فجرت نشرة وزارة الخارجية الإسرائيلية النصف شهرية الصادرة مساء الخميس 15 سبتمبر الجاري مفاجأة كشفت عن وجود خلاف حاد بين رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتانياهو" وبين "اسحاق ليفانون" السفير الإسرائيلي بالقاهرة حول تقرير رفعه الأخير لوزارته بشأن ما يحدث من متغيرات في مصر. التقرير أشار إلي أن ليفانون كتب لحكومته مؤكدا أن الشعب المصري الذي عرفه قبل ثورة 25 يناير لم يعد هو نفس الشعب وكتب ليفانون يقول: "لقد انهارت كل الدراسات التي قمنا بها بالقاهرة علي الشعب المصري وعاداته وتوقعات تصرفاته خلال 30 عاما حتي أننا أصبحنا مصابين بالعمي السياسي في القاهرة، حيث تغير الشعب حتي الأصدقاء بدأنا نفقد منهم الكثيرين". ليفانون كتب أيضا في تقريره يقول: "لقد حدث شيء ما في مصر ربما سنظل لوقت طويل نتدارسه لكنني أنصح أن نغير سياستنا بالكامل في الفترة الحالية والقريبة، فلابد من معاملة المصريين بتأدب واحترام ولا نستهين بمن قتل منهم علي الحدود وربما يجب أن نستغني عن بعض الأموال لمن يستحقها من شهدائهم". النشرة ذكرت أن وزير الخارجية الإسرائيلية "أفيجدور ليبرمان" قد اعترض علي وصف ليفانون لمن فقدوا حياتهم بالشهداء وطلب منه تغيير الكلمة بالنشرة إلي (قتلاهم) غير أن ليفانون هدد بعدم العودة للقاهرة لو تم تغيير الكلمة في تقريره.. مما دفع بنتانياهو للاختلاف معه علي نشر التقرير من الأساس وطلب منه تفضيل عدم نشر تقرير في النشرة الدورية لكن ليفانون رفض معلنا أنه لا يمكنه العمل في مجتمع مصري تغير كله من حول السفارة وما زالت السفارة تعيش في عهد مبارك". وكشف ليفانون عن أنه أرسل عبر شبكة المحمول المصرية رسالة نصية موحدة لعدد كبير من المسئولين المصريين كتب لهم فيها: "الآن وأنا أترك القاهرة لا أدري متي أعود أرسل إليكم بشديد اعتذاري الشخصي عما حدث لأبنائكم علي الحدود ولا توجد كلمات في فمي حتي أعزيكم ولأنكم تعرفون موقفي ووظيفتي.. فأرجو أن تتقبلوا تلك الرسالة شخصية مني .. اسحاق ليفانون السفير الإسرائيلي الذي يترك القاهرة الآن". نشرة الخارجية ذكرت أن ليفانون قد تلقي تأنيبا شديدا عن تلك الرسالة النصية وأنه قد صدر قرار حكومته بالتحقيق معه فيها صباح الأربعاء الماضي.