منذ اللحظة الأولى التي عرفت فيها أنها ستقف أمام والدها الفنان نور الشريف في مسلسل «الدالي»، كانت تتوقع اتهامها بأنها دخلت عالم التمثيل بالواسطة، ورغم نجاحها ظل هذا الاتهام يطاردها حتى الجزء الثالث من «الدالي» الذي قدمته هذا العام. الفنانة الشابة مي نور الشريف تتكلم عن حالة الرعب التي انتابتها بسبب والدها، ونصائح والدتها بوسي لها، والمغامرة التي خاضتها في مسلسل «وادي الملوك»، وصحة شقيقتها سارة ورحلة العائلة إلى لندن أخيراً، وتكشف نيتها تقديم برنامج تلفزيوني، وعندما سألناها عن الحب والزواج قالت: لا أحب الكلام عن الخصوصيات. - قيل إنه حدثت خلافات بينك وبين آيتن عامر في المسلسل، فما حقيقة ذلك؟ هذا الكلام ليس صحيحاً لأنه لا يوجد أي نوع من الخلافات بيني وبين أي فنان شاركني المسلسل، وأنا وآيتن صديقتان. - هل تعتبرين مسلسل «الدالي» تميمة الحظ بالنسبة اليك؟ ليس ذلك بالضبط، بل أرى أنه كان خطوة مهمة في مشواري الفني، خاصة أنه فرصتي الأولى في التمثيل، بالإضافة إلى أنه ساعدني في خوض تجربة التمثيل بخطوات محسوبة حتى وصلت إلى درجة من النضج الفني المعقول نوعاً ما الآن، لذلك أصفه بأنه «الطفل الخاص بي وأنا الطفلة الخاصة به». - يوجه دائماً انتقاد للمسلسل بأن تقديم ثلاثة أجزاء منه يعد إثقالاً على الجمهور، وأن العمل لا يحتمل ذلك. فما رأيك؟ أرى أن الجمهور ينقسم في هذا الأمر فريقين، الأول يرى أن المسلسل يحتمل ثلاثة أجزاء، والكثيرون كانوا ينتظرون عرض الجزء الثالث وتضايقوا كثيراً عندما أرجئ العام الماضي، والفريق الآخر يرى أن هذا العمل لا يحتمل سوى جزء واحد، ولكل فريق منهما وجهة نظر مختلفة. ولا يستطيع أحد أن يرضي جميع الأطراف، فهذه في النهاية أذواق خاصة بالجمهور، ومن حق كل شخص أن يعبر عن وجهة نظره كما يريد، حتى أن هناك أشخاصاً حتى الآن يتمنون تقديم جزء ثانٍ من مسلسل «عائلة الحاج متولي». والمهم أن يظهر العمل في النهاية بشكل مميز للجمهور والحكم في النهاية له. - وما الذي جذبك لتقديم شخصية راهبة في مسلسل «وادي الملوك» خاصة أنها تعتبر جرأة ومغامرة فنية منك؟ هي بالفعل كانت مغامرة فنية بالنسبة إلي، لكنني تحمست لشعوري بأني أقدم دوراً جديداً عليَّ تماماً ومهماً في الوقت نفسه، فأنا أقدم دور راهبة وذلك صعب نوعاً ما في التمثيل، بالإضافة إلى أن هذه الأدوار تمثل للفنان فرصة كبيرة ولا تتكرر كثيرا في مشواره الفني، لذلك لا يمكن رفضها أبداً. وكنت أتمنى أن يكون دوري أكبر بكثير مما عرض عليَّ، لكن في النهاية أرى أنه أضاف إلي فنياً. - يتردد أن تعامل المخرج حسني صالح صعب نوعاً ما في مكان التصوير فكيف كان التعامل معه؟ لم أشعر بذلك، على العكس أعجبني جداً التعاون معه، بالإضافة إلى أن جميع الفنانين المشاركين في المسلسل متميزون جداً ومتعاونون إلى أقصى درجة، لذلك كنت سعيدة جداً بمشاركتي في مسلسل بقوة «وادي الملوك»، وأرى أنه حقق نجاحاً جماهيرياً كبيراً في شهر رمضان. - خطواتك الفنية بطيئة نوعاً، ما فما السبب؟ أركز جيداً على الأدوار المعروضة عليَّ ولا أقبل أي دور لمجرد أن أكون موجودة على الشاشة. - ما هي المسلسلات التي تابعتِها هذا العام؟ بصراحة لم أستطع متابعة كل المسلسلات بتركيز، لكن شاهدت بعض الحلقات من مسلسلات «خاتم سليمان» و«الشوارع الخلفية» و«المواطن إكس» وأعجبتني جداً، ولم أشاهد بقية المسلسلات حتى أستطيع الحكم عليها. أنوي تقديم برنامج تلفزيوني - تخرجت في كلية الإعلام فلماذا لم تفكري في العمل بهذه المهنة؟ كنت أفكر في تقديم برنامج معين وبالفعل جلست مع أحد الأشخاص وكتبنا الفكرة الخاصة به، لكن الظروف الموجودة الآن في مصر منعتنا من تقديمه. قد أفكر مرة أخرى في هذا الأمر لأني أحب مهنة الإعلام. - ما هي الأفكار التي تنوين طرحها في البرنامج؟ سأبتعد تماماً عن تقديم أفكار ومواضيع السياسة، لأني أعرف قدر نفسي جيداً، فأنا لست ضليعة في هذا المجال، مع أني أحب كثيراً مشاهدة البرامج السياسية، خاصة إذا كان المذيع قادراً على تقديمه بصورة مميزة. أما أنا فسأقدم أفكاراً خاصة بحياتنا اليومية ومجتمعنا المصري والعربي. - ما سبب غيابك طيلة الفترة الماضية عن الأنظار؟ لم أشأ التعبير عن رأيي في ما مرت به مصر من أحداث، لأنني لم أفهم الصورة المتكاملة لهذه الأحداث حتى الآن، لكن أتمنى أن تكون الفترة المقبلة أكثر إشراقاً وخيراً علينا جميعاً، لأن مصر كانت الأفضل دائماً فنياً وسياسياً وعلمياً، بالإضافة إلى أني أحلم بعودة الشعب المصري كما كان متذوقاً للفن الرفيع. - ترددت في الفترة الماضية أخبار سفرك إلى لندن مع عائلتك بسبب تعرض شقيقتك سارة لمرض خطير، فما صحة ذلك؟ بالفعل سافرنا معاً إلى لندن ولكن ليس لتعرض سارة شقيقتي لمرض معين كما تردد، وإنما لإجراء فحوص دورية نقوم بها دائماً كل عام، بالإضافة إلى أني كنت أتابع دورة تعليمية خاصة بالفوتوغرافيا هناك، لأنها هواية محببة لي أردت تدعيمها بالدراسة. - هل تنوين ممارسة مهنة التصوير الفوتوغرافي؟ لا لأني أحب مهنة التمثيل، وإنما أخذت هذه الدورة التعليمية لأنني أحب التصوير وأريد فقط أن أكون متعمقة فيه، لكني لا أفكر أبداً في مزاولته كاحتراف في يوم من الأيام. - وماذا عن صحة شقيقتك سارة الآن؟ الحمد لله سارة بصحة جيدة، وكل ما كتب عنها في الصحف ووسائل الإعلام غير صحيح. - البعض أكد أن شخصيتك في الجزء الثالث من مسلسل «الدالي» أفضل من الجزءين السابقين. كيف حدث هذا التطور؟ بالفعل أرى أن شخصية نشوى في الجزء الثالث من «الدالي» هذا العام مختلفة في تركيبتها عما ظهرت به في الجزءين السابقين اللذين ظهرت فيهما كفتاة بريئة طيبة تحافظ على عائلتها وتحبها كثيراً، حتى تطورت الأحداث في نهاية الجزء الثاني بوقوع خلاف بينها وبين سعد الدالي، فتقرر بسببه إعلان العداوة بينها وبين هذه العائلة خاصة سعد الدالي، مما يظهر شخصيتها بشكل أقوى وأكثر تأثيراً من الجزءين السابقين. وأنا سعيدة بأن المشاهدين والنقاد لاحظوا هذا التطور في الدور، لأني بذلت جهداً كبيراً في تقديم هذه الشخصية لكونها مختلفة عنى تماماً. - كيف لمست ردود الفعل على شخصيتك في الجزء الثالث؟ الحمد لله جاءتني ردود فعل جيدة من الجمهور، فالجميع أحبوا شخصية نشوى بعدما تخلصت من خجلها الذي كانت تعانيه في الجزءين السابقين نوعاً ما، وبدا ذلك واضحاً للجمهور في بعض المشاهد. أما في الجزء الثالث فالجميع رأوا أني أصبحت ناضجة أكثر ولديَّ الجرأة على تقديم مشاهد صعبة، خاصة أمام فنان كبير بحجم نور الشريف. - هل وقوفك أمام والدك نور الشريف سهَّل مهمتك؟ بالعكس كنت مرعوبة جداً من وقوفي أمام نور الشريف. وقد يرى البعض أنه شيء سهل أن أمثل أمام والدي، ولكن هذا غير صحيح، لأن نور الشريف له تاريخ فني كبير ويحترم مهنته جداً، لذلك كنت مرعوبة من التمثيل أمامه، والحمد لله استطعت تجاوز هذه المخاوف بمرور الوقت، بالإضافة إلى أنه كان يحتوينا فنياً أنا وجميع الشباب المشاركين في المسلسل، أمثال أحمد صفوت ودينا فؤاد وآيتن عامر وحسن الرداد. - لكن هؤلاء الشباب أصبحوا نجوماً بعد الجزء الأول من المسلسل فهل تغير تعاملكم مع بعضكم الآن؟ نحن جميعاً أصدقاء على المستويين الفني والإنساني منذ مشاركتنا في الجزء الأول، ولا نشعر داخل مكان التصوير بأنه مكان عمل فقط، وإنما نمضي أوقاتاً ممتعة معاً في الكواليس. كما أن وجود سوسن بدر بيننا في المسلسل أضاف إلينا الكثير، لأنها فنانة وإنسانة جميلة معاً وأتمنى أن أصل في يوم من الأيام إلى إمكاناتها وخبرتها في التمثيل، لأني أقدرها وأحبها جداً كفنانة وإنسانة. - ما الذي استفدته من وقوفك أمام نور الشريف في ثلاثة أجزاء؟ كان دائما يتقبل أشياء كثيرة من بعض الأشخاص، لكن لا يمكن أن يقبلها مني، مثل عدم الالتزام بالمواعيد الخاصة بالتصوير وأشياء كثيرة غيرها. لكن أعتقد أنه اقتنع الآن بموهبتي وبأني أصبحت أكثر خبرة ونضجاً من الأعوام السابقة. - يقال إنك دخلت التمثيل لكونك ابنة نور الشريف وليس لموهبتك، فما تعليقك؟ بصراحة أنا زهقت من هذا الكلام، لأنني استطعت أن أثبت نفسي وبقوة فنياً للجمهور، سواء في مسلسل «الدالي» أو «ما تخافوش» أو «وادي الملوك»، حتى أن البعض يناديني الآن ب«نشوى»، بسبب تعلقهم بشخصيتها في المسلسل، ويتذكرون الكثير من مشاهدها أمام سعد الدالي. لا يمكن أن أفرض نفسي على الناس لمجرد أنني ابنة نور الشريف، فأنا مثلي مثل أي شخص دخل التمثيل ووالداه فنانان، فنحن كأبناء نجوم لا يمكن أن نستمر إذا لم يكن لدينا موهبة فنية حقيقية وحضور مميز، وأرى أن الجمهور تيقن من أنني أملك الموهبة والحضور. - ألم تشعري بالضيق عند تأجيل عرض الجزء الثالث من «الدالي» في رمضان الماضي؟ لا، لأن الأمر في النهاية قسمة ونصيب، لذلك أرى أن تأجيله العام الماضي كان خيراً، لأنه كانت توجد زحمة كبيرة في الأعمال الدرامية، أما هذه السنة فالأمر أصبح مختلفاً نوعاً ما، لأن عدد المسلسلات أقل بكثير مما زاد نسبة المشاهدة لهذه الأعمال في شهر رمضان بالتحديد. - لوحظ عليك أنك أنقصت وزنك بدرجة كبيرة في الجزء الثالث، فما السبب؟ بالفعل أردت إنقاص وزني بدرجة كبيرة، لكن ليس بسبب الجزء الثالث فقط، وإنما كنت أخضع لحمية قاسية، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة حتى أنقص وزني. - هل كنت خائفة ان يتسبب وزنك في إبعادك عن أدوار تحتاج إلى رشاقة أكبر؟ بالطبع لأن جسم الفنان في عالمنا العربي يحصره دائماً في أدوار معينة، لذلك أردت أن أخفض وزني حتى لا يضعني المنتجون في قالب معين ويرشحوني لأدوار معينة تخص الفتاة البدينة فقط، خاصة أني أريد تأدية جميع الأدوار، ولا أريد أن يحجمني المنتجون في أدوار بعينها. - هل تقصدين بكلامك أن المنتجين حصروك في فترة معينة في دور الفتاة الطيبة بسبب ملامحك البريئة؟ بالفعل، فالجميع كانوا يقولون لي إني مناسبة أكثر لهذه الأدوار لأن ملامحي بريئة وطفولية، وذلك شيء جميل بالنسبة إلي، لكن لا أريد أن يكون سبباً لإبعادي عن الأدوار التي أحبها فنياً.