حدثتني احدى صديقاتى عن الدهشة التي أصابتها عند عزمها على البحث عن أشخاص يعملون معها فى شركتها الصغيرة التى تعمل ليلاً نهارا لتأسيسها، حيث قامت بالأعلان عن الوظائف الشاغرة فى الجروب الخاص بالشركة على الفيس بوك لينهال عليها عدد لا بأس به من الأيميلات والرسائل، والغريب أن معظمها ان لم يكن جميعها لبنات، وذلك على الرغم من أن هذة الوظائف كان المطلوب لها رجال وليس بنات، وتؤكد لي صديقتي وهي فى غاية الغيظ والانفعال انها أكدت فى اعلانها عن أن هذة الوظائف المتاحة للرجال فقط، وتتسأل "هما البنات مبقوش يعرفوا يقروا ولا ايه؟؟"، وتضيف قائلة : "تصورى لما فتحت السير الذاتية لقيتها لرجال مش بنات ،بس اللى بعتوها بنات من أيميلاتهم الخاصة، هما الولاد جرالهم ايه؟؟؟" لأجد الجملة تترد بداخلى أكثر من مرة بعد أن أُغلق سماعة التليفون معها " صحيح هما الولاد جرالهم ايه؟؟؟؟ الولاد مش هاين عليهم يبعتوا حتة ايميل مش هياخد من وقتهم 5 دقايق، وده يتسمى إيه ده؟؟؟ كسل ولا يأس ولا احباط ولا لامبالاة ولا يبقى تحت بند إيه ده؟؟ ما هو لو كسل أو لامبالاة يبقى ميستاهلش الوظيفة أصلاً خليه بقى قاعد فى بيتهم احسن له واحسن لنا، ولو أحباط ويأس طيب يعنى هو جرب وقدم فى كام مكان اصلا عشان فى النهاية يصيبوا الأحباط واليأس ده كله، وبعدين يا ترى لما قدم على وظايف قبل كده كان مقدم على رئيس مجلس ادارة ولا كان واخد السلم من أوله؟؟؟ وهنا دعوني أوضح شيئاً غريباً لاحظته كثيرا، وهو أن أغلب الشباب يتسألون عادة عن برستيج الوظيفة ووضعه الهيكلى داخل المؤسسة قبل أن يُتعب نفسه ويرسل السيرة الذاتية الخاصة به حيث يأمل فى كثير من الأحيان أن يُعين مديرا عاما ولو تم تعيينه رئيس مجلس أدارة فلا مانع لديه. وفى النهاية أحب أن أؤكد من واقع تجربة كثيرين ممن حولى أنه لا توجد بطاله بالحجم الذى نتصوره، فالبطالة فى أحيان كثيرة تكون متمركزه فى عقل شاب أختار أن يمكث فى منزله انتظارا لوظيفه الأحلام "عايز يطلع الدور العاشر من غير ما يعدى على الأول والتانى .... التاسع". يتسأل عن الراتب قبل حتى أن يعرف هل هذة الوظيفة تناسب قدراته أم لا؟؟ يحلم بأن يجلس فى مكتب مكيف أمام شاشة كمبيوتر يستطيع من خلالها ألقاء نظره على الفيس بوك ولا مانع من بعض الدردشة على الشات وبعض الألعاب، وخلال أسبوع أو عشرة أيام تبحث عنه فلا تجده فقد قرر أن يترك العمل دون سابق أنذار والسبب الوظيفة لا تناسب أمكاناته العظيمة والكبيرة ليمكث فى بيته مرة أخرى يندب حظه العاثر ليس فقط فى عدم ايجاد الوظيفة المناسبة ولكن أيضا فى فشله فى وظيفته الأولى ... تصدقوا السؤال لسه فى دماغى بيزن "هما الولاد جرالهم ايه؟؟؟؟