جامعة بني سويف تحقق إنجازا عالميا جديدا    قيادى بالوفد: تنسيقية شباب الأحزاب قدمت نموذج ملهم للحياة السياسية السليمة    طيبة التكنولوجية تُشارك في ورشة عمل لتعزيز قدرات وحدات مناهضة العنف ضد المرأة    أسعار العملات الأجنبية في ختام تعاملات اليوم 14 يونيو    وزارة العمل: تسليم شهادات إتمام التدريب المهني للمتدربين من شباب دمياط على مهن الحاسب الآلي والتفصيل والخياطة    توزيع 3 آلاف قطعة ملابس جديدة بواسطة مبادرة الناس لبعضهم بأسوان    مواعيد صلاة عيد الأضحى 2024 بمدن الوادى الجديد    وزير الدفاع الأمريكي: بوتين لا يمكنه أن يملي شروط السلام على أوكرانيا    المقاومة: جيش الاحتلال قتل اثنين من أسراه لدينا    حزب الله يطلق عشرات الصواريخ على إسرائيل    جيش السودان: مقتل أحد قادة "الدعم السريع" في معركة "الفاشر"    حافلة الزمالك تصل إلى ستاد المقاولون العرب استعداداً لمواجهة سيراميكا    رسميًا.. نجم منتخب المغرب ينتقل إلى الدوري الإنجليزي    ننشر أماكن ساحات صلاة العيد الأضحى 2024 في القليوبية    أول صورة للضحية.. حبس المتهمة بقتل ابن زوجها في القناطر الخيرية    اليوبيل الذهبى ل«نفرتارى النقاد»    أبرزهم السقا.. نجوم ظهروا ضيوف شرف في أفلام عيد الأضحى    برامج وحفلات وأفلام ومسرحيات.. خريطة سهرات عيد الأضحى على «الفضائيات» (تقرير)    الفيلم الوثائقي "أيام الله الحج": بعض الأنبياء حجوا لمكة قبل بناء الكعبة    صيام عرفة سنة مؤكدة ويكفر ذنوب عامين.. المفتي: من لا يملك ثمن الأضحية فلا وزر عليه    صحة مطروح: إحالة عدد من الأطباء والعاملين بوحدة فوكه الصحية للتحقيق بسبب تغيبهم عن العمل    لبنان يدين الاعتداءات الإسرائيلية على جنوب البلاد    السعودية تستقبل ألف حاج من ذوي الجرحى والمصابين في غزة    عالم أزهري يوضح كيفية اغتنام يوم عرفة    علي صبحي يكشف كواليس تحضيره لشخصية الكردي ب«ولاد رزق 3» (فيديو)    تضامن الدقهلية: ندوة تثقيفية ومسرح تفاعلي ضمن فعاليات اليوم الوطني لمناهضة الختان    الأمين العام لحلف الناتو: توصلنا لخطة كاملة لدعم أوكرانيا تمهيدا لقرارات أخرى سيتم اتخاذها في قمة واشنطن    القاهرة الإخبارية: مستشفيات غزة تعانى نقصًا حادًا فى وحدات الدم    طرق مختلفة للاستمتاع بعيد الأضحى.. «أفكار مميزة للاحتفال مع أطفالك»    بجمال وسحر شواطئها.. مطروح تستعد لاستقبال ضيوفها في عيد الأضحى    حج 2024| النقل السعودية تطلق مبادرة «انسياب» لقياس حركة مرور حافلات الحجاج    تردد قناة الحج السعودية 2024.. بث مباشر للمناسك لمعايشة الأجواء    "الأوقاف": إمام مسجد السيدة زينب خطيبا لعيد الأضحى    "ليس الأهلي".. حفيظ دراجي يكشف مفاجأة في مصير زين الدين بلعيد    أكلة العيد.. طريقة تحضير فتة لحمة الموزة بالخل والثوم    «الإسكان»: إجراء التجارب النهائية لتشغيل محطة الرميلة 4 شرق مطروح لتحلية المياه    «التعاون الدولي» تصدر تقريرًا حول استراتيجية دعم التعاون الإنمائي بين بلدان الجنوب    الفرق يتجاوز 30 دقيقة.. تعرف على موعد صلاة عيد الأضحى في محافظات مصر    65% من الشواطئ جاهزة.. الإسكندرية تضع اللمسات النهائية لاستقبال عيد الأضحى المبارك    لجنة الاستثمار بغرفة القاهرة تعقد أولي اجتماعاتها لمناقشة خطة العمل    وزير الري يوجه برفع درجة