهدف المطلوب في المباريات. فهل ستكون الناس سعيدة بأن المنتخب يسجل أهدافا كثيرة وفي المقابل تهتز شباكه أكثر وتكون المحصلة الخروج المبكر من البطولات والابتعاد عن المنافسة. أي منتخب يسعي للبطولة عليه في البداية أن يقوي دفاعه. وطالما حافظت علي شباكك خالية ستفوز دائما وتحقق النجاحات. هذه هي فلسفة المنتخب المصري تحت قيادة كوبر. بالفعل لا تسجل كثيرا ولكنك تحقق نجاحات غير طبيعية. بعيدا عن المنتخب. هل تلقيت عروض احتراف خلال هذه الفترة؟ سعيد للغاية بحديث وسائل الإعلام عن أدائي في البطولة وترشيحي لأفضل أندية العالم. ولكن كل تركيزي حاليا مع المنتخب والبطولة وبعد ذلك أفكر في مستقبلي. ولم أتلق أي عروض احتراف في الفترة الماضية ومستمر مع موسكورن الذي استعارني من إندرلخت. وهدفي حاليا هو تقديم أفضل مستويات لدي حتي أحصل علي الفرصة وأعود لإندرلخت مرة أخري مع نهاية الموسم الجاري. وهل تسعي للرحيل عن الدوري البلجيكي؟ طموحي بلا حدود. لدي رغبة في تكرار تجربة النجمين محمد صلاح ومحمد النني. وهدفي أن أصل إلي أفضل الدوريات. وأنا أجتهد حاليا لإظهار مواهبي وقدراتي وأعتقد أنني سأكون يوما في أفضل الأندية. وإندرلخت وافق علي إعارتي حتي أحصل علي الفرصة وأعود أفضل مما كنت وأعتقد أنه سيكون لي مكانا مع الفريق في الموسم الجديد وبعدها أبدأ في التفكير بخطوة جديدة. وهل بالفعل فكرت في العودة للأهلي؟ النادي الأهلي. بيتي وشرف لأي لاعب أن ينضم لصفوفه. ولكن لدي رغبة في استكمال مشواري في الاحتراف. وبالفعل تلقيت بعض العروض من أجل العودة للأهلي مرة أخري ولكنني اعتذرت لرغبتي في الاستمرار بمشواري وهدفي الوصول لأفضل المستويات.