شهدت الأيام القليلة الماضية جدلا كبيرا حول أزمة حسام غالي كابتن فريق النادي الأهلي مع أسامه نبيه المدرب العام بجهاز المنتخب الوطني الأول والأمر لم يتوقف بالجلسة الودية التي عقدها هاني أبو ريده المشرف علي المنتخب أو المبادرة التي طرحها محمود طاهر رئيس النادي الأهلي كما يظهر للبعض لأن الكواليس التي صاحبت هذه الأزمة تؤكد حقيقة هامة أن غالي لن يكون له وجود مع المنتخب الوطني في وجود هذا الجهاز بقيادة الأرجنتيني هيكتور كوبر مهما كانت المبادرات والأحاديث الطيبة أمام كاميرات التلفزيون وعلي صفحات الجرائد.. الأزمة التي كشف عنها أبوريدة بنفسه في لقاء تلفزيوني في توقيت مهم جدا قبل اعلان قائمة المنتخب الوطني لمعسكر تنزانيا في الجولة الأخيرة من تصفيات كأس الأمم الأفريقية. كان الهدف من كشفها هو الحسم. فأبو ريده نفسه لم يكن قادرا علي اثناء الخواجة الأرجنتيني عن قرار ذبح حسام غالي واستبعاده من المنتخب لأكثر من سبب. أولها طريقة تعامله مع الجهاز الفني وتحديدا أسامه نبيه وكذلك بعض لاعبي المنتخب ودعمه للتفرقه بين اللاعبين علي أساس "أهلي وزمالك " وكذلك ما حدث في مباراة نيجيريا الأولي هناك في كادونا التي انتهت بالتعادل الإيجابي 1-1 وكان لهذه المباراة دورا كبيرا في اقترابنا من التأهل للبطولة. حيث شارك غالي في أخر ربع ساعة من عمر المباراة والمنتخب خاسر بهدف وفور نزوله طلب من زملاءه في الفريق التحرك للهجوم من أجل تعويض الهدف ورغم أن هذا ما حدث إلا أن كوبر كان غاضبا بشدة علي الطائرة في رحلة العودة لبرج العرب بعد أن علم ما حدث وكيف كسّر غالي تعليماته بالتحفظ الدفاعي وعدم التحرك دون وعي للهجوم بهذا الشكل. وقال كوبر بالحرف " لاعبو الوسط أخطأوا بالإندفاع للهجوم وهذا خطأ لأن الفريق كان من الممكن أن يدخل مرماه هدفا ثانيا في الوقت المتبقي وهذا معناه ضياع كل شيئ. حتي لو كان الفريق خاسرا بهدف فالتعليمات كانت الالتزام والاعتماد علي اسلوبنا في الهجمات المرتدة ولولا حمادة طلبة لخسرنا بهدفين وما استطعنا التعويض ". وفي نفس المعسكر شاهد كوبر بنفسه طريقة تعامل غالي مع بعض اللاعبين وتعمده إهانتهم ومن بينهم لاعبين من الأهلي والحديث هنا عن عمرو جمال ففي التدريب الوحيد قبل مواجهة نيجيريا في كادونا تدخل غالي بعنف شديد مع عمرو لدرجة جعلت كل من في الملعب وقتها يتخيل أن عمرو تعرض لإصابة قوية ستبعده عن الملاعب لفترة طويلة وتعرض غالي لجرح في "قصبة " قدمه ظل ينزف حتي نهاية التدريب الغريب أن بعد هذا التدخل العنيف جدا قبل مباراة مهمة كهذه تهجم غالي علي عمرو وهو يطلب منه اللعب برجوله وشاهد الواقعة أسامه نبيه وكوبر نفسه وكان هاني أبو ريده علي تراك الملعب وتأكد الأخير من حقيقة الطريقة التي يتعامل بها كابتن الأهلي مع اللاعبين. فهناك اتفاق من جانب جهاز المنتخب علي أن غالي لن يكون له وجود في معسكر الفراعنة لصعوبة السيطرة عليه كبقية اللاعبين. ولهذا كشف أبو ريده عن الأزمة في هذا التوقيت بذكاء شديد حتي لا يحدث الصدام المنتظر مع اللاعب في أعقاب الإعلان عن قائمة المنتخب. وسعي أبو ريده لأن يظهر الأمر أمام الرأي العام بأنها وجهة نظر فنية لكوبر وأن الأخير سيعيد كابتن الأهلي للمنتخب في الوقت الذي يحتاج لوجوده. لكن حدث ما لم يتوقعه أبوريدة وهو أن غالي لم يلتزم بالتعليمات وخرج للهجوم علي نبيه في الفضائيات وكان هذا الإتجاة من غالي لشعوره بأن أبو ريده لن يقف إلي جواره في هذه المشكلة وفي النهاية سينتصر رأي كوبر ونبيه. لكن ماذا عن المشهد داخل النادي.. الحقيقة أن مسئولي الأهلي وتحديدا سيد عبدالحفيظ كان علي علم بكل ما يحدث مع اللاعبين في معسكر المنتخب وذلك من أحد لاعبي الفريق الدوليين. لكن حديث غالي وتحويل القضية لفتنة وتفرقة في المعاملة بين لاعبي الأهلي والزمالك في المنتخب جعل مدير الكرة في الأهلي يؤكد أنه سيتم اجراء تحقيق مع اللاعبين الدوليين للتأكد مما قاله غالي وحدث هذا علي هامش رحلة الأهلي للإمارات لمواجهة روما وديا. وكانت المفاجأة أن كل اللاعبين الدوليين بالأهلي نفوا تماما ما قاله غالي وأكدوا أنه لا توجد تفرقة بين الاهلي والزمالك في معسكر المنتخب وأنه لا توجد مشكلة مع أسامه نبيه الذي يعاملهم جميعا بشكل جيد فيما عدا لاعب واحد فقط هو جاء في صف غالي وحكي موقفا ظهرت فيه تفرقه من نبيه بين الناديين وكان ذلك في عدم وجود كوبر هذا اللاعب كان مؤمن زكريا. وكان لعمرو جمال دور رئيسي في هذه التحقيقات لأنه حكي العديد من المواقف التي أهانه فيها غالي أمام لاعبي المنتخب أو الجهاز الفني وكذلك بعض المواقف التي حدثت في تدريبات ومباريات الأهلي والتي يعرفها عبدالحفيظ جيدا ولديه خلفية كاملة عن أسلوب غالي. ولهذا صمت مدير الكرة بالأهلي تماما وبدوره خرج زيزو مدير القطاع ليؤكد أنه لا يمكن للأهلي منع لاعبيه عن المنتخب في تصريح صادم لغالي ومؤكد لنتيجة التحقيقات التي أجريت مع زملائه. الموقف الأخير كان لمارتن يول المدير الفني الهولندي للأهلي والذي يحب غالي جدا ويراه اللاعب الأفضل في شمال إفريقيا وليس فقط في مصر فكان رأي الخواجة لغالي أن يكون أول من يسعي لإنهاء الأزمة وألا يضع نفسه في مشكلة مع مدرب في الجهاز الفني لأن المدير الفني المسئول خاصة إن كان اجنبيا لن يقبل بأي حال من الأحوال الإطاحة بمدرب بجهازه بسبب رغبة أو مشكلة مع لاعب.. هذا لن يحدث ونصح يول بعدم تحويل الأمر لأزمة جماهيريه لأن المضار الأول في هذه الحالة سيكون المنتخب نفسه..