الاستعداد وتفعيل غرف الطوارئ بالمحافظات خلال العيد    «هيئة الدواء»: 4 خدمات إلكترونية للإبلاغ عن نواقص الأدوية والمخالفات الصيدلية    فحص 694 مواطنا في قافلة متكاملة بجامعة المنوفية    نصائح للحفاظ على وزنك في عيد الأضحى.. احرص عليها    نقل شعائر صلاة الجمعة من مسجد الكبير بالمحلة    القبض على 8 أشخاص فى أمريكا على علاقة بداعش يثير مخاوف تجدد الهجمات الإرهابية    فرج عامر: أوافق على مقترح الدوري البلجيكي.. ولا أستطيع الحديث عن عبد القادر وخالد عبد الفتاح    إصابة شخص صدمته سيارة أثناء عبوره للطريق فى الهرم    ماس كهربائي كلمة السر في اشتعال حريق بغية حمام في أوسيم    مصطفى فتحي يكشف حقيقة بكاءه في مباراة بيراميدز وسموحة    تشكيل الاهلي أمام فاركو في الدوري المصري    أفضل دعاء للميت في يوم التروية.. اللهم اغفر له وارحمه    حاتم صلاح: فكرة عصابة الماكس جذبتني منذ اللحظة الأولى    محافظ شمال سيناء يعتمد درجات تنسيق القبول بالثانوي العام    يورو 2024| عواجيز بطولة الأمم الأوروبية.. «بيبي» 41 عامًا ينفرد بالصدارة    إنبي: العروض الخارجية تحدد موقفنا من انتقال محمد حمدي للأهلي أو الزمالك    حظك اليوم وتوقعات برجك 14 يونيو 2024.. «تحذير للأسد ونصائح مهمّة للحمل»    كتل هوائية ساخنة تضرب البلاد.. بيان مهم من الأرصاد بشأن حالة الطقس اليوم الجمعة (تفاصيل)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حسين فهمي:إحنا بنضيع يا أسيادنا..والثورة أجهضت
نشر في كلمتنا يوم 21 - 10 - 2011

رغم تفاؤله الكبير فهو يرحل كثيراً إلي الماضي.. يقلب في الأوراق والصور ويتذكر لحظات امتزج فيها الدم بالدموع والخوف بالحب.. الفنان المثقف حسين فهمي يمتلك رصيداً عادلاً من التواضع والاحترام بين الناس.. في رأسه أفكار متعددة الأجنحة وتلمس في حديثه انه يشتاق إلي المعرفة.
يؤمن الرجل بأنه قد حانت لحظة التحول والتغيير.. لكن الأمر مرهون بالإنسان الذي يبدأ عنده كل شيء وينتهي بين يديه كل شيء.. يسأل حسين فهمي نفسه كثيراً لماذا العزلة بين الحكام والشعوب في وطننا العربي. وما معني ان يطلب الإنسان الخير من وطنه فلا يجده.. وان يشتهي الأمان ولا يحصل عليه.. أما السؤال الذي يطارده ويلح عليه فهو متي تتحول المشاعر إلي أفعال تنقل الوطن من موسم الجفاف إلي موسم آخر غزير المطر تفيض منه الحرية.
التقيت بالفنان حسين فهمي وفي رأسي حزمة كبيرة من الأسئلة عن المشهد السياسي وحال السينما ورؤيته للخروج من المأزق.. والحقيقة ان إجاباته جاءت منطقية وشافية إلي حد بعيد.. ولا أبالغ إذا قلت ان بكاء الرجل أثناء الحوار ليس إلا دليلاً قوياً علي روعة إحساسه وصدقه في حب هذا الوطن الذي نتمني له جميعاً عبور محنة التغيير.. وإلي نص الحوار:
* كيف يري حسين فهمي مستقبل مصر وهي تبحث عن مصادفة تنقلها إلي بر الأمان؟
- بصراحة شديدة أنا متفائل جداً.. وأثق في ان بكرة أحلي من النهارة.. ولا يجب العجلة في الحكم علي الأشياء، فإن الزعيم الصيني «ماوتسي تونج» قال رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة.. وأتصور ان مصر الآن تتحرك نحو الديمقراطية.. أصبحنا الآن نتكلم عن حرية الرأي والتعبير وتأسيس دولة مدنية ولذا لا أنزعج من الأحداث التي تشهدها مصر وآراها أقل من المتوقع والطبيعي لاننا نمر بظرف استثنائي.
