في قطار الحياة الطويلة.. جلسنا أنا وهي بجوار بعضنا البعض.. وأخذنا ننظر في أعيننا طويلا، حتى اقتربت مني وقالت بصوت هامس ومريح: "أحبك".. ومن ثم نامت على كتفي من عناء السفر.. نامت تعبة من طول السفر في طريق الزمن الطويل.. لقد قررنا أنا وهي أن نسافر سوية على متن عربة واحدة، ومقعدين متجاورين أبد الحياة مهما طالت.. ومهما كان العناء.. تواعدنا أن نكون سويا على طريقٍ واحد حتى إن كان هو الطريق الصعب.. تحدت من أجلي كل الظروف.. وتحديت من أجلها كل صعاب الدنيا.. تزوجنا وجاء قدرنا كأي عروسين على كوشة الفرح الجميلة الزاهية.. وأتذكر يومها عندما مِلت على يدها وقبلتها.. ومن ثم صعدت شفتاي تهمس في أذنيها: "بحبك.. اوعديني نكون من النهاردة جنب بعض مهما كانت الظروف".. فردت لي قبلتي على أذني وقالت: "إنها ختم السعادة على سمعك ياحبيبي.. لن أتركك مهما ضاقت بنا الدينا.. فأنت نصفي الآخر وأنا نصفك الذي لايضيع" كانت هذه غفلة عيني أثناء سفرنا على متن القطار.. فتحت عيناي على حرير حجابها الأنيق يداعب وجهي من هواء شباك القطار.. فأغلقته وتمايلت برأسي على رأسها.. قبلتها ورحت أشاركها أحلامها التي لا تخلو أبدا من شخصي المتواضع في حبها. نمت وأنا أشعر بأصابعي تلتف حول أصابعها.. وهي دون أن تستيقظ تشد على يدي.. وتشابك اليدين يزداد بمرور الوقت.. حتى شعرت أننا خلقنا يدا واحدة ... لاتنفصل .. لا موت ولا حياة .. أتراني ماذا أفعل لك.. لِكَي أفوز بكِ في آخر المطاف .. أعشقك.. أحبك.. أنتظر عودتك.. كلمتنا- فبراير 2008