إعتدنا من إسرائيل أن تمارس غطرسة و وحشية اتجاه كل ما هو ليس إسرائبلياً فى المنطقة ، بل وفى العالم بأسره ، فمن وجهة النظر الصهيونية أن كل ما هو ليس يهودى إسرائيلى فهو من الدرجة الثانية ولا يرقى الى المعاملة الانسانية او الاحترام ، ربما كان هذا ممكناً إلى عهدٍ قريب كان الخونة من رؤساء العرب مازالوا ممسكين بزمام الأمور ، فكانت الانتهاكات الاسرائيلية بحق العرب لا يقابلها سوى تصريحات شجب وإدانة وبالتأكيد كانت على إستحياء شديد ، كانت المطالبة بالاعتذار أو التعويضات هى أمر غريب على أنظمتنا الحاكمة وكأنها لم تسمع به من قبل أبداً رغم أن الحكام لدينا يقضون جل أعمارهم فى سدة الحكم ، لا يفرق بينهم وبين العرش سوى الموت ، تاركين الأوطان والشعوب و حتى الشجب والادانة ميراثاً لأبنائهم من بعدهم ليسيروا على نفس الخطى الفاسدة. منذ أيام سب وزير الدفاع الإسرائيلى إيهود باراك آلاف المصريين الذين تظاهروا أمام مقر السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، ووصفهم بأنهم "رعاع" ، زاعماً أن حراس أمن السفارة الاسرائيلين واجهوا الرعاع المصريين بكل شجاعة وقوة ، وأنا شخصياً لا أعرف من أين إستقى هذا الوزير زعمه المذكور سلفاً ، خصوصاً وأن المعروف للجميع هو أن فرقة خاصة من قوات الأمن المصرية هى من تولت " تحرير" حراس السفارة و أخرجتهم من أبواب خلفية حفاظاً على أرواحهم من غضب المتظاهرين الأحرار الذين لا يطالبون سوى برد الاعتبار للدولة المصرية من خلال الاعتذار الرسمى والتعويضات ، فإن لم يكن فليكن طرداً للسفير و سلام بارد مع دولة العدو المجاورة ، وتصعيداً للقضية فى المحافل الدولية فضحاً للأفعال المتغطرسة من جيش الاحتلال الصيهونى الذى لا يحترم الاتفاقيات والمعاهدات ! صحيح أن إسرائيل مازالت مصدومة من واقع الربيع العربى و ما تشهده الدول العربية ألان من ثورات تسقط أنظمة فاسدة و حكام كانوا أصدقاء للكيان المتغطرس ولو لم يظهر ذلك جلياً على الملأ ، لكن بالتأكيد كانت هناك علاقات وإتصالات وهذا لم يكن حكراً على مصر فقط أو بالأحرى على صديقهم / حسنى مبارك فحسب ، فأنا أعتقد أن الأيام كفيلة بالكشف عن علاقات سرية بين إسرائيل و حكام عرب ظلوا يرددوا ويهتفوا بسقوط الدولة العبرية وبنصرة الشعب الفلسطينى الأعزل ، أيضا من الصعب أن تتعايش الدولة العنصرية (إسرائيل) مع واقع ضبابى تعيشه الدول العربية المحيطة و مستقبل مجهول لم يتم تحديده بعد ، خصوصا وأنها لم تفق بعد من أزمة العلاقات مع تركيا والتى مازال أردوغان ينسج تعيقداتها حتى ألان ليزيد من عزلة إسرائيل وفى نفس الوقت يخلق مكانة جديدة لتركيا . إن الاعتذار الرسمى على قتل الجنود المصريين على الحدود هو مطلب شعبى بالأساس ، وإن خفت المطلب الرسمى لحين من الوقت ، فإن الجماهير الغاضبة لن تنسى ، ويجب على صناع القرار فى إسرائيل أن يعرفوا جيداً أن الحال المصرى لن يعود إلى مكان عليه سابقاً خصوصاً و أن صديقهم الحميم يرقد ألان على سرير المرض داخل قفص حديدى ليحاكم على ما اقترفه من جرائم بحق شعبه ، وأن من يحكم هذا الشعب من ألان فصاعداً يعى جيداً أنه من الممكن أن يلاقى نفس المصير إذا ظل على النهج المتخاذل الذى سار عليه مبارك لعقود ، أخيراً أود الإشارة إلى أنه حتى كتابة هذه السطور لم يخرج أى رد رسمى من الدولة المصرية للرد على تصريحات الوزير/ إيهود باراك .. وزير دفاع دولة الرعاع !