ما الوصف المناسب للأحداث التي تمر بها مصر.. بعيداً عن تعبير ظرف استثنائي؟
- ما حدث ويحدث في مصر أشبه بعملية «خلع ضرس عمره 60 سنة» وليس 30 سنة كما تردد.. طول عمر الشعوب بعيدة عن قرارات الحكام وعندما تحدث الكارثة يحمل الرئيس الشعب المسئولية.. دخلنا حروباً كثيرة ودفعنا ثمناً رهيباً وفي النهاية حملنا الزعماء المسئولية ولا يعرف متي كان الشعب شريكاً فعالاً في اتخاذ القرار.. ان ثورة 25 يناير معجزة بكل المعايير وشعب مصر قادر علي صناعة المعجزات بشرط واحد وهو الإخلاص والعمل.
* أشعر في حديثك بألم كبير.. ما سببه رغم انك ابن أكابر كما يقولون؟
- أنا وأحمد لله كما يقولون «مولود في فمي معلقة ذهب» لكن دائماً أرد ساخراً علي الذين يقولون هذه الجملة أقول «ده صحيح بس هما خدوا مني المعلقة» لا تنسي ان بعد ثورة 1952 تم مصادرة كل أملاك أبي وأمي ووضعت أيضا تحت الحراسة.. وعرفت وأسرتي طعم الفقر وقسوة ومرارة الاحتياج .. لكن والدي كان رجلاً قوياً جداً لم يستسلم ولم ينكسر رغم صعوبة الظروف التي مر بها.
* وهل التحفظ علي ممتلكات الأسرة هو سبب كرهك للرئيس الراحل جمال عبدالناصر؟
- أنا والحمد لله لا أعرف معني الكراهية. وشأني شأن كل مصري رأيت في عبدالناصر الزعيم والقائد لكن ما حدث في حرب 1967 كان مؤلماً وقاسياً.. لم أغضب وأعترض علي عبدالناصر لانه «صادر ممتلكات أهلي» ولكن بسبب «حرب67» كنت في هذا الوقت أدرس في الولايات المتحدة الأمريكية.. وشاهدت المأساة في التليفزيون الأمريكي ورأيت الإهانة التي تعرض لها الجندي المصري في هذه الحرب.. شعور مؤلم وقاس ان تري الجندي المصري يهان.. ويا له من إحساس رهيب كلما تذكرته أحس بالحزن الشديد.
* ولماذا البكاء؟
- أبكي كلما تذكرت نكسة 67.. أبكي لأن جمال عبدالناصر «خلي مصر كلها تلبس أسود» أبكي لانني سافرت كثيراً وشاهدت دولاً عديدة ومؤمن إلي حد اليقين بأن مصر دولة ذات حضارة تستحق الخوف عليها وشعبها عظيم وصانع معجزات لكنه يحتاج الظروف المناسبة والملائمة لذلك.. ويجب ألا تنخدع بمن يقولون ان جمال عبدالناصر هو صاحب حلم وفكرة القومية العربية.. لان هذا الحلم كان موجوداً وملموساً قبل ثورة 23 يوليو 1952 والتي أرفض وصفها بالثورة لانها في الحقيقة انقلاب عسكري صريح.
* بالمناسبة ما هو الفرق من وجهة نظرك بين ثورة 23 يوليو وثورة 25 يناير؟
- الفرق واضح جداً ثورة 23 يوليو كما قلت انقلاب عسكري واضح ولا يحتاج إلي تفسير أو مبرر.. أما ثورة 25 يناير فهي ثورة شعبية حقيقية خرج فيها كل المصريين باختلاف أعمارهم وانتماءاتهم ووقفوا في ميدان التحرير متحدين علي هدف واحد وهو رحيل نظام فاسد خان أحلامهم وأجهض طموحهم.
