1997... كان عندي 9 سنين و اكتشفت في نفسي ميزة جامدة جداً وعرفت إني الطفلة المعجزة اللي ملهاش حل، يعنى من الآخر بت مخلصة. بابا وماما اتفقوا – ودي تقريبًا أول مرة تحصل! – يعاقبوني و يحرموني من المصروف!.. قال إيه.. عشان رسمت على الحيطة اللي لسه متبيضة! لقيت واحدة عنيها حمرة و ماسكة عصاية..ما تخافوش مش الساحرة الشريرة..دي ماما لما بتزعل!.. حجج فارغة طبعًا بدل ما يشوفوا الإبداع ويقدروا الموهبة الجبارة و يطلعوني في برنامج "ماما نجوى".. بيحرموني من المصروف.. و طبعًا كده مش هعرف أقابل صاحبي الأنتيم "كانتين المدرسة" لمدة أسبوع!. المهم و أنا في الفسحة و ماشية بتأمل في "الكانتين" من بعيد و معايا سندوتشات الحلاوة و الزمزمية و بقنع نفسي إن كل حاجة تمام.. كانت نفسي بتكدبني ومش عايزة تقتنع..جت واحدة صاحبتي قالت لي :" ممكن أشرب؟".. كنت لسه هدّيها الزمزمية.. لكن نفسي قالت لي :"ما تديهاش غير لما تاخدي منها حاجة قصاد الميه"!..و على طول قلت لها : " هاتي ربع جنيه و أنا أديكي ميه" و- للي ما يعرفش الربع جنيه كانت عملة مستخدمة في الوقت ده! – البنت اتصدمت و بعد كده قالت : " طب هاتي سندوتش و ميه و أديكي الربع جنيه".. و بعد عملية فصال طويلة.. إديتها حتة ساندويتش و بقين اتنين ميه و أخدت الربع جنيه!. وبقيت مشهورة في المدرسة و مش ملاحقة على الطلبات.. والفسحة بقت المكان اللي بستثمر فيه أموالي.. وشعاري هو " بق الميه بربع جنيه.. قرب يلا و خد بجنيه"..والحياة بقت حلوة و رجعت علاقتي ب "الكانتين" أقوى من قبل كده.. لكن المشكلة إن كل واحد ناجح زيي لازم يكون ليه أعداء!! راحت واحدة من العيال المتدلعين حكت لمامتها.. وطبعًا مامتها ماصدقت و حصل اللي مكنتش عاملة حسابه.. أو عاملة بس مستهبلة!.. رحت البيت وفتحت الباب.. لقيت واحدة عنيها حمرة و ماسكة عصاية..ما تخافوش مش الساحرة الشريرة..دي ماما لما بتزعل!.. بصت لي و قالت لي : "عاملة لي فيها بياعة يا... " كل واحد يتخيل الشتايم اللي هو عايزها لأن ماما تقريبًا خلصت القاموس بتاع الشتايم كله والحقيقة إنها طلعت مثقفة جدًا.. بس مش أكتر من بابا!! وأكيد مش محتاجة أقول إني اتحرمت من المصروف أسبوعين تانيين..لكن كل ده ماهزنيش..و قررت أفكر في مشروعات أكبر.. بس الأول ..لازم أنتقم من البنت اللي فتنت عليا..و بعد كده ..أبني مستقبلي في عالم الأعمال.. و بكره هتشوفوا. كلمتنا – نوفمبر 2008