لقد وقعنا في الفحت لقد فقعنا في الوخ هكذا تلعثم أحد الممثلين في فيلم شهير لكنه لو حضر معنا إلى تلك الأمسية لقال وبعربية سليمة لقد وقعنا في الجخ وذلك لأن معظم المشاركين في تلك الأمسية كانوا يقلدون الجخ بشكل أو بآخر فمنذ دخولي إلى تلك القاعة الكبيرة فوجئت بكم هائل من الآلات الموسيقية مما دفعني للتساؤل ( هي الرقاصة هتيجي إمتى) حيث اصطحب الكثير من الشعراء أصدقاء لهم ليعزفوا مقطوعات موسيقية من أجل إنعاش المستمعين واقتفاءاً لمنهج الجخ في القاء الشعر وبدأ الحفل وقد أبدى الشعراء الأجخاء انزعاجهم الشديد من استخدام المايكروفون السلكي الذي لا يلائم تحركاتهم أثناء إلقاء الشعر وقد قال أحدهم ( أنا ده ماينفعنيش أنا متعود أبرطع ع المسرح ) برغم أن الجخ استطاع أن يلقي الشعر جالسا واستمر الشعراء الأجخاء في القاء أشعارهم مقنعين كل القناعة بأن الجخ ما وصل الى هذه المنزلة في قلوب الجماهير الا بالمبالغة في الآداء فقرروا المغالاة في المبالغة لكي يصلوا إلى مكانة أكبر مما وصل إليها الجخ فتحولت حركات اليد والرأس إلى تشنجات عصبية تستدعي النقل الفوري إلى المستشفى وتحولت حشرجة الصوت التي يؤثر بها الجخ في مستمعيه في بعض الأبيات إلى بكاء مستمر وكما كان الجخ يفسر أي جناس تام أو ناقص في قصائده شرع بعضهم في تفسير أجزاء كبيرة من القصيدة كنتيجة لاقنتناعه التام بغباء المستمعين وتحولت الجمل الإعتراضية التي يداعب بها الجخ عازفيه إلى أحاديث جانبية طويلة بين الشاعر وصديقه العازف ظننت أنني الوحيد المتضجر مما يرى ويسمع إلى أن سمعت صوتاً عالياً من خلفي يصرخ قائلاً( والله العظيم الشعر مش كده منك لله يا جخ) فشردت بعقلي قليلا متذكراً بداية ظهور الجخ وكيف حاصرته الإتهامات بتقليد الأبنودي في الشعر وتقليد محمد منير في الحركات وكيف أصبح اليوم وله عدد لا بأس به من المقلدين وتذكرت الحكمة العظيمة التي تقول : كن أنت أنت لا أحداً غيرك وكيف حولها هؤلاء الشباب إلى( كن أنت الجخ لا أحداً غيره ) فصاروا يفخرون بتقليدهم له لدرجة أن سمى بعضهم نفسه بجخ المنوفية أو جخ الجيزة أو جخ إلخ إلخ وتذكرت المنصة التقليدية التي كان يقف خلفها الشعراء وقد تلاشت الآن من فوق ذلك المسرح وغيره وتساءلت هل ستتلاشى إلى الأبد ويصبح كل الشعراء من الأجخاء؟؟؟؟