* كيف تري تجارب الرؤساء الثلاثة جمال عبدالناصر والسادات ومبارك؟
- جمال عبدالناصر جعل مصر كلها ترتدي اللون الأسود.. ويكفي الرئيس السادات فقط تحقيق نصر 1973 ولكني في عصر مبارك كانت هناك فترة جمود وثبات نتج عنها تفشي الفساد والرشوة .. وبالمناسبة كان الكل يعلم ويدرك ان هناك فساداً رهيباً يأكل في كل حوائط وجدران المجتمع.. وبأمانة شديدة أنا فوجئت بفساد ناس كنت أراهم شرفاء وعلي كل حال القضاء العادل سوف ينتقم من كل إنسان أراد تخريب هذا الوطن الكبير.
* في رأيك كيف أثرت سياسة النظام السابق في قتل الإبداع وطرح الموهوبين للخارج؟
- النظام السابق قتل الإبداع.. وجعلنا جميعا نتحرك كالقطيع.. نجح النظام السابق في حرمان الفنانين والمثقفين والأطباء من الإبداع.. وتأمل الصورة وسوف تكتشف ان مصر فيها مبدعون لهم قدر كبير وإن مصر أكثر دولة حصلت علي جائزة نوبل تخيل الدكتور مجدي يعقوب حصل علي لقب «سير» في إنجلترا ولم يحصل في مصر علي لقب أفندي وهذا دليل علي ان النظام السابق تجاهل المبدعين وأهمل العلماء الذين خرجوا إلي دول أخري تستوعب أحلامهم وتقدر مهاراتهم.
* بماذا تفسر تحرك الشعوب العربية في وقت واحد للبحث عن طائر الحرية الذي غاب عن أراضيها سنوات طويلة؟
- أشعر وأفهم من سؤالك أنك تطرح وجود مؤامرة أو كما يقال وجود أجندات خارجية.. احتمال كبير ان تكون هناك مؤامرة لكن لا يجب ان تغفل أو تنسي ان الشعوب العربية أصبحت مهيأة لذلك.. فقد عانت هذه الشعوب من انعزال الحكام عنها وذاقت طعم القهر والظلم.. وآن الأوان للبحث عن طائر الحرية.. بالمناسبة قبل أحداث ثورة 25 يناير لم نشعر ولم نعرف الديمقراطية الحقيقية وتذكر الاستفتاءات الساذجة التي كانت تقام وتأتي نسبتها 99.9٪ ولا أبالغ إذا قلت ان انهيار نظام حكم استمر 30 عاما يعني انهيار وسقوط آخر ديكتاتورية في العالم.
* إذا كنت تؤمن بان ثورة 25 يناير هي ثورة شعبية وحقيقية فلماذا لم تحكم هذه الثورة حتي الآن؟
- هذا السؤال جيد جداً وأتفق معك تماما لأن الثورة عندما تنجح تحكم.. لكن ثورة 25 يناير لم تحكم حتي الآن لانها لم تكتمل وقتلت في مهدها.. أين الشباب الذين خرجوا يوم 25 يناير ولماذا اختفت الوجوه المبشرة وظهرت وجوه طامعة كانت بعيدة عن المشهد السياسي.. هذا بالإضافة إلي ان الحركات الاحتجاجية والاعتصامات والمظاهرات الفئوية أفسدت الحياة وجعلت الثورة تبتعد عن أهدافها التي خرجت من أجلها.. والعلاج الوحيد للخروج من هذا المأزق هو العمل وتفويض مجالس للتفاوض مع الحكومة.. «إحنا بنخسر مش بنكسب» والدليل هروب الاستثمار وتوقف عجلة الإنتاج وتدهور السياحة وأصبحت مصر مقبلة علي كارثة اقتصادية والحل الوحيد كما قلت العمل.. اليابان نجحت في تخطي وعبور أزماتها بالعمل فقط وليس بأي شيء آخر.
