أكد الدكتور أحمد عكاشة، أستاذ الطب النفسي، رئيس الجمعية المصرية والعالمية للطب النفسي، أن مصر بحاجة لرئيس شاب يعيد الحيوية للبلاد، بعدما رأى أن معظم المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية "عمرهم الافتراضي انتهى"، على الرغم من امتلاكهم مميزات جيدة وصفات إنسانية ممتازة. لكنه قال إن أعمار كافة المرشحين لا تشجع على أن يكون هناك رؤية مستقبلية لبلد يمثل الشباب أكثر من 60% من سكانه، ولأن الكبار في السن لا يستطيعون أن يبتكروا، لأن التفكير يشيب مثلما يشيب شعر الرأس. وأشار أيضًا إلى كونهم نشأوا وتربوا جميعًا في عهود من الاستبداد. واعتبر في مقابلة مع فضائية "المحور" أنه ليس من العدل أن يقوم بالثورة شباب ثم يجيء للحكم رئيس جمهورية صاحب منظومة تربت في عهد مبارك المستبد. وعاب على المرشحين المحتملين عدم امتلاكهم لأي رؤية مستقبلية حول الوضع في مصر مصر سوى الوصل للحكم فقط، مضيفًا: نحن بحاجة لرئيس يفكر لمستقبل مصر، ويجب أن يكون معاونو الرئيس من الشباب لا يزيد عمرهم عن الأربعين عاما. ورأى أن ثورة 25 يناير لم تأخذ حقها حتى الآن، وقارن بينها وثورة 1952 التي أطاحت بالنظام الملكي على يدي مجموعة "الضباط الأحرار" والذين كانوا شبابًا وقاموا بحكم البلد وحتى لو كانوا أخطئوا لكنهم أخذوا فرصتهم كاملة. وانتقد البطء في محاكمة رموز النظام السابق، الذين كان يرى أنه كان يتعين محاكمتهم في محاكمات عسكرية، مؤكدا أن هذه المحاكمات كان يجب أن تتم وينتهي الحكم فيها خلال أسبوع أو اثنين مثلما كان الحال في عام 1952 "فلا داعي لكل هذا التباطؤ". وقدم عكاشة تحليلا لرؤساء مصر السابقين بدءا من محمد نجيب والذي وصفه بأنه كان رئيسًا وطنيًا مخلصًا لمصر إلا أنه لم يكن يملك القوة الكافية التي تجعله يواجه أكثر، وورأى أن ما حدث تجاهه معه من قبل جمال عبد الناصر كان "ظلمًا وإجحافًا". في حين رأى أن عبد الناصر "كان يتمتع بكاريزما وحب لدى الناس، ويمتلك دهاء سياسيا جعله يستمر في الحكم حتى بعد نكسة 1967"، وقال إن خلفه أنور السادات "كان يتمتع بالدهاء السياسي، لكنه افتقد للكاريزما التي كانت لدى عبد الناصر وكان شخصية اندفاعية". وحول الرئيس المخلوع حسني مبارك، قال عكاشة إن من يصل إلى رتبة فريق في الجيش – آخر الرتب العسكرية التي تقلدها - لابد أن يكون شخصية ناجحة، لأن الجيش يفند قياداته، لكنه تفاجئ عندما وجد نفسه في منصب رئيس الجمهورية، واصفًا بدايته عقب وصوله إلى السلطة في عام 1981 بأنها كانت "صحيحة، حينما أعلن أنه لن يرشح نفسه سوى لفترة رئاسية واحدة وأن زوجته لن تتدخل في الحكم". لكنه قال إن مبارك "نسى ذلك بعد أن صار رئيسا للبلاد وتدخلت زوجته، ثم لاح شبح التوريث لابنه (جمال) مما أدى إلى فقدانه الحكم، وكراهية المصريين له نابعة من كونه أهمل البلاد وترك الحكم لزوجته وابنه". ورأى عكاشة أن "تعالي جمال مبارك وإحساسه بأنه رئيس مصر جعل الناس يكرهونه لأنهم شعروا بأنها عزبة تورث لبيت مبارك، والمحيطون بجمال جعلوه ينتفخ ويشعر بنفسه رئيسًا، وحتى الآن وهو في سجن طره لا يزال في حالة ذهول هو وأخوه علاء من كراهية المصريين لهما، وهذا يثبت أنهما كانا مغيبين بالفعل". ودلل على ذلك بأن "مبارك كان الرئيس الوحيد الذي ظل 30 عاما لم يلتق مع شعبه، وكل مقابلاته معهم كانت تمثيليات فضح أمرها بعد ذلك وعلم بها كل المصريين". من جهة أخرى، كشف عكاشة أنه نصح العالم المصري الدكتور أحمد زويل الحائز على جائزة نوبل بألا يترشح للرئاسة حتى لو أحبه الناس، لأنه لن ينجح في مهمة رئيس الجمهورية، مبررًا ذلك بأنه "لا يمتلك المراوغة السياسية والدهاء السياسي، لأن العالم لا يمكن أن يتميز بالمراوغة".