وسط زحمة الانفعالات والخلافات التي وصلت إلي حد الاحتقان بين جماهير الكرة المصرية. وفي الوقت الذي يبدأ فيه منتخبنا الوطني رحلة جديدة للبحث عن بطاقتي التأهل لنهائيات كاس الأمم الأفريقية وكأس العالم. ومع تزايد الشعور باليأس والإحباط من كثرة الإخفاقات التي تعيشها الكرة المصرية منذ سنوات. تبدو الساحة خاوية تقريبا من المواهب الكروية التي كانت تضج بها ملاعبنا طوال عقود طويلة من الزمن. لم يعد لدينا "وان مان شو" أو اللاعب المعجزة الذي كان يستطيع ان يصنع الفارق . وهو الدور الذي لعبه باقتدار محمود الخطيب نجم الاهلي ومصر السابق. وكذلك حسن شحاتة نجم الزمالك ومصر السابق. وكذلك فاروق جعفر وعبد العزيز عبد الشافي. وغيرهم من نجوم الكرة السابقين. الذين أمتعوا الجماهير واستحقوا البقاء بأحرف من نور في تاريخ الكرة المصرية. هذا بخلاف الكثيرين غيرهم من أصحاب المقام الرفيع والمخزون المهاري. من أسرار الساحرة المستديرة. ولعل أبرزهم وأخرهم نجم نجوم كرة القدم المصرية. علي مدار السنوات العشر الأخيرة. محمد أبو تريكة معشوق جماهير الأهلي والكرة المصرية وسبقه بسنوات أمير الموهوبين حازم أمام. ملاعبنا باتت فقيرة واختفي من علي ساحتها اللاعبون أصحاب بريق النجومية والقدرات الخاصة. علي الرغم من أنهم كانوا يمثلون في الماضي القوة الناعمة لمصر. جنبا إلي جانب مع أساطير الفن المصري والأدب الذي غزي العالم في فترات سابقة. نعم لم يعد هناك بريق لنجوم كبار وفقط كانت هناك مشروعات للنجومية ولكن أصحابها ضلوا الطريق بفعل تصرفاتهم وسلوكياتهم. ولعل ابرزهم محمود عبد الرازق شيكابالا العائد إلي سجلات الزمالك والمعار إلي الاسماعيلي بعد رحلة احتراف فاشلة كالعادة كانت هذه المرة في صفوف سبورتنج لشبونة البرتغالي.پاختفاء النجوم الكبار وندرتهم في ملاعبنا قضية مهمة وخطيرة كانت المدخل لمناقشة أسبابها وتداعياتها مع عدد من خبراء اللعبة وكانت هذه هي المحصلة. الخشاب: "الدليفري" يقتل المواهب! يقول شريف الخشاب نجم ومدرب المحلة السابق. لا يمكن الجزم بان النجوم والمواهب اختفت من ملاعنبا لكن هناك قصور شديد في الكشف عن هذه المواهب. واعتقد ان الحل الوحيد هو عودة دوري الكشاف كما كان يفعل الراحل عبدة البقال في الاهلي وعزت المالكي في المحلة وهو الرجل مكتشف جيل العمالقة في المحلة امثال عماشة وعمر عبدالله الزفتاوي وشوقي غريب غيرهم. وقال اعتقد اننا تكاسلنا والسبب ان المدربين يفضلون الاعتماد علي اللاعب الجاهز علي طريقة "الدليفري" بدلا من البحث والتنقيب عن المواهب ومساعدتها. وانا شخصيا عندما كننت مدربا للمحلة بحثت عن المواهب الصغير غير المكلفة لمساعدة النادي وقدمت اكثر من لاعب امثال محسن هنداوي ومحمود فتح الله. وتعاقدنا معهما بملاليم وقتها. واعتقد ان تطبيق نظام الاحتراف أثر بالسلب علي نجومبة لاعبي الكرة. حيث اصبح الانتماء للمادة اولا. وهي القضية الوحيدة التي يهتم بها أي لاعب. وبالتالي لم تعد الأرض ممهدة أمام التألق والاجادة وتقديم كل ما لديهم داحل المستطيل الاخضر. في الوقت نفسه اؤكد علي ان ملاعبنا لن تنضب وسوف يظهر العديد من النجوم بشرط أن يتوافر المناخ المناسب. ويعود الاهتمام باللعب الجميل. كما كان في السابق. وإذا كانت الفرق الكبيرة مثل الأهلي والزمالك لها بعض العذر