قبل أيام من لقاء القمة بين الأهلي والزمالك زادت وتيرة التصريحات داخل المعسكرين الأحمر والأبيض. وباتت المباراة التي يترقبها عشاق الساحرة المستديرة في الوطن العربي. أشبه بالمعارك الحربية. لم لا وهي مباراة تكاد تكون مصيرية بين فريقين مرشحين للفوز بلقب البطولة. ولكن الأمور زادت تعقيدا بالنسبة للأهلي الذي يواصل نزيف النقاط بالتعادل في مباراتين علي التوالي أمام الجونه بتروجيت علي التوالي. المباراة لم تعد نزهة لأبناء قلعة الشياطين الحمر. ولكنها مواجهة لا تقبل القسمة علي اثنين. لأن أي نتيجة غير الفوز علي الزمالك معناها اتساع الفارق والاستسلام تماما وترك الساحة خاوية تماماً أمام المارد الأبيض. نفس الضغوط العصبية والنفسية ستكون بانتظار لاعبي الزمالك. لان الفوز هو المطلب الوحيد لهم. لاسيما ان تراجع مستوي المنافس يعتبر فرصة ذهبية للانقضاض عليه. وهو ما يعد حملا علي اللاعبين وجهازهم الفني. من هنا تبدو المواجهة اكثر صعوبة علي الفريقين. لان أسلحتها ليست قاصرة علي النواحي الفنية والبدنية. ولكن هناك أسلحة أخري لا تقل أهمية. أخطرها الإعداد الذهني. وهو مسؤولية الجهاز الفني والإدراي لكل من الفريقين. قد يري البعض ان القمة هذه المرة مختلفة تماما عن الفترات السابقة. بسبب الطفرة الكبيرة والتفوق الفني والمعنوي الملحوظ لدي لاعبو الزمالك. ولكن عودتنا القمة انها لا تعترف بالمستويات الفنية ونتائج الفريقين. وترتيبهما في جدول الدوري. إذن النتيجة تتوقف علي حالة اللاعبين ومدي تركيزهم يوم المباراة. وقدرتهم علي الصمود والمحافظة علي ثباتهم الانفعال مع أحداثها. بجانب تنفيذهم الحرفي لتعليمات الجهاز الفني. تلك هي مقومات الفوز في مثل هذه المباريات الجماهيرية الحساسة والصعبة. فلو ظهر الزمالك برغبة لاعبيه الكبيرة في الفوز علي الرغم من النقص العددي بغياب مؤمن زكريا المنتقل للأهلي ومعروف يوسف وخالد قمر. ولو تمسكوا بروح الفوز في المباريات الأخيرة. وأجادوا السيطرة علي الوسط واستغلال الجبهة الهجومية اليمني جيدا. لن يجد الأبيض صعوبة في الفوز وإعادة الثقة الغائبة لجماهير في مباريات القمة منذ سنوات. أما لو استمر التوفيق كما عودنا دائما مصاحبا للأحمر فهناك ألف مبرر ومبرر قد يساعد الأهلي علي الفوز وحصد النقاط. وإدخال الزمالك في دوامة جديدة من المشاكل والأزمات التي قد تكون بداية لضياع القمة. إنها قمة لا تعرف الرحمة من يسقط تحت أقدامها لن ترحمه وسيكون فريسة لمنافسة. فهل يكسب الزمالك لأنه الأفضل والأجهزة والأكثر واقعية علي الأرض. أم يستمر الأهلي علي عنفوانه وتفوقه أمام الأبيض ويسقطه أرضا في مشهد سيكون قديم ومتجدد. أنا شخصيا أري أن المنطق يرجح كفة الزمالك ولكن موقعة الخميس لا تعرف الرحمة