مباراة الاهلي والزمالك يوم الخميس المقبل ستكون قمة غير تقليدية. وينتظر لها ان تكون ساخنة. التقي الفريقان في أكثر من مباراة وكلاهما متقدم أو متأخر عن الاخر في النقاط. ومع ذلك لايستطيع احد توقع النتيجة او التكهن بها. هذه المرة .. الاهلي يمر بمرحلة حرجة جدا في الدوري لهذا الموسم حيث اجبر الجمهور ادارة النادي علي قبول استقالة حسام البدري التي تمت في شكل استبعاد برغم انها المرة الاولي التي يتم فيها تغييرمدرب في الاهلي وهو في مركز متقدم حيث كان للاهلي مباريات مؤجلة لو فاز بها كان سيتصدر الدوري. هذا الجمهور معظمه من الشباب وقد اعتاد علي فوز فريقه دائما . وفي ظل ثورة الاتصالات. اصبحت الجماهير تتواصل مع بعضهم البعض عبر الفيس بوك والانترنت حتي تحولوا الي ¢لوبي¢ قوي انتهج اسلوبا جديداً في فرض رأيه باخلاصه في التشجيع والسفر خلف الفريق في كل مكان معطيا نفسه الحق في تقييم أو تغيير المدرب بالتشجيع المستمر والوقوف خلف فريقه. لذا سوف يكون من الصعب علي أي مدرب للأهلي أن يعمل في أجواء مريحة لانه سيعمل غالبا تحت ضغط عصبي علي اللاعبين والاجهزة الفنية في الفترة المقبلة. لاسيما في لقاء الخميس المقبل. الزمالك يدخل هذه المباراة وهو متصدر جدول الدوري لأول مرة منذ أكثر من سبع سنوات. ويسعي من خلال الثقة التي يمتلكها اللاعبون حاليا والحماس الذي يثريه الجهاز الفني فيهم الي الفوز لان ذلك سيجعل فارق النقاط يتسع لصالح الابيض. اما الاهلي فتعد نقاط المباراة الثلاث مفتاحا لعودته الي المنافسة لانها سترفع من معنويات لاعبيه ومدربيه وتكمل انطلاقة الانتصارات التي غابت حوالي 47 يوما قبل ان يفوز علي حرس الحدود. الاتزان النفسي وتواجد الخبرات في الفريقين بجانب قيادة الجهازين الفنيين لهذه المباراة لها عامل كبير في نتيجتها. ولعل مدرب الاهلي الكابتن عبد العزيز عبد الشافي ¢زيزو¢ يدرك بحكم طبيعته صعوبة المباراة وسوف يطلب من لاعبيه الهدوء وعدم الانفعال وحتما سيلجأ في التدريبات المتبقية قبل المباراة الي عملية الابعاد النفسي من خلال اضفاء جو المرح في التمرينات لتخفيف اي ضغوط علي اللاعبين. فيما يتوقع لحسام حسن الاستمرار علي نهجه في الشحن النفسي واضفاء الحماس علي لاعبيه وأيضا بحكم طبيعته الانفعالية سوف يركز علي فرصة هؤلاء اللاعبين وكذلك فرصة الجهاز الفني في اعادة ذاكرة الانتصارات لنادي الزمالك بعد غياب طويل. اذن .. نحن امام اسلوبين مختلفين ننتظر فوز أحدهما علي الآخر.. حماس حسام وهدوء زيزو.. وقد لاتعرف بعض الجماهير من الجيل الحالي من هو زيزو لانهم يعتقدون انه مدرب ناشئين.. ولمن لايعرف. فان الكابتن زيزو احد المواهب الفذة والفريدة في كرة القدم المصرية لكنه اعتزل مبكرا بسبب الاصابة وان كانت هذه هي أول مرة يعمل فيها مديرا فنيا للفريق الاول في الاهلي الا انه كان مديرا للكرة عام 1982 مع كابتن محمود الجوهري وعمل في العديد من الاندية العربية والمصرية ايضا كمدير فني. لذلك.. لو فاز الأهلي في هذه المباراة يجب أن يستمر زيزو في منصبه وتعطي له الفرصة كاملة كما اعطيت لحسام البدري لأنني قلت انه من الظلم تحديد فترة تدريب زيزو للفريق بفترة محدودة في ظل الاعلان عن تعيين مدرب آخر قبل نهاية السنة. ولاشك ان أداء الاهلي تحسن بتحسن حالة أبو تريكة وحسام غالي الذي شغل مركز الليبرو بكفاءة. لذا فان حالة النجوم هي التي سوف تحدد نتيجة مباراة القمة. الاعصاب متوترة علي المستوي الجماهيري وكل الوسط الرياضي ينتظر هذه المباراة بفارغ الصبر. واتمني ان تخرج بما يليق باكبر ناديين في القارة الافريقية والوطن العربي خاصة انها ستشاهد من جمهور كبير يملا استاد القاهرة وملايين المشاهدين من خلال الاقمار الصناعية. كما اتمني أن يسود ال¢فير بلاي¢ اللعب النظيف وان ترتقي المباراة الي مباريات الكبار.. والكبير كبير. ** في احدي المداخلات التليفزيونية لي رددت علي سؤال حول احتفالات جماهير نادي المريخ السوداني بانتقال عصام الحضري بكل صراحة وقلت ان حسام البدري أخطأ بقبول انتقال عصام الحضري معه. واعتمدت في هذا الرد علي منطق أنني من ابناء النادي الاهلي وأعمل بالمبادئ التي نشأنا عليها من خلال تواجدنا في هذه المدرسة الفريدة.. اذ كيف ينتقل الحضري لنادي سيون السويسري ويترك الاهلي وسط الموسم؟.. وهي قضية يعلم حقيقتها وخلفيتها كل من حسام البدري واحمد ناجي الذي له اليد العليا في اقناع البدري بالموافقة علي صفقة الحضري للمريخ لانهما كانا في الجهاز الفني مع جوزيه عندما حدثت مشكلة الحضري. وانا شخصيا.. لم أتوقع بحكم زمالتي لحسام البدري في التدريب منذ الثمانينيات في وجود زيزو ومختار مختار ومحمد عامر وصفوت وابراهيم عبد الصمد وماهر همام واحمد ناجي وفتحي مبروك ومصطفي يونس ومصطفي عبده واكرامي واحمد عبد الباقي وغيرهم. ان يكون هذا هو قراره لسابق علمي اننا جميعا نعمل من خلال معايير وضعت قبل أن نولد. ومبادئ وقيم تغلغلت داخلنا جميعا. وكان ردي سريعا وقاطعا وواضحا بان الاحتراف التزام بالمبادئ والاخلاق واحترام التعاقد. وتحدثت بحكم انتمائي للنادي الاهلي والتزامي طوال سنوات طويلة في العمل داخل جدرانه. ولم اتحدث بصفتي مديرا فنيا للاتحاد الافريقي كما حاول احد مقدمي البرامج اقحام هذا في ذاك عندما قال في برنامجه ان شطة ليس له الحق في التدخل في مثل هذه الامور. أنا اتحدث معكم من خلال هذا المقال بصفتي شطة لاعب الاهلي الذي انتمي اليه من خلال سنوات طويلة قضيتها في هذا البلد الذي تربيت ونشأت بين ابنائه وأفخر انني أقيم فيه وابدا لن ينال مني هواة الصيد في الماء العكر.