في السعي دائما نحو المنافسة. حتي لو كان ذلك علي حساب النواحي الفنية. فان لدينا فرق كبيرة يمكنها أن تقدم لنا المستويات الفنية العالية. وتغذية ملاعبنا بنجوم محترمين. وقال ايضا اعود واكرر ان ملاعب مصر لم ولن تنضب ابدا وفقط نحتاج الي المزيد من العمل وبذل الجهد. للعثور علي اللاعبين المتميزن وثقل موهبتهم ليكونوا نجوما. أمثال أبو تريكة الذي التقطه الأهلي من الترسانه فاصبح نجم النجوم. واعتقد ان مصر بها مئات أمثال أبو تريكة وربما افضل منه. ولكننا لا نريد الكشف عنهم او مساعدتهم لأن المدربين يلعبون باللاعب الجاهز القادم من الخارج علي حساب الموهوبين. طارق السيد: حازم آخرهم.. و"التسنين" كارثة! طارق السيد نجم الزمالك ومنتخب مصر السابق كان له رأي صريح في هذه القضية حيث يري السيد ان حازم امام الكبير هو اخر الموهوبين في كرة القدم المصرية. وقال لاشك أن حازم امام هو اهم لاعب كرة قدم في العقود الاخيرة لانه يملك موهبة فذة قلما تتواجد او تتكرر مرة اخري في ملاعبنا. وقال طارق السيد أيضا: من وجهة نظري امام كان يملك كل مقومات النجومية ولا يضاهية في ذلك اي لاعب آخر بالاضافة الي انه لاعب محترم ومهذب لم يدخل في خصومة واحدة مع اي عنصر من عناصر اللعبة. وهو يواصل نجاحه الان في عمله الاعلامي كرجل محايد. واتصور والكلام لطارق السيد ان حازم امام هو اللاعب الوحيد الذي لم يختلف علي موهبته واخلاقياته كل محبي وعشاق كرة القدم علي اختلاف ميولهم وانتماءاتهم وهذه هي صفات النجومية الحقيقية. وحول اسرار اختفاء المواهب الان قال السيد: اعتقد ان ملاعبنا بها لاعبون يمكن ان يصبحوا نجوما ولكن للاسف الشديد فان الظروف الصعبة التي مرت مصر اعاقت حركة كرة القدم وساهمت في اختفاء مواهب كبيرة لم يتم الكشف عنها. وختم طارق السيد مؤكدا ان الكرة المصرية تمر الان بمحنة حقيقة سببها لجوء الكثير من الاندية للتسنين. بالتلاعب في اعمار اللاعبين الناشئين والشباب. وبكل اسف بعض الاندية الكبيرة تلعب في هذا الاتجاه وهو تصرف خاطئ يهدد مستقبل اللاعبين. واعتقد انه من العيب ان يلجأ اي ناد للتزوير او التسنين لتحقيق بطولة زائفة علي حساب مستقبل اللاعبين الموهوبين. جمال عبدالحميد:پالنجومية اختلفت! يؤكد جمال عبدالحميد نجم مصر والاهلي والزمالك السابق. ان ملاعبنا تعاني بالفعل من غياب اللاعب النجم الذي يستطيع ان يصنع الفارق سواء مع الاندية أو المنتخب. لان كرة القدم اصبح لها موازين مختلفة بجانب الموهبة مثل الاعتماد علي اللاعب السريع المقاتل الذي يستطيع القيام باكثر من مهمة داخل الملعب. ومثل هؤلاء هم السلعة الرائجة الان. وشدد علي ان مصر بلد غني باللاعبين المتميزين الذين يمكنهم فعل المستحيل. خصوصا لو أخذنا علي عاتقنا تحسين احوالنا الكروية. والتركيز علي مساندة ودعم هؤلاء اللاعبين. من خلال اسس تربوية تساعدهم علي الاجادة والتألق بالفعل. وأشار جمال عبد الحميد الي اختلاف المعايير الكروية بجانب الحالة الثورية التي كانت تمر بها مصر اثرت علي اللعبه بكل عناصرها. واوضح انه من الظلم ان نعترف باختفاء اللاعبين النجوم. ولكنهم بالفعل موجودون وبكثرة ولكن اختلاف الفكر. واعتماد المدربين علي عناصر جديدة بجانب الموهبة أدي الي غياب اللاعبين النجوم في السنوات الأخيرة. وقال: ملاعبنا ليست فقيرة ولكن اختلاف الادوار هو الذي ادي بنا الي الشعور باختفاء النجوم. فالمكسب هو الهدف الوحيد لاي مدرب الان. ولذلك تجد ان معظمهم وخاصة المدربين الاجانب دائما ما يلجأن إلي التعاقد مع اللاعبين الجاهزين. لانهم يصارعون الوقت وليست لديهم المساحة للكشف عن اللاعب الموهوب واو مشروع النجم والزج به في المباريات. پ وشدد جمال عبدالحميد ان الموهبه لا تكفي لكي تصنع نجما. بدليل ان لاعباً بحجم وموهبة محمود عبدالرازق شيكابالا العائد للزمالك مؤخرا والمعار للنادي الاسماعيلي يعتبر واحداً من ابرز المواهب التي انجبتها الملاعب المصرية. ولكنه لم يقدم لناديه والمنتخب ما يتناسب مع قدراته لانه انشغل بأمور اخر حدت من هويته وعطلت مسيرته الكروية. من هنا اؤكد أن رعاية الموهوب اهم بكثير من الاكفتاء بوجوده في الفريق. الطوخي:پقطاعات الناشئين متهمة! ويري طه الطوخي المدرب المخضرم أن ملاعبنا بالفعل تعاني من غياب اللاعبين النجوم. وهناك أسباب كثيرة وراء تلك الظاهرة منها العمل التكتيكي والخططي. لان كرة القدم باتت لعبة جماعية أكثر من ذي قبل والمدربين شاغلهم الاول هي النتائج بغض النظر عن المستوي. ولذلك يكون اهتمام المدربين بإشراك اللاعب القادر علي تنفيذ المهام المكلف بها بغض النظر عن موهبته ونجوميته.پاضاف: السبب الثاني هو القصور في عمل قطاعات الناشئين بالأندية. حيث ضلت طريقها في الكشف عن المواهب وتقديمها للفريق الاول. وربما كان الاحتراف يلعب دورا لأن الأندية باتت تهتم بشراء اللاعب الجاهز علي حساب الناشئين من ابناء النادي. اي ان اللاعب الجاهز اصبح هو السلعة الرائجة. وتابع الطوخي اناشد الاندية التركيز اكثر علي اللاعبين الصغار لان مصر مليئة بالمواهب التي يمكن ان تغير موقع بلدنا علي الخريطة الدولية. ولدينا لاعبون يحتاجون للمساعده في اكتشافهم وتقديمهم. وهو الدور الذي كان يقوم به الكشاف قديما في ملاعبنا. والموهبة تحتاج الي من يقدمها ويثقلها. وقال من السهل ان تجد لاعب موهوب او لاعب نجم ولكن من الصعب جدا في ظل متغيرات كرة القدم ان تجد النجم الأوحد. بسبب اختلاف طرق اللعب والاعتماد علي عناصر أخري مثل السرعة والقوة البدنية في الأداء داخل المسطيل الاخضر. وأعتقد ان ابو تريكة كان الموهبة الأبرز في السنوات الاخيرة. لكن ليس من الصعب ان نجد اكثر من لاعب مميز بشرط الاهتمام بالشباب ورعايتهم جيدا. أحمد ناجي : الموهبة وحدها لا تكفيپ يري احمد ناجي مدرب حراس مرمي منتخبنا الوطني أن الفترة الحالية. تشهد منافسات قوية علي مستوي البطولات المحلية. وهذا بالتأكيد في صالح المنتخب الوطني. الذي يبحث عن تحقيق امال وطموحات المصريين. واحتدام هذه المنافسة بين جميع الاندية من شأنه ان يكشف لنا عن مواهب جديدة. وبالفعل المنتخب الوطني يضم الان لاعبين شباب علي اعلي مستوي سيكون لهم شأن كبير في المستقبل القريب. وقال لاشك ان المواهب ليست الشرط الوحيد للنجومية فهناك عوامل كثيرة تلقت الانتباه للنجم منها الانضباط داخل وخارج الملعب. وتنفيذ الواجبات والقدرة علي التعامل مع الظروف والاجواء المحيطة. واضاف ناجي: لست متشائما واري ان الكرة المصرية الان تضم مجموهة من النجوم القادرين علي تحقيق الامال والطموحات. لكنهم فقط في حاجة الي الدعم والمساندة. وايضا بعض الصبرپ بجانب اللاعبين الكبار.