* قلت إننا في حاجة لإعادة بناء الإنسان المصري.. ماذا تقصد؟
- كما قلت في موضع سابق ان شعب مصر عظيم وقادر علي تحقيق المعجزات.. لكن نحن نحتاج إلي جيل جديد يستطيع التغلب علي التحديات وتحويل الانكسارات الي انتصارات لها طعم جديد.. أتذكر في مؤتمر دافوس الاقتصادي في شرم الشيخ سألت مهاتير محمد صاحب تجربة ماليزيا عن سر تقدم بلاده في 25 عاماً فأجاب بأنه بدأ بتربية طفل عمره خمس سنوات حي أصبح شاباً قادرا علي بناء وطنه.. وقال بالحرف الواحد ان بطل تجربة ماليزيا شاب عمره 25 عاماً هو عمر التجربة نفسها، لذا أراهن في مصر علي جيل جديد يعرف قيمة الديمقراطية ويدرك قيمة وأصول الاختلاف مع الآخر..
* يقال ان مصر كانت تستحق الكثير وكانت أيضا تستحق التقدم علي دول كثيرة. في رأيك من المسئول عن هذا التخلف الكبير في دول العالم؟
- «علشان تقدر تبني لازم تنتصر من جواك» إزاي تبني وطن وأنت مهزوم، مصر في عهد عبدالناصر دخلت ثلاث حروب مات فيها مائة ألف شهيد ولن أنسي أحداث 67 أنا لا أشعر بالمرارة من هذه المرحلة بسبب مصادرة أملاكنا ولكن أشعر بها لاني مصري من لحم ودم وشاهدت العسكري المصري الذي يمثلني يهان.. وبين الأمس واليوم تشابه كبير فقد خرجت التيارات والأحزاب السياسية وكثرت الادعاءات وهذا أفسد الحياة السياسية وجعل إعادة بناء الوطن وتصحيح المسار مهمة ثقيلة جداً. والحل في ان يتحد الجميع علي صالح ومصلحة هذا الوطن الذي يستحق مكانة أفضل وأعظم بكثير مما هي عليه الآن.
* هل كنت تتوقع حدوث ثورة تطيح بمبارك ورجاله؟
- بكل صدق لم أتوقع ذلك غم ان الفساد كان يملأ الدنيا.. وتركز الحلم في يد مجموعة تمارس السرقة والنهب والتجارة بأحلام الناس.. كنت لا أتوقع ما حدث لدرجة انني قلت بعد عودة البرادعي ودخوله الحياة السياسية ان «البرادعي أشبه بإلقاء حجر في بركة مياه راكدة» ومن المستحيل ان تتغير معالم الحياة السياسية لكن مرت الأيام وخاب ظني وتلك هي معجزة الشعوب التي أقصدها.
* علي ذكر اسم البرادعي.. ما رأيك في أسماء المرشحين للمنافسة في انتخابات رئاسة الجمهورية؟
- كلها أسماء ممتازة جداً عمرو موسي والبرادعي شخصيات لها إنجازات وحضور.. أنا من أسعد الناس بحالة الحراك السياسي التي تملأ المجتمع.. وفخور أيضا بظهور جماعة الإخوان المسلمين والتيار السلفي وتعدد الأحزاب ولكن يجب ان نختلف جميعاً بهدوء ولا نتبادل الاتهامات والتخوين، باختصار يجب ان نعمل جميعاً من أجل مصر الغالية.. وأملي ان نكون مثل تركيا في يوم من الأيام وألا نفرق بين مواطن وآخر علي أساس ديني أو أي أمر آخر.. يارب نكون مثل تركيا.. هناك المسجد مفتوح والأذان يقام وفي الوقت نفسه محل بيع الخمور مفتوح ويمكنك دخوله.
* البعض يري ترتيب الخطوات السياسية الانتخابات ثم تعديل الدستور ثم انتخابات رئاسة الجمهورية غير جيد أو مفيد وكان من الأفضل تعديل الدستور أولاً .. نتفق أم نختلف مع هذا الرأي؟
- اتفق طبعاً مع هذا الترتيب لذلك أقول ان نقطة الانطلاق أو نقطة البداية لتحقيق أهداف ثورة 25 يناير كانت خاطئة وكان من المفروض إجراء تعديل علي الدستور الذي أصبح قديماً جداً ثم إجراء الانتخابات.. وأريد ان أعرف كيف يقسم عضو البرلمان بعد نجاحه في الانتخابات علي احترام الدستور وبعد أيام يتم تعديله.. اختلف بكل تأكيد مع فكرة تقديم الانتخابات علي تعديل الدستور.. و أرفض إقصاء أعضاء الحزب الوطني المنحل من الحياة السياسية. فهذا ظلم كبير.. لذا أرفض قانون العزل السياسي.. علي فكرة أنا قرأت دستور جنوب أفريقيا وهو دستور عظيم جداً يحترم حقوق الإنسان ويقدسها. ولم يقم بالعزل السياسي علي العكس احتوي كل التيارات والاتجاهات وبدأ الجميع يعمل من أجل جنوب أفريقيا ونهضتها..
العزل السياسي أو الاقصاء أمر خطير يهدد بناء الأوطان عندما دخل الأمريكان العراق قرروا حل وفك الجيش بحجة ان أغلبه من حزب البعث ولن يدين بالولاء للعراق الجديد.. فكانت النتيجة تمرد الجيش وحدوث أعمال عنف وقتل وصلت إلي حد أن يقتل الجندي العراقي مواطنا عراقيا مسالما دون ذنب.. احذر من العزل ومن تنفيذ قانون الغدر.. وإذا كانت لجنة السياسات بها فاسدون فقد كانت تضم أيضاً أناسا شريفين.. ويجب ان تدرك ان الحزب الوطني كان مظلة كبيرة يود عدد كبير من المصريين دخوله والاستفادة منه.
* بماذا تفسر استبعاد الفنان في وقت من الأوقات من جلسات الحوار الوطني؟
- دي مصيبة كبيرة.. لان العالم المتقدم يقدر حضارة ورقي البلاد باحترامها للفنون.. الفن يؤثر في الناس ويؤثر في الحياة السياسية.. ولكن تأثير الفنان تراكمي ولقد قدست أعمال رائعة مثل فيلم المذنبون مع سعيد مرزوق وكان له مغزي كبير وهو أنه ربما ننشغل بالبحث عن مرتكب جريمة صغيرة وأثناء البحث عنه نكتشف جرائم مرعبة. وعلي المسرح قدمت «أهلا يا بكوات» و«زكي في الوزارة» وانتقدت في مشهد كامل أداء حكومة أحمد نظيف وفوجئت عند عرض المسرحية في التليفزيون باختفاء هذا المشهد.. ولذا أطالب المسئولين في التليفزيون بإعادة عرض مسرحية «زكي في الوزارة» كاملة ودون حذف لأنها كانت جريئة وتتنبأ بأحداث كبيرة التأثير.
* لديك أمل كبير في أن مصر سوف تشهد تداولا سليما وصحيحا للسلطة أم لا؟
- قبل انهيار النظام كنت كلما أسافر وألتقي برؤساء دول يقولون لي «مصر شاخت وشابت» وكان القصد هو تقدم المسئولين في العمر ولكن الأمل كبير ان يتغير الحال.. علي فكرة عندما توليت منصب رئيس مهرجان القاهرة السينمائي قلت إنني لن استمر أكثر من أربع سنوات والحمد لله انجزت ونقلت المهرجان خطوات كبيرة للأمام.. الجميل في التغيير هو ان تري روحا جديدة وفكرا جديدا.. فمثلاً انا لا أخاف من صعود الإخوان وأريد ان يصعدوا للحكم حتي أري كيف سيتعاملون مع السياحة والفن وكيف سيتغلبون علي مشكلة البطالة وتدني مستوي الأجور.. أريد أن أري شعار «الإسلام هو الحل» يدخل حيز التجربة والتطبيق العملي.
* ما رأيك في حال السينما الآن؟
- السينما بكل تأكيد تمر بأزمة كبيرة.. في وقت من الأوقات كانت مصر تنتج من 60 إلي 90 فيلما في السنة والآن لا يتجاوز معدل الإنتاج ستة أفلام.. لذا أري السينما المصرية في محنة.
* سؤال أخير. ما هي وصية والدك قبل الرحيل؟
- قال لي والدي رحمة الله عليه «مد رجلك علي أد لحافك» وبالمناسبة أنا أطبق هذه الوصية والنصيحة في حياتي ولذا أشعر بارتياح شديد.
* وماذا تقول لكل إنسان مهموم بحال هذا الوطن؟
- احنا بنضيع يا أسيادنا.. والأمل في العمل للعبور من محنة ومأزق التغيير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.