يجري العمل حالياً على الانتهاء من الواجهة الخلفية ل"ساعة مكةالمكرمة" الأكبر في العالم ويمكن رؤيتها من مسافة 30 كلم كما يعلو الساعة من الجهات الأربع لفظ الجلالة، وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، قد أمر بتركيب الساعة في أعلى أبراج البيت (وقف الملك عبد العزيز) المطل مباشرة على ساحات الحرم المكي الشريف، حيث تم افتتاحها تجريبياً من بداية شهر رمضان المبارك. وستصبح ساعة مكةالمكرمة أكبر ساعة في العالم، ويمكن رؤيتها من جميع أحياء مكةالمكرمة، ما سيمكن حجاج بيت الله الحرام من ضبط توقيتهم عليها، وبذلك ستمثل الساعة إضافة جمالية متميزة لمعالم مكةالمكرمة، والساعة الجديدة والفريدة من نوعها رائعة من روائع الهندسة والتصميم المتقن، تم تطويرها من قبل مهندسين رائدين من ألمانيا وسويسرا إلى جانب فريق من المتخصصين من أوروبا ومن جميع أنحاء العالم، ويبلغ الارتفاع الإجمالي لبرج ساعة مكة (601) متر فيما يصل ارتفاع الساعة من قاعدتها إلى أعلى نقطة في قمة الهلال (251) متراً. وتتكون الساعة من أربع واجهات يبلغ حجم الواجهتين الأمامية والخلفية (43x43) متراً، فيما يبلغ حجم الواجهتين الجانبيتين حوالي (34x39) متراً، ويمكن رؤية أكبر عبارة (الله أكبر) فوق الساعة، حيث يصل طول حرف الألف في كلمة لفظ الجلالة (الله) إلى أكثر من 23 متراً، ويبلغ قطر الهلال 23 متراً، وبذلك يكون أكبر هلال تم صنعه حتى الآن، ويمكن رؤية عبارة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) فوق الواجهتين الجانبيتين للساعة. وتتكون الساعة المصممة على الطراز الإسلامي طبقا لأدق معايير السلامة من مستوى قاعدي يحتوي على شرفة للزائرين تقع تحت واجهات الساعة الأربع ويبلغ الوزن الإجمالي لساعة مكة 36 ألف طن، وتم إنشاؤها فوق هيكل حديدي يبلغ وزنه 12ألف طن تقريباً، ويتكون الهيكل الحديدي من حوالي 14 ألف قطعة فريدة تم صنعها بشكل متقن ودقيق، ويصل وزن بعض القطع الأثقل وزناً إلى ما يقارب 16 طناً. ويقوم ما يزيد على 250 عاملا مسلماً ذوي مهارات عالية في أعمال الحديد بلحام أجزاء الهيكل الحديدي على ارتفاع يبلغ حوالي 600 متر، وتم استخدام سبع رافعات في أعلى برج الساعة للقيام بأعمال التركيب والتثبيت، فيما أضيفت أربع رافعات دائمة فوق أعلى الساعات الأربع تبلغ طاقة كل منها ستة أطنان من أجل أعمال الصيانة. وقد صنعت محركات الساعة وطورت من قبل صانع رائد في مجال صناعة ساعات الأبراج، حيث يبلغ وزن كل محرك، ما يزيد على 21 طناً، وعلى هذا النحو فإن محركات ساعة مكة هي أكبر وأثقل المحركات التي تم صنعها حتى الآن، وتقوم الألواح الشمسية بتوليد الطاقة الكهربائية لتشغيل محركات الساعة. وترتبط الساعة بالشبكة الكهربائية العامة لمكةالمكرمة لتزويدها بطاقة كهربائية إضافية، ولكل واجهة من واجهات الساعة الأربع محرك خاص بها تتناسق مع بعضها عبر إشارة وقتية واحدة، وسيتم ضبط الساعة عن طريق توقيت مكةالمكرمة المستقل الذي يأخذ معلوماته من خمس ساعات ذرية عالية الدقة