«بالنهار ألتقط الصور للرئيس السابق حسنى مبارك، وفى المساء أسمع أصدقائى يلعنونه»، هكذا وصف المصور الشخصى للرئيس المخلوع أحمد مراد حياته، فى مقابلة مع صحيفة الأوبزرفر البريطانية. وتابع مراد: «كنت أعيش حياة مزدوجة، حتى صرت جاهزا للانفجار»، مضيفا «ما كان يحزننى حقا هو أننى كنت أعرف أن المصريين كانوا ينتظرون حياة أفضل وكان هو سبب منع حلمهم». وقالت الصحيفة «لم يتفوه مراد بكلمة طوال خمس سنوات قضاها بالقرب من حسنى مبارك، خوفا من الاعتقال أو التعذيب، لكنه أفرغ غضبه فى روايات كان يكتبها عندما يخلو لنفسه». النتيجة كانت رواية «فيرتيجو»، التى تحكى عن طمع وفساد رجال الأعمال والسياسيين الذين أثروا باستغلالهم الفقراء. وأشارت الصحيفة نقلا عن مراد إلى أنه لم يكن يبتغى نشرها، لكنها الآن من أكثر الروايات مبيعا بحسب الأوبزرفر، كما ترجمت للإنجليزية. وأضاف مراد «لم أكن لأسامح نفسى لو أنى لم أكتب ما كنت أفكر فيه، إذا لم أشارك فى الثورة، كنت سأندم على صمتى». وبحسب الأوبزرفر يرى مراد فى روايته عملا ثوريا، على الرغم من أنه لم يكن يشعر أنها قوية بما فيه الكفاية، إلى أن شجعته زوجته شيرين على نشرها. ويرجع مراد، (33 عاما) نجاته من أى مضايقات من النظام السابق، إلى أن مبارك ومن حوله لم يكونوا يقرأون. وتضيف الصحيفة: لم يكن رجال الأمن ليبذلوا جهدا كبيرا ليعرفوا أن بطل الرواية هو مراد نفسه، المولود يوم 14 فبراير، ابنا لمصور، ووصل إلى وظيفته عبر أحد أصدقاء والده. ويصف ممارسات التعذيب فى جهاز أمن الدولة السابق فى روايته فيرتيجو بأنهم «لو قبضوا على هتلر نفسه، لأجبروه على الاعتراف بانتمائه لخلية إرهابية فى إمبابة، تهدف لقلب نظام الحكم». وحول سؤاله إن كان يرى أن مبارك شرير؟ قال مراد إنه لا يؤمن بالشر المطلق، مضيفا «أعتقد أن مبارك أراد أن يكون إنسانا جيدا لكنه فشل، فخسر احترام شعبه». واعترف مراد بأن مبارك لم يعامله بقسوة، على الرغم من أنه سمع أن الرئيس السابق كان عدوانيا مع خدمه ومستشاره». ومازال مراد فى القصر الرئاسى فى انتظار الرئيس القادم لتصويره، ويخاف مثل باقى المصريين أن يكون الزعيم التالى للبلاد نسخة من مبارك، بحسب قول الأوبزرفر.