مسحت على شعر ابنتها في حنان...تنظر لعينيها الواسعتين التي تتأملها في فضول...وعندما طال صمتها...قالت ابنتها -" ايه يا ماما؟....ايه حدوتة النهاردة؟؟" ابتسمت أمها في حنان...نفذت حصيلتها من القصص..ولم ينفذ شوق ابنتها لسامعها أبدا...لكنها لاتنام الا عندما تسمع قصة ما أيا كانت...ظلت تتأمل ابنتها و تمسح على شعرها معادتها....ثم برقت عيناها...وضحكت قائلة "كان ياما كان...يا سعد يا اكرام...ما يحلى الكلام الا بذكر النبي عليها الصلاة و السلام" لترد ابنتها و الفضول والحماس يتخلل نبراتها "عليه الصلاة و السلام" "كان فيه بنت زي القمر.. البنت ديه ماكنتش عايشة في قصر...ولا كان باباها ملك...كانت بنت عادية جدا...نفسها تلاقي اللي تحبه واللي يحبها....اسمها (ملك)...وهي ملاك في كل حاجة... و في يوم من الأيام... راحت مع صاحبتها للنادي...شافها هناك (أحمد)....و ماحدش يعرف ايه اللي حصله من ساعة ما شافها...فجأة لقى نفسة بيحبها....و عاوز يتجوزها....بس يقولها ازاااي؟؟؟...وهي ممكن تتضايق وتمشي و تسيبه من غير ماتكلمه؟؟؟... قعد يفكر يفكر يفكر....لحد ما لقى الطريقة اللي هايعرف يكلمها من غير ماتتضايق....قطف وردة حمرا كبيرة أوي من الجنينة....و راح واقف قدامها و قالها " بعد اذنك....انا عاوز اسألك سؤال"....بصتله (ملك) و هي مستغربة جدا منه....فقالها"ممكن تدي الوردة ديه لأحلى بنت في النادي.؟؟؟"....مسكت هي الوردة...و افتكرته بيحب واحدة صاحبتها...فقالتله "انت عايزني اديها لمين؟"...راح ضحك هو و قالها "خلاص...مش هاقولك الا لما تعرفي"...وسابها ومشي... هي استغربت جدا و قعدت تسأل اصحابها هو مين و عاوز ايه؟... محدش عرف.... تاني يوم.... حصل نفس الموضوع...بس هي المرة ديه ماسبتوش يمشي...قالتله "لو ماقلتليش انت عاوزني اديها لمين هتضايق..."....المهم قعد يلف و يدور...لحد مافات اسبوع بحاله...واعترفلها أخيرا...قالها "انا بحبك أوي...وانت أحلى واحدة في عيني..."...هي اتكسفت جدا...بس هي كمان طول الاسبوع من كتر مابتفكر فيه حست انها بتحبه...مشيت مكسوفة ومارتش عليه صاحب (احمد) كان اسمه (كريم)...كان مغرور قوي...كان وسيم جدا وعنيه خضرا وعنده حسنة صغير في دقنه...وكان هو كمان بيحب (ملك)...اتغاظ قوي ان (احمد) عرف يخليها تحبه....كريم فكر...وقال ماينفعش...لازم ملك تبقى بتاعتي....وراح رايح لباباها...و قاله انه بيحبها قوي....وان هو نفسه يتجوزها...و قاله ان هو اللي اداها الوردة,,,(ملك) ماكنتش في البيت...مامتها كلمتها في التليفون..قالتلها ده بيقول انه اداكي وردة...(ملك) افتكرت انه (احمد)...فقالت انا موافقة يا ماما.... وكانت الصدمة...لما راح كريم زارهم تاني...و اكتشفت انه مش (احمد)...بس (كريم) قالها ان (احمد) لما عرف انها وافقت عليه...اتصدم و سافر....(ملك) قعدت تعيط تعيط تعيط....مش عارفه تعمل ايه...ووافقت غصب عنها...لحد ماقرب معاد الفرح...كانت ماشية في الشارع لقت (احمد) قاعد قدام النيل زعلان....راحتله...ولما شافها هو اتضايق...بس هي حكيتله على كل حاجة...راح هو راح ضرب كريم....و هي حكت لباباها و مامتها...و سابت (كريم)...ورجعت (للأحمد).... نظرت لها ابنتها في سعادة وقالت "واتجوزوا يا ماما؟؟؟" قالت الأم ضاحكة "اتجوزوا...و خلفوا بنوتة زي القمر اسمها (ندى)..." و توتة توتة...خلصت الحدوته ابتسمت (ندى) في سعادة...فقبلتها أمها في حنان...وتركت الغرفة في هدوء...لتدخل غرفتها و تجلس على حافة الفراش...وتفتح درج مكتبها في هدوء...لتنظر لتلك الوردة الذابلة...وتبتسم في حنان... "في حاجة يا حبيبتي؟" نظرت لزوجها...العين الخضراء و الحسنة الصغيرة على ذقنه...وابتسمت في هدوء قائلة "مافيش حاجة يا حبيبي...تصبح على خير" و نامت على الفراش و دمعة ساخنة تتسلل على وجنتيها