أنا شاب زي أي شاب، حبيت قبل كده، أكتر من مرة، بس والله كنت حاسس إنى بحبهم وبحترمهم قوي، ونفسي أقضى اللي باقى من عمرى معاهم. الحاجة اللي تخنق، إن البنات اللي عرفتهم، مع إنهم مختلفين في حاجات كتير، إلا إن كلهم كانوا دايما بيسألونى سؤال واحد، وكأنه مقرر في العلاقات بين الولد والبنت، وهو: "إنت ترضى إن أختك ترتبط بحد زي ما إحنا مرتبطين ببعض؟" أنا عايز أعرف إيه فايدة السؤال ده؟ هل هتتوقف عليه العلاقة مثلا؟ طب وإنتى إيه يشغلك أصلا؟ ما تخليكى في اللي إنتى فيه؟ واللي بيخلى السؤال ده يخنقنى، إنه دايما بيضطرنى للكذب، وإني أقول: لا ما أرضاش، عشان مش هثق في أخلاق الحد اللي هيرتبط بأختي، ولا إنه بيحبها قد ما بحبك، وبصراحة أنا كده بكدب، قال مش هثق قال! لا طبعا!! والله لو جابوا لى واحد بثق فيه زي ما بثق في أبويا، عشان يبقى بيحب أختي، برضه مش هوافق، أوافق إزاي.. هو أنا مش راجل؟ الحقيقة إنى بحترم البنت، وبحترم العلاقة طول ما هي بتحبنى أنا، وطول ما العلاقة معايا أنا، إنما لو أختى، أبدًا، لا بحترم العلاقة، ولا هحترم أختى، ولا هحترم الشاب ده! والسؤال المهم: أنا ليه بدّي لنفسى حق، بحرّمه على أختى؟ ليه لما بحب، بحس إنى بني آدم طبيعى؟ ولما حد يفكر يحب أختى، بحس إنه حرامى، ومش محترم، ويجب التخلص منه؟ ليه الحب ده حق لحببتى -إنسانة وليها مشاعر- إنما على أختي، يبقى قلة أدب؟ وعلى فكرة، مش أنا لوحدي اللي كده، لا، الغالبية العظمى زيى، لدرجة إني بقيت أحس إن عندنا ازدواجية في المعايير، ومهما ادّعينا العقلانية والتحضر والرومانسية، بنيجي لحد النقطة دى، وفكرنا مابيتغيرش! أنا عارف إن كده مش صح، وإنى مش عادل، والمفروض اللي ما أقبلوش على نفسي، ما أقبلوش على غيرى، يعنى يا إما ما أحبش وأختى ما تحبش، يا إما يبقى من حقى أحب، وأختى كمان تحب. بس في نفس الوقت، أنا راجل وما ينفعش مثلا أبقى قاعد وعارف إن أختى في أوضتها بتكلم واحد في التليفون، ويا سلام بقى لو بيقول لها ما تتأخريش برّه واعملي إيه وما تعمليش إيه"!! يعنى تخيّل كده إن أختك، بنت أمك وأبوك، اللي قاعدة معاك في نفس البيت، وأبوك هو اللي بيصرف عليها، وإنت أخوها الولد، وواحد تانى بيحكم عليها من برّه!! وبعدين تيجى نتكلم بصراحة أكتر وما حدش يزعل منى؟ الراجل مننا ممكن وهو قاعد مع حبيبته، واللى هتبقى مراته وأم عياله -إن شاء الله يعنى- جايز يبص لها على إنها "الست بتاعته"، أو يمسك إيدها مثلا، وإنتم فاهمين بقى، فتخيل لو إن فيه واحد بيحب أختك، وبيحبها بجد، وبيبص لها البصة الحلوة دي، ولا ماسك إيدها!!! الصح فين بقى؟ ما تحاولوش تسألوا حد، عشان ما حدش هيجاوب؛ لأن ما حدش عايز إجابة، كله عايز يعيش مريّح نفسه وخلاص، حتى لو بكده يبقى أنانى أو كداب أو مش راجل! مع إن الحكاية باينة وواضحة. على فكرة، دي وجهة نظري أنا، شوفوها بقى زي ما إنتم عايزين، وعشان كده بقول لكم ما تسألوش حد، اسألوا نفسكم، واعملوا اللي إنتم مؤمنين بيه، وياريت وانتوا بتفكروا، تراعوا ربنا في قراركم، وانه "كما تدين تدان".