"هل يصل الربيع العربي إلى الصين؟" سؤال أثارته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في مقالتها الافتتاحية اليوم بعد إضرام مواطن صيني النار في نفسه احتجاجا على سياسات الحكومة الصينية، في تكرار لسيناريو "بوعزيزى" ولكن على الطراز الصيني. وتعجبت الصحيفة مما إذا كان الصينيون يحاولون إضرام النار في أنفسهم تشبها بالشاب التونسي محمد بوعزيزي الذي أحرق نفسه وأشعل انتحاره فتيل الانتفاضة التونسية وتبعتها الانتفاضات العربية الأخرى. واوضح التقرير الذي نشرته الصحيفة أن مواطن "تبتي" آخر أضرم النار في نفسه في غرب الصين للاحتجاج على سياسات الحكومة في حين خرج آلاف الصينيين للتظاهر في أجزاء أخرى من الصين لإظهار التأييد للزعيم الروحي المنفي "الدالاي لاما". واضاف التقرير أن الرجل يبدو راهبا وأنه ردد هتافات قبل إضرام النار في نفسه في مقاطعة "سيشوان" جنوب غرب الصين أمس وبعدها أخذته الجنود ورجال الشرطة على الفور، ولم يتم الإعلان عن حالته حتى الآن. وترفع هذه الحادثة عدد الرهبان والراهبات من شعب التبت الصيني الذين أشعلوا النار في أنفسهم على مدار العام الماضي إلى 20 صينى، معظمهم من المناطق التبتية التقليدية من مقاطعة "سيشوان". وردد الكثيرون في الصين هتافات من أجل حرية التبتيين وعودة الدالاي لاما الذي هرب إلى الهند أثناء الانتفاضة الفاشلة ضد الحكم الصيني في عام 1959. وتتهم الصين "الدالاي لاما" وأنصاره بتشجيع البعض على التضحية وحرق أنفسهم وتقول أن التبت كانوا ولا يزالون تحت حكمها منذ قرون، ولكن يصرح معظم التبتيين بأن المنطقة مستقلة وظيفيا في معظم أوقاتها ويدعو "الدالاي لاما" إلى مزيد من حكم التبت الذاتي وينفي مزاعم بكين بأنه انفصالي، حسبما ذكرت الصحيفة. والتبت بلدة وقعت تحت الإحتلال الصيني عام 1949 ، وأجبرت على اتباع النظام الشيوعى وتم إقصاء زعمائها الروحانيين وآخرهم "الدالاي لاما" المنفى إلى الهند حاليا، ودخلت العديد من المعارك التي أفقدتها عددا كبيرا من الأرواح، وديانتهم البوذية، ويحاولون منذ الاستعمار الصيني الحصول على الاستقلال لمواجهة طمس هويتهم وثقافتهم الخاصة، وإجبارهم على الهوية الصينية.