تشكل الجزء الأساسي من مركز توقيت مكةالمكرمة، وبعد الانتهاء من التشغيل التجريبي لساعة مكة الذي سيستمر ثلاثة أشهر، سيتم ربط مركز توقيت مكةالمكرمة بشبكة التوقيت العالمي "يو تي سي" التي يوجد مقرها في باريس، وإضافة إلى ذلك ستبث هذه الإشارة الوقتية عبر قنوات التليفزيون الفضائية المحلية والعالمية وإلى الإذاعات المختلفة، وتتكون واجهة الساعة من أربع حواف مزخرفة ووحدات تحديد الدقائق والساعات ويتوسطها أكبر شعار وطني سعودي تم صنعه حتى الآن. وكُتب على ميناء الساعة عبارة "تم التنفيذ في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود" إضافة إلى سنة تدشين المشروع (1431ه-2010م)، وتتكون كامل واجهات ساعة مكة من 43 ألف متر مربع من مادة "الكاربون فايبر" المتطورة التي تستخدم في صناعة الطائرات الحديثة، وتتميز هذه المادة عالية التقنية بقوتها العالية التي تزيد على ثلاثة أضعاف قوة الحديد بالإضافة إلى قدرتها على مقاومة الظروف الجوية القاسية، وغطيت واجهة الساعة المزخرفة ب98 مليون قطعة فسيفساء زجاجية ملونة، ويبلغ طول عقارب الدقائق 22 متراً وطول عقارب الساعة 17 متراً، ويزن كل عقرب ستة أطنان صنعت من مادة الكاربون فايبر. وفي بعض المناسبات الإسلامية كدخول الأشهر الهجرية والأعياد، سيتم إضاءة (16) حزمة ضوئية عامودية خاصة تصل إلى ما يزيد على (10) كيلومترات نحو السماء وتبلغ قوة كل حزمة ضوئية عشرة كيلووات، وسيبث أذان المسجد الحرام مباشرة من أعلى ساعة مكة عبر مكبرات صوت خاصة بحيث يمكن سماع الأذان في محيط المسجد الحرام، وذلك من مسافة سبعة كيلومترات تقريباً، وأثناء الأذان، تتم إضاءة أعلى قمة ساعة مكة بواسطة (21) ألف مصباح ضوئي يصدر أضواء لامعة باللونين الأبيض والأخضر، يمكن رؤيتها من مسافة تصل إلى (30) كيلو متراً من البرج، وهي تشير بذلك إلى وقت دخول الصلاة، كما تمكِّن هذه الإشارات الضوئية ذوي الحاجات الخاصة كضعيفي السمع مثلاً أو الذين يوجدون على بعد من المسجد الحرام من معرفة وقت دخول الصلاة، وتكون واجهة الساعة باللون الأبيض والمؤشرات باللون الأسود نهاراً، وباللون الأخضر والمؤشرات باللون الأبيض ليلا. وتبلغ تكلفة هذا المشروع ثلاثة مليارات دولار، وفق نائب الرئيس والمدير العام لفندق برج ساعة مكة الملكي "محمد الأركوبي" الذي كشف في وقت سابق أيضاً أن وضع توقيت مكة في مواجهة توقيت غرينيتش هو الهدف، وبحسب التقارير فسيحوي "برج ساعة مكة" متحفاً إسلامياً ومرصداً فلكياً يستخدم لأغراض علمية ودينية، وسيبث فيلماً وثائقياً فور تركيب الساعة الألمانية الصنع على رأس البرج، وتشكل أعمال تركيب الساعة "عملية ضخمة جداً"، ووفقاً للمعلومات المتوافرة سيتم ربط ساعة مكة بأكبر مراكز التوقيت في العالم بما في ذلك لندن وباريس ونيويورك وطوكيو، الجدير بالذكر أن المشروع كان مقرراً تسميته بساعة الملك عبد الله، لكن خادم الحرمين وجّه بأن يكون اسمها ساعة مكةالمكرمة، وستعتمد كتوقيت زمني رسمي ثابت عبر وسائل الإعلام والجهات ذات العلاقة.