هذا هو شعار غرفتي «ممنوع الاقتراب أو التصوير»، غرفتى تعنى في قاموسى، قمة الخصوصية، لا أحب أحدا أن يدخلها في غيابى....ولكن سأسمح لكم -قراء كلمتنا- بجولة خاصة فاستعدوا. لا ترهق نفسك بالعد، إنهم 23 بوسترا مختلفة الأحجام، ومعظمهم للممثلين الأجانب، أمثال «توم كروز، وبروس ويلز» هذا عن الحوائط، فماذا عن السقف؟! لا تندهش فالسقف ملئ بالنجوم الفسفورية، وهذا ديكور لإعطاء جو شاعرى عند النوم، احترس من ذلك السلك الملقى على الأرض، فهو متصل بالكثير من اللمبات، بكوكتيل من الألوان، ينم عن عشقى للإضاءة المبتكرة، الإهمال يدب في المكان، فلا تتعجب لو لقيت (فوطة) الحمام على السرير، أو الملابس على المكتب. وهناك خزانة سرية أضع فيها كل أسرارى وذكرياتى وأحلامى..أحتفظ بكل ما هو عزيز وغالٍ، لأعلم الآن أنى شغوف بحق بالماضى...كما أضع بها هدايا أعياد الميلاد العزيزة جدا والقريبة إلى قلبى. أما بالنسبة للدولاب، فيحتوى على بعض صور الجميلات لأثبت أنى شاب مهووس بالجنس اللطيف....-اوعى تفهمنى صح!-...قصاصات الورق هنا وهناك قصص أكتبها أو أفكار أود فعلها، سرير إضافي في حالة زيارة الأقارب، لكنى أستعمله كمكتبة وألقى بكتبى عليه، هناك أيضًا كيس لتمرين الملاكمة ويعتبر متنفسا لغضبى. بالنسبة للكمبيوتر الذي أصبح عالمى منذ فترة طويلة، فلن تجد سوى أفلام جيمس بوند أو بعض الموسيقى الهادئة وأغانى الزمن الجميل، بجوار ملفات الوورد التي أكتبها. قد تعجبك الغرفة أو لا....لكن كل زاوية تحمل ذكريات من السعادة والحزن في مزيج فريد، هنا أسفل النافذة بالتحديد كنت أجلس وأنا صغير أستمتع بقراءة روايات رجل المستحيل، وعلى هذا المكتب حاولت أن أكون كاتبا ناجحا ولا أعلم هل فعلت أم لا..؟ على السرير كنت أذاكر قبل الامتحانات وأستمع إلى الراديو، أو ألعب بالبلاى ستيشن إذا كان من بالبيت نيام، فمبدئى: الراحة مهمة كما العمل مهم. كل هذا قد يشبه العديد من غرف الشباب، لكن ما هو آت، سيميز غرفتى بحق، لن تجد مسدس صوت أسفل وسادة شاب عادى سواى، أو عند جيمس بوند؟ إذا دخلت غرفة فوجدت النافذة مغلقة والهواء مليئا بأدخنة البخور، فأظن أنها غرفتى، لو لم تكن جلسة تحضير أرواح بقيادة الشيخ عزوز! أما إذا دخلت ذات الغرفة ووجدت موسيقى بيتهوفن تغمر المكان، وأحدهم يحاول التدرب على الرقص الكلاسيكى، فهنيئا لك، فقد وصلت غرفتى توا؟ أما لو حاولت التسلل دون علمى، فسوف تجد زجاجة مياه تسقط عليك من أعلى -حدثت بالفعل- أو أحد الدبابيس ينغرس في قدمك العارية! والآن هيا....لقد انتهت الجولة، ولقد علمتم أكثر مما ينبغى، فلا تدعونى أراكم مرة أخرى، وألا سأكون آخر من ترونه! نشرت بمجلة كلمتنا شهر 